قصص وتحديات المشاركين في برنامج المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة. هذا المقال هو جزء من ثلاث مقالات حول برنامج التدريب والمنح من المركز وفيسبوك.
في وقت يواجه فيه العالم أكبر أزمة صحية متمثّلة بجائحة كوفيد -19، تفاقمت معاناة اللاجئين، وازدادت مسؤولية الصحفيين في تغطية قصصهم ومشاكلهم ومتاعبهم. في هذا السياق، نظّم المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة، برنامجًا تدريبيًا لمساعدة الصحفيين العرب في إنتاج قصص ذات جودة عالية وتسلّط الضوء على الوقائع غير المعلنة عن الحياة في مخيمات اللاجئين وسط انتشار الوباء العالمي.
وفيما يلي، تعرّفكم شبكة الصحفيين الدوليين على الصحفيين والصحفيات الذين شاركوا في البرنامج، وعلى قصصهم وتعليقاتهم على رحلتهم مع المركز الدولي للصحفيين بالتعاون ومشروع فيسبوك للصحافة:
تقارير من مصر
في مصر، الدولة التي تربط شمال شرق إفريقيا بالشرق الأوسط، أعدّ سبعة صحفيين تقارير مختلفة، خلال مشاركتهم في برنامج المركز الدولي للصحفيين وفيسبوك.
فقد أنجز الصحفي المصري شحاته السيد محمد، تحقيقًا بعنوان "الاعتداء الجنسي مقابل العمل: محنة اللاجئات في مصر في ظل كورونا"، ونُشر على موقع "درج ميديا" باللغتين العربية والإنجليزية. وفي حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين أوضح أنّه واجه تحديات كبرى، لا سيما وأنّه كان يعالج في تقريره قضية حسّاسة، وتمثّلت الصعوبات بإيجاد ضحايا يقبلن بأن يتكلّمن ويكشفن ما تعرّضن له، إضافةً إلى التحدي الكامن بتقديم الدعم النفسي للضحايا"، ولفت السيد إلى أنّ التحدّي الثالث كان إجراء المقابلات في ظلّ تفشي فيروس "كورونا" وعدم معرفة الأشخاص الذين تتمّ مقابلتهم لطرق التواصل عن بُعد.
ومن مصر، أعدّ الصحفي محمود محمد الطباخ تحقيقًا بعنوان "أَسْرى "كورونا".. لاجئون يبحثون عن الحياة في القاهرة"، ونشر على موقع zatmasr، وتعاون فيه مع عدد من الصحفيين الآخرين.
ولفت إلى أنّه "تمّ إنتاج القصة في قالب "كروس ميديا" يعتمد على النص والصورة والإنفوجرافيك، والخرائط التفاعلية، كما تم إنتاج نسخ مرئية من القصص المُقدمة للاجئين، وجرت الاستعانة بأدوات تفاعلية في عرض المعلومات". وأوضح أنّ "الفكرة الأساسية للقصة تتركز على رصد معاناة لاجئين من العراق وسوريا وفلسطين واليمن، جاءوا إلى مصر، هربًا من الحرب والعنف في بلدانهم، ويواجهون مشاق ومصاعب مختلفة في القاهرة، في ظل جائحة كورونا، حيث توقفت أبواب أرزاقهم ومشاريعهم الصغيرة، ما فاقم معاناتهم.. لكنهم في الوقت ذاته ما زالوا يتمسكون بأحلامهم في التعلم والنجاح والاستقرار".
تقرير آخر من مصر، أعدّته الصحفية آيات الله عثمان رشاد الحبال، ونُشر في صحيفة المصري اليوم، بعنوان "قعدة قهوة".. وسيلة اللاجئات والمهاجرات لإيجاد السند". وفي حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين، أوضحت أنّ التحقيق الذي أعدّته، سلّطت الضوء خلاله على كيفية دعمت اللاجئات المقيمات في مصر لنفسهنّ، على الرغم من إغلاق الكثير من المنظمات لمكاتبها. وأضافت أنّها أنتجت فيديو حول التحقيق من خلال مشاركتها في برنامج المنح الذي قدّمه المركز الدولي للصحفيين. أمّا أبرز التحديات التي واجهتها، فتمثّلت بالحصول على التمويل والتواصل مع المصادر المختلفة في الدوائر الرسمية.
توازيًا، أنجزت الصحفية منى علي علام من مصر تقريرًا بعنوان "طفـــولة سمراء وحيــــدة في القاهـــرة.. كيف أثرت الجائحة على الأطفال المهاجرين غير المصحوبين في مصر؟"، نُشر في "السفير العربي" ألقت الضوء فيه على قصص الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم في مصر. وأوضحت لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ "التحدي الأساسي الذي واجهته كان الوصول إلى قصص إنسانية لأن كثيرا من اللاجئين لا يرحبون بالحديث حتى مع إخفاء الهوية، وأيضا كثرة البيانات التي تم جمعها مما تطلب وقتًا كبيرًا في تنسيقها وصياغتها بالشكل المناسب".
من جهتها، أعدّت الصحفية مرفت عبد العزيز تقريرًا بعنوان "بصمة القزحية العنيدة: ساحة الصراع بين اللاجئين والتقنية" وتمّ نشره على منصة سبعة أيام تقنية. وفي حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين، قالت: "أهم الصعوبات التي واجهتني أثناء إعداد قصتي كان التواصل مع الجهات الرسمية في مصر للحديث عن المشكلات التي تواجه اللاجئين، فضلا عن الصعوبة البالغة في التواصل مع مفوضية اللاجئين، غير أن جهود الموجهين في البرنامج ساعدت كثيرًا في تذليل العقبات". ولفتت إلى أنها "استخدمت النص المكتوب والصور ونماذج جوجل في إعداد الاستبيان الخاص باللاجئين".
ومن مصر أيضًا، أعدّت الصحفية منة عبد الرازق تقريرًا عن اللاجئين باستخدام الوسائط المتعددة، وقالت لشبكة الصحفيين الدوليين إنّها "استخدمت الفيديو والصوت والصور والإنفوجراف والجرافيك"، لافتةً إلى أنّ "الفكرة الأساسية من التقرير تدور حول تعرّض أطفال اللاجئين لخطر انعدام الجنسية في مصر بسبب صعوبات استخراج شهادات الميلاد". وأوضحت التحديات التي واجهتها خلال إعداد التقرير "وفي مقدّمتها ثقة اللاجئين بالحديث مع الصحفيين وخشية بعضهم من وضعهم غير القانوني". وأشارت إلى أنّ الموجّهة في البرنامج ساعدتها في إنجاز تحقيقها وفهم الكثير حول اللاجئين.
توازيًا، أعدّت الصحفية آيات خيري تقريرًا بعنوان "كيف ضيعت مفوضية اللاجئين سنة دراسية على أطفال سوريا في مصر؟". وتشير في تقريرها إلى أنّ "أطفال أسر لاجئين سوريين مقيمة في مصر، عانوا خلال انتشار جائحة كورونا من ضياع فرصهم التعليمية بسبب ضعف المنح المالية والتقنية المقدمة لهم". وعن كيفية إعدادها للتقرير، قالت: "كنت حريصة على اخراج مادة مرئية مدعمة بالانفوجراف والفيديو والصور والنصوص والتسجيلات".
تحديات في المغرب
وفي المغرب، أعدّت الصحفية مريم التايدي، تقريرًا باستخدام الوسائط المتعددة، بعنوان " كوفيد 19 .. حجر مضاعف على المهاجرين من جنوب الصحراء بالمغرب"، نشر على موقع "العمق المغربي"، وتطرّقت فيه إلى معاناة المهاجرين من جنوب الصحراء في المغرب ومعاناتهم المزدوجة خلال فترة الاغلاق العام، من خلال قصة انسانية لمهاجر لجأ لكنس الشوارع للحصول على بعض الدراهم من أجل تأمين الحليب لابنه الصغير.
وأشارت إلى أنّها واجهت صعوبة في عدم القدرة على التصوير في الفضاء العام وتحتاج إلى تصريح، وهذا الأمر غير متاح للصحفيين المستقلين.
توازيًا، شارك الصحفي صلاح الدين المعيزي من المغرب وأعدّ تقريرًا بعنوان "المهاجرون غير النظاميين.. عن حياة المنفى والهامش في الدار البيضاء"، ونُشر على موقع mupresse. وعن تقريره، قال إنّه ركز على حياة المهاجرين غير النظاميين في الدار البيضاء ومواجهتهم شتاءً صعبًا، ويقاوم المهاجرون الشباب، الذين أتوا من إفريقيا جنوب الصحراء، مطاردة قوات الأمن وفيروس "كورونا" في آنٍ معًا.
ومن المغرب أيضًا، أعدّ الصحفي سفيان السعودي تحقيقًا نُشر على منصة "سمعي صوتك"، تناول فيه النساء المهاجرات واللاجئات من دول إفريقيا جنوب الصحراء اللواتي يعملن في مجال التجميل في الهواء الطلق بالمغرب واللواتي تأثرت أعمالهن بشكل كبير خلال فترة جائحة "كوفيد 19". وفي حديث لشبكة الصحفيين الدوليين، قال السعودي: "إنّ أبرز صعوبة واجهتها كانت الوصول للسيدة المهاجرة التي كنت أود التصوير معها لكون كان هناك تحفظ للعديد من النساء للظهور بوجه مكشوف ولكن بعد التنسيق مع جمعية تعمل المهاجرين واللاجئين تمّ إقناع سيدة بالمشاركة في التقرير".
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة جولي ريكارد