دراسة للمركز الدولي للصحفيين وتاو حول "كوفيد 19" والصحافة.. إليكم نتائجها

بواسطة Taylor Mulcahey
Oct 13, 2020 في تغطية كوفيد 19
علامة الإقفال

ألقت جائحة  "كوفيد 19" بظلالها على الصحفيين وغرف الأخبار وكان لها تداعيات وتأثيرات مختلفة، بدءًا من إرهاق الصحفيين بسبب عملهم لساعات إضافية، إلى تسريح بعضهم من وظائفهم، إضافةً إلى زيادة انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة عبر تطبيق "واتسآب"، ما أدّى إلى ارتفاع الضغط الذي يعاني منه الصحفيون في مهنة تواجه مستقبلًا غامضًا.

وبهدف التوصّل إلى فهم أفضل إلى تأثير "كورونا" على العمل الصحفي حول العالم وللمساعدة في تصوّر المستقبل الذي ينتظره، أطلق المركز الدولي للصحفيين ومركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا استبيانًا بسبع لغات، من بينها اللغة العربية. والآن، أصدرا النتائج الأولية للإستبيان الذي شارك فيه 1,406 صحفي من 125 دولة باللغة الإنجليزية.

وتضمّن الإستبيان حول الصحافة والجائحة استكشافًا لآثار "كورونا" على الصحة الجسديّة والنفسيّة للصحفيين، إلى جانب انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة، الآثار الاقتصادية للجائحة على غرف الأخبار، التغيرات التي طرأت في طريقة عمل الصحفيين، والتحديات التي تواجه حرية الصحافة.

وفي أعقاب الدراسة، كتبت الباحثون فيها الدكتورة جولي بوسيتي، مديرة الأبحاث العالمية في المركز الدولي للصحفيين، البروفيسورة إميلي بيل وهي المديرة المؤسسة لمركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا، والباحث في مركز تاو بيتي براون أنّ "التقرير يوضح كيف يعمل الصحفيون في بيئات مالية وجسدية ونفسية شديدة الضغط خلال تفشي الجائحة"، ولفتوا إلى أنّ "هذه هي الفترة الأكثر صعوبة التي تمرّ بها الصحافة".

وفيما يلي تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين أبرز ما خلصت إليه الدراسة. يمكن للقراء الإطلاع على 30 خلاصة رئيسية من الدراسة في التقرير الكامل هنا.

الصحة النفسية والجسدية للصحفيين

توصل الباحثون إلى أن الصحفيين يعانون كثيرًا من الآثار النفسية التي تتسبب بها التقارير التي يعدّونها والمرتبطة بـ"كوفيد 19". فقد أوضح التقرير أنّ 70% من الصحفيين المشاركين في الإستبيان اختاروا الخسائر النفسية على أنها أكبر تحد يواجههم أثناء الجائحة. واختار 80% من الصحفيين المشاركين تأثيرًأ  نفسيًا سلبيًا واحدًا على الأقل، بما في ذلك القلق والإرهاق وصعوبة النوم والشعور بالعجز.

كذلك لم يستطع المسؤولون عن المؤسسات الإعلامية تأمين الدعم الكافي للصحفيين خلال هذه الفترة التي يواجهون فيها التحديات، إذ قال أكثر من 70% من الصحفيين إنّ أصحاب العمل لم يتمكنوا من تأمين مرونة في ساعات العمل أو توفير إجازة أو دعم اجتماعي.

Graph of negative emotional impacts of COVID 19

كما أنّ دعم الصحة الجسديّة للصحفيين لم يكن كبيرًا، على الرغم من الأزمة الصحية العالمية، إذ يوجد واحد من كل أربعة مشاركين في الإستبيان يذهبون لإعداد تقارير ميدانيّة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، كما شكى بعضهم من عدم توفير المؤسسات الإعلامية معدات الحماية والوقاية الكافية من أجل إعداد تقارير ميدانية، وقال 45% من المشاركين إنّ المؤسسات لم تزوّدهم بكمامات خلال إجرائهم مقابلات.

انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة

من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية في شباط/فبراير من أنّ العالم لا يحارب فيروسًا قاتلًا فحسب، بل يواجه أزمة معلومات أيضًا، ما رتّب على الصحفيين بذل جهود إضافية لتقديم معلومات واقعية لجمهورهم. وقال أكثر من 80% من المشاركين إنّهم يواجهون معلومات مضللة بشكل أسبوعي.

 وبرأي الصحفيين المشاركين في الإستبيان، فإنّ المعلومات المضللة تنتشر بشكل أكبر على فايسبوك بنسبة 66%، ثمّ على تويتر بنسبة %42، وبنسبة 35% على واتسآب. وقام 82% من المشاركين  بإبلاغ منصات التواصل الإجتماعي عن معلومات مضللة عثروا عليها، لكن نصفهم تقريبًا قالوا إنهم إما غير راضين أو غير راضين تمامًا عن استجابة المنصات. وعن مصدر المعلومات المضللة، يحلّ المواطنون العاديون في المرتبة الأولى ومن بعدهم  يأتي القادة السياسيون والمسؤولون المنتخبون.

وتبيّن أنّ 29% من الصحفيين يقومون بتقصي الحقائق ويستخدمون أدوات التحقق الرقمية لمكافحة المعلومات الخاطئة والمضللة التي تنتشر تزامنًا مع "كورونا"، فيما قال عدد من الصحفيين إنهم بحاجة إلى إجراء تدريب إضافي لمكافحة الجائحة بالشكل المناسب. واعتبر 70% من المشاركين أنّ الصحفيين بحاجة ملحّة للمشاركة في تدريبات متقدمة في التحقق من المعلومات وتقصي الحقائق.

Chart showing main purveyors of disinformation

التأثيرات الإقتصادية

تسببت الجائحة في إلحاق أضرار اقتصادية كبيرة بغرف التحرير. وقام باحثون وصحفيون حول العالم بتوثيق تأثير "كورونا" في الموارد مثل المورد الخاص بمركز تاو وقائمة بوينتر حول تسريح العمال في الولايات المتحدة والإجازات والإقفال، بالإضافة إلى قصص حول التخفيضات والتغييرات، في غرف الأخبار الأفريقية على سبيل المثال. 

وتوضح النتائج التي خلصت إليها الدراسة إلى أن هذه الأزمة الاقتصادية تشغل الصحفيين، الذين قال ثلاثة من كل أربعة منهم إنّ من أولوياتهم الإستمرار في نشر أعمال الصحفية خلال تفشي "كورونا"، فيما أوضح أربعة من كل خمسة مشاركين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات حول الشؤون المالية لغرفة الأخبار التي يعملون فيها أنّ هناك انخفاضًا في الإيرادات بنسبة 50% على الأقل.

ومن أجل تجاوز المرحلة، قللت الكثير من وسائل الإعلام من المحتوى وقلصت الرواتب وسرّحت الموظفين، وقال 65% من المشاركين إن الأمن الوظيفي لديهم الآن أقل مما كان عليه قبل انتشار "كوفيد 19".

Chart showing journalists' feelings of job insecurity

 

 تهديدات لحرية الصحافة

ثبت أنّ تغطية الجائحة حول العالم أمر صعب وخطير، فقد تحدث العديد من الصحفيين عن التهديدات والقيود التي تؤثر على حرية الصحافة. على سبيل المثال، ذكر واحد من كل خمسة مشاركين أنّ المضايقات عبر الإنترنت كانت "أسوأ بكثير" مما كانت عليه قبل "كوفيد19".

وقد أثرت الجائحة أيضًا على علاقات الصحفيين مع المصادر، حيث قال 48% من المشاركين إنّ المصادر كانت قلقة من أن التحدث إلى الصحفيين قد يؤدي إلى تداعيات سلبية مثل فقدان الوظيفة أو العواقب القانونية أو العنف الجسدي.

بعض الأخبار الجيّدة!

على الرغم من التحديات الكثيرة، لاحظ أكثر من 40% من المشاركين في الإستبيان زيادة في ثقة الجمهور أثناء "كوفيد 19"، في مقابل 4% شعروا بتراجع الثقة.

كذلك شهد واحد من كل أربعة مشاركين ردود فعل إيجابية على منشوراتهم التي أعاد نشرها عدد من القراء، وأفاد 24% من المشاركين بأنهم يقضون وقتًا أطول في تحديد احتياجات الجمهور.

الاستفادة من النتائج

توفر هذه النتائج  التي خلصت إليها الدراسة والتي أعدّها المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا نافذة صغيرة في هذا الوقت الصعب الذي تمرّ به الصحافة. ومن الممكن أن تساعد النتائج الأكاديميين والباحثين والخبراء في مجال الصحافة على البدء في التخطيط لمستقبل العمل الصحفي بعد الجائحة. ويمكن أن تقدم النتائج أيضًا إرشادات للمحررين والناشرين والمسؤولين عن غرف الأخبار الآخرين الذين يتطلعون إلى تقديم دعم نفسي وفرص تدريبية للصحفيين كي يتمكنوا من الإستمرار بالعمل وتخطي الأزمة الصحية الطارئة.

من المقرر نشر تقارير إضافية حول تأثيرات الجائحة على الصحافة خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك نتائج الإستبيانات التي أجريت بلغات أخرى غير الإنجليزية. يمكنكم متابعة التحديثات من المركز الدولي للصحفيين أو متابعة شبكة الصحفيين الدوليين على تويتر وفايسبوك وإنستجرام للبقاء على اطلاع على أحدث الأبحاث والدراسات.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة كريغ وايتهاد. الصور الأخرى مأخوذة من تقرير الصحافة والجائحة.

تايلور مولكاهي هي محررة في شبكة الصحفيين الدوليين.