بعد مرور أشهر على تفشي جائحة "كوفيد 19" حول العالم، لا يزال من غير الواضح موعد عودة الحياة إلى طبيعتها، وقد نكون "في منتصف الطريق لهذا الماراثون الطويل جدًا جدًا"، بحسب ما قاله البروفيسور غابرييل ليونج، وهو خبير في الأوبئة والأمراض المعدية وعميد الطب بجامعة هونغ كونغ خلال ندوة على الإنترنت نظّمها المركز الدولي للصحفيين وقدّمتها مديرة المشاركة المجتمعية في المركز ستيلا روكي.
إقرأوا أيضًا: دراسة للمركز الدولي للصحفيين وتاو حول "كوفيد 19" والصحافة.. إليكم نتائجها
وتحدّث ليونج خلال الندوة عن أبرز التوقعات للفيروس خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك آثار الطقس البارد على "كورونا" واللقاحات المحتملة وجهود الحكومات لإعادة فتح الأسواق وإنعاش الاقتصادات حول العالم.
خلال حديثه، شدّد ليونج على مدى أهمية إعداد الصحفيين تقارير علمية مبنية على معلومات دقيقة، موضحًا أنّ "العلم هو المسار والمخرج من الجائحة ولكلّ عالم دوره في هذا الصدد"، وقال: "يبحث العلماء عن الحقيقة بأفضل الطرق رغم تنوعها، فيما يبحث الصحفيون عن الحقيقة من خلال تغطية العلوم".
وفيما يلي أبرز ما ورد في الحديث مع ليونج:
طقس الشتاء وكوفيد 19
- أعتقد أن ما نراه في أوروبا وأميركا الشمالية هو أنه مع دخول بعض الدول في النصف الشمالي للكرة الأرضية في فصل الشتاء، فقد بدأ ما نعرفه بـ"التأثير الموسمي"، ما يعني أنّ العوامل الموسمية المتمثّلة بدرجة الحرارة والرطوبة تعطي الفيروسات بشكل عام وكوفيد 19 بشكل خاص، نشاطًا أكبر من حيث قابلية بقائه على الأسطح لمدّة أطول أو لناحية تسهيل انتشاره.
-غالبًا ما يترافق التأثير الموسمي مع عدد من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي مثل الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) الذي يصيب مجاري التنفس العلوية والرئتين.
الفرق بين كوفيد 19 وسارس
-لا بدّ من التوقف عن مقارنة الأوبئة أو الفيروسات المختلفة لأنّ لكل واحدة إسم ونوع وخصائص، وخلال المقارنة بين كوفيد 19 وسارس يتبيّن أنّ التشابه قليل، كما أنّ هذه المقارنة تؤدّي إلى التضليل أكثر مما تفيد وتضيف قيمة فعليّة.
-سجّل السارس عددًا إجماليًا من الحالات عالميًا أقلّ من 9000 حالة. أمّا بالنسبة لكوفيد 19، ففي الولايات المتحدة وحدها وفي يوم واحد، من المحتمل تسجيل أربعة أضعاف هذا الرقم من الإصابات بالجائحة.
-يمكن أن يبدأ المصاب بكورونا بنشر العدوى قبل يوم أو يومين من ظهور العوارض المرضيّة عليه، إذ تحدث 30-40% من الإصابات الثانوية قبل أن يشعر المصاب بذلك وعندها يمكن أن ينقل المصاب العدوى.
اللقاحات
-على الرغم من البحث عن لقاحات، إلا أنّ أي لقاح لن يوفّر مناعة تعقيمية ضد "كورونا"، أي أنّ اللقاحات قد لا تمنع انتقال الفيروس، لكنّ فعاليتها تكمن بأنّها تحمي من الموت عند الإصابة أو تقلّل المضاعفات الخطيرة الناتجة عن العدوى.
- ربما لن تكون اللقاحات حلاً سحريًا كما يأمل الكثيرون حول العالم، لكنني أعتقد أنه من الضروري جدًا توفير الحماية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض وربما الوفاة بسبب "كوفيد 19".
إقرأوا أيضًا: نقاط أساسية من تغطية تفشي "كوفيد 19" في إيطاليا
إعادة فتح المجتمعات وتفعيل الإقتصادات
- أعتقد أنّ هناك ثلاثة أمور سترافق الناس لفترة طويلة وهي أشبه بحرب ثلاثية بين حماية الصحة والحفاظ على الاقتصاد والموافقة الاجتماعية الضمنية.
- نحن بحاجة إلى الإستناد إلى العلم لشرح هذه الأمور، ثم التوصل إلى بعض الإجماع كمجتمع، والذي يفترض على الحكومات تحديده وتسهيله.
- من غير المنطقي أن نبقى في حالة إغلاق دائم للأشهر التسعة أو الـ12 أو الـ18 المقبلة، ما نحتاج إلى القيام به هو إيجاد طريقة يمكننا من خلالها العودة إلى درجة معينة من الحياة الطبيعية والأداء المجتمعي، ثم نحاول أن نكون مبتكرين ونحاول القيام بأمور لم نقم بها من قبل.
السياسات الصحية العامة
-لا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تقسيم خاطئ بين تدابير مراقبة الصحة العامة التي قد يراها البعض صارمة وبين الديمقراطية الليبرالية، وعلى الناس معرفة أنّ الإصابة لا تؤدّي إلى المرض فحسب، بل إلى نقل العدوى أيضًا، وبالتالي على المريض التفكير بالعواقب وبالمحيطين به وبالأشخاص الذين يتواصل معهم وأولئك الذين قد يصابون بالمرض منه.
• أصبحت السياسات المتعلقة بالصحة العامة والمحدّثة في جميع الأنظمة بالعالم، بسبب خطر تفشي الفيروس، لكنّ الملاحظ أنّ إرادة الفرد ومدى التزامه من الأمور المشتركة في قوانين الصحة في الدول كافة.
شانتيه روسيل هي خريجة جامعة هوارد ومتدربة في المركز الدولي للصحفيين.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Vincent Ghilione