نقاط أساسية من تغطية تفشي "كوفيد 19" في إيطاليا

بواسطة Tedi Doychinova
Oct 8, 2020 في تغطية كوفيد 19
روما في إيطاليا

يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين ويبينارات ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، والتي تهدف إلى تغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين.

هذا المقال هو جزء من الموارد التي تقدّمها شبكة الصحفيين الدوليين باللغة العربية عن التغطية الصحفية لـ"كوفيد 19"، للإطلاع على المزيد من الموارد، إضغط هنا 

تعدّ إيطاليا من أبرز الدول حول العالم التي عانت من جائحة "كوفيد 19"، إذ وصلت أعداد الإصابات إلى 333,940 شخص، فيما توفي 36,061 آخرين، ما دفع الحكومة لفرض إغلاق تام للحدّ من حركة مواطنيها، والآن تدرس الحكومة تمديد حالة الطوارئ حتى كانون الثاني/يناير 2021، توازيًا مع وصول الموجة الثانية من "كورونا" إلى إيطاليا.

وفي هذا السياق، شارك الصحفيان الإستقصائيان الإيطاليان كاتالدو سيسكوليلا ولوسينا باترنيسي تجربتهما مع تغطية تفشي "كورونا" في البلاد، وذلك خلال ويبينار نظّمه المركز الدولي للصحفيين. 

 

 

 إجراءات السلامة

أوضح الصحفي كاتالدو سيسكوليلا أنّه وفريقه كانوا يلتزمون بارتداء ملابس واقية، ويقومون بتعقيم معداتهم مثل الميكروفونات والكاميرات والأقراص الصلبة عند عودتهم من التغطية الميدانية.

أمّا الصحفية لوسينا باترنيسي فلفتت إلى أنّها أمضت أيامًا طويلة في قيادة سيارتها متنقلةً بين المناطق الإيطالية، بسبب عدم توفّر وسائل نقل عام. كما حرص الفريق الصحفي الذي يعمل معها على أن يكون لكل منهم غرفة خاصة في المناطق التي يذهبون إليها، حتى يجري عزل الصحفي بحال تعرّض للإصابة.

تغطية القضايا الصعبة

 من أبرز الأمور التي اكتشفها الصحفيان الإيطاليان كان سوء الإدارة في المستشفيات ووجود بعض الأخطاء، فعلى سبيل المثال أبلغتهم إدارة أحد المستشفيات أنّ المرضى المتواجدين في هذا المستشفى غير مصابين بكورونا.

كذلك تواصل سيسكوليلا وفريقه مع خبراء في علم الفيروسات للتأكد من أنهم تجنبوا أي أخطاء في الحقائق الواردة في تقاريرهم، قائلاً إنّ "هناك أعداء للإعلام ولا يمكننا أن نرتكب أخطاء". 

وأجرى  سيسكوليلا تحقيقات لكشف أوجه القصور الرئيسية لدى الجهات الصحية الرئيسية المسؤولة عن حماية المواطنين مثل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الإيطالية. وتبيّن أنّ عددًا من الدول لم تحدّث خططها للوقاية من الأوبئة التي يجب أن تقوم بها كل ثلاث سنوات. واكتشف أنّه بالنسبة لإيطاليا، فقد كذب المسؤولون على المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض، وقالوا إنهم قاموا بتحديث الخطة عام 2016، موضحًا أنّه استخدم موقع أرشفة الإنترنت Wayback  والذي أظهر أنّه لم يتم تحديث أي جملة واحدة في المستند الخاص بخطة الوقاية منذ عام 2006.

وأشار الصحفي إلى أنّه كان من الممكن إنقاذ حياة 10 آلاف شخص على الأقل، لو تمّ تحديث الخطة وتضمينها تفاصيل حول عدد أسرة وحدة العناية المركزة والأطباء وغيرها من المعلومات الطبية التي لم تكن متوفرة عند تفشي "كورونا" في إيطاليا، موضحًا أنّ أي سلطة أو جهة صحية دولية أو حتى منظمة الصحة العالمية، لم تعر اهتمامًا للإطلاع إذا ما كانت الخطة قد حُدّثت أم لا.

من جهتها، تابعت الصحفية باترنيسي التقارير والقصص التي تمّ إعدادها عن المصابين بكورونا في شمال ووسط إيطاليا، حيث تتركّز الكثافة السكانية، وتواصلت مع صحفيين ومتخصصين في أوروبا لمعرفة الإجراءات التي تنفذها الحكومات لحماية خصوصية المواطنين بعد قيامهم بتنزيل تطبيق Immuni على هواتفهم، وهو تطبيق يُستخدم في جميع أنحاء القارة لتتبع العدوى. وسألت الصحفية الإيطالية إذا كان من الجيد منح الحكومة الكثير من القوة لشركات التكنولوجيا مثل جوجل وإذا ما كانت الحكومة تصل إلى بيانات المستخدمين وتجمعها.

وخشية ما تمّ اكتشافه، هدّد مسؤولون إيطاليون الفريق الصحفي بملاحقته قضائيًا.

حول التعاون

تعاون سيسكوليلا وفريقه في إعداد التقارير وتقسيم المهام والبقاء على تواصل دائم بهدف إعداد أكبر عدد من القصص والتقارير حول "كوفيد 19". 

الخطة التحريرية

تستغرق التحقيقات الإستقصائية أشهرًا لتطويرها ويتم التخطيط للمحتوى مسبقًا. ولكن بحلول شهر آذار/مارس الماضي، تحول انتباه المتابعين واهتمامهم إلى موضوع واحد فقط هو "كوفيد 19"، ما دفع سيسكوليلا وفريقه لإجراء تحقيقات في القضايا المتعلقة بالجائحة، وبدأوا يراقبون عمل الجهات الرئيسية مثل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الإيطالية والمستشفيات. 

 البحث عن قصص لم تروَ

في بعض الأحيان، تتواصل الجهات المعنية مع الصحفيين لإبلاغهم عن معلومات ومشاركتهم تجاربهم في الخطوط الأمامية مع "كورونا"، ومن بين هذه الجهات عدد من المسعفين والأطباء الذين رووا ما طُلب منهم القيام به، في وقت لم يتمكّن كثيرون منهم الوصول إلى معدات الحماية الشخصية. وكشفت التحقيقات أنّ هناك من توخّى الربح من شحنات المعدات الوقائية الآتية من الخارج.

وفيما شدّد سيسكوليلا على ضرورة النظر إلى التناقضات في الروايات التي تقدّمها الحكومة، اقترح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للعثور على قصص شيقة. من جهتها، نصحت باترنيسي بتتبع المعلومات على المستوى الإقليمي أو المحلي إذا لم تكن متوفرة على المستوى الوطني.

تيدي دويشينوفا هي مسؤولة برامج في المركز الدولي للصحفيين.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة جوليا سولونينا