الجيل القادم: كيف تُدير برنامجًا ناجحًا للصحافة الشبابية؟

Aug 16, 2024 في موضوعات متخصصة
Composition notebook and two number two pencils دفتر تدوين وقلمان

ما بين تراجع الأخبار المحلية، وانخفاض الثقة في وسائل الإعلام وعمليات التسريح الجماعي، من الممكن الشعور بالتشاؤم بشأن مستقبل الصحافة، ولكن توفر برامج الصحافة الشبابية - التي تسعى لتنمية الجيل القادم من الصحفيين - تعد فرصة لتحسين آفاق مستقبل المهنة.

من جانبه، قال مدير البرامج في مبادرة كالماترز للصحافة الشبابية، مايكل لوزانو، إنّ هذه البرنامج يمكن أن تأخذ أشكالًا عديدة: المخيمات الصيفية، أو الأندية المدرسية، أو الدورات التدريبية الممتدة على مدار العام، على سبيل المثال لا الحصر. ولا تقتصر هذه البرامج على تعليم أساسيات الصحافة، بل تُسلط الضوء على قيمة الأخبار الموثوقة في المجتمع، وتشجع التنوع في المهنة.

ويمنح برنامج JCal التابع لكالماترز - الذي يضع طلاب المدارس الثانوية في كاليفورنيا داخل غرف الأخبار التابعة للولاية لتلقي التوجيه والإرشاد بشأن مشاريع إعداد التقارير - الشباب أساسًا لمستقبل مهني في مجال إعداد التقارير، من خلال تنمية فضولهم، وبناء ثقتهم، وتعليمهم كيفية إبلاغ المعلومات لمجتمعاتهم، التي قد تفتقر العديد منها للمعلومات الموثوقة.

وأوضح لوزانو: "عندما أسمع أفكار قصص الشباب، أشعر بحيوية مدهشة"، مضيفًا "أتصور أنّه بفضل تجاربهم وتعبيرهم عن رأيهم بوضوح بشأن البيئة، والصحة النفسية، سنبدأ في رؤية بيئات أكثر ترحيبًا في مجال الصحافة".

وإليكم بعض النصائح حول كيفية إدارة برنامج ناجح للصحافة الشبابية يُلهم ويزود الشباب بالمهارات الصحفية المهمة:

تطوير منهج دراسي ممتع

لكي ينجح برنامج الصحافة الشبابية، يجب أن يكون ممتعًا ومرنًا ومتمحورًا حول اهتمامات الطلاب وتجاربهم الحياتية، ومن الأهمية بمكان سؤال الطلاب عما يعرفونه بالفعل وما يرغبون في تعلمه.

وأثناء عملها مراسلة لـReport for America، قادت كاتي هيسون، ناديًا للصحافة لطلاب المرحلة المتوسطة في مدرسة متخصصة في التعامل مع الصدمات في جينزفيل، فلوريدا، وأكدت على أنّ إعطاء الأولوية لاهتمامات الطلاب يُعد أمرًا مهمًا لإثارة فضولهم.

وشرحت هيسون - التي تعمل الآن مراسلة في مجال العدالة العرقية والمساواة الاجتماعية لصالح KPBS Public Media: "قبل أي شيء، يحتاج طلابك لمعرفة أنّك تهتم بهم كأشخاص، وتراهم كأشخاص، وتُقدّر حقًا قوتهم الفردية"، موضحة "عندما يعرف الطلاب ذلك، سيكونون على استعداد للاستثمار في المستقبل".

وعند تطوير منهج دراسي للصحافة الشبابية، ابدأ بوضع بيان المهمة الذي يمنح الطلاب فكرة واضحة عما سيكتسبونه من التجربة، ولإعداد هذا البيان، أنشىء استطلاعات الرأي والمقابلات لتحديد القضايا التي يهتمون بها، وأنواع القصص التي يرغبون في رؤيتها، وتلك القصص التي لا يفضلون تغطيتها.

فعلى سبيل المثال، قد تطور مهمة لبرنامجك تُركز على تغطية القضايا التي لا توفّى حقها من التقارير، عبر توفير التدريب للشباب القادمين من المجتمعات المحرومة، أو تشجيع المشاركة المدنية وتحميل المؤسسات المسؤولية.

وأوصى لوزانو بإجراء الطلاب للعصف الذهني حول تنسيقات التغطية المهتمين بتعلمها، مثل المقالات المعمقة، أو الصحافة المصورة، أو البودكاست، أو الفيديوهات.

إعطاء الأولوية للمهارات الأساسية 

يجب أن يُعطي برنامج الصحافة الشبابية أولوية لتزويد الطلاب بمهارات إعداد التقارير الأساسية، والممارسات الصحفية الأخلاقية والمهنية، مثل كيفية الوصول إلى البيانات العامة والتعامل مع المصادر مجهولة الهوية. ومن المواضيع التي ينبغي تسليط الضوء عليها كل من محو الأمية الإعلامية، وهيكل القصص، وأساسيات الكتابة، وتقنيات إجراء المقابلات. 

وقال لوزانو إنّ هذه المعرفة التأسيسية تبني ثقة الطلاب. كما شرح: "يخلق تعلم هذه المهارات الأساسية الثقة لهم؛ لأنّهم يدركون أنّهم ليسوا مجرد صحفيين طلاب فقط، بل هم بالفعل صحفيون لأنّهم يقودون المناقشات حول موضوعات تهمهم من خلال سردهم القصصي".

كما يتحتم عليك طمأنة الطلاب بأنّهم يمتلكون ما يلزم ليكونوا مراسلين أيضًا. وأشارت هيسون: "لقد كان مهمًا جدًا بالنسبة لي أنّهم نظروا إلى أنفسهم كصحفيين، وعرفوا أنّه من الممكن أخذهم على محمل الجد، وأنّ بإمكانهم طرح الأسئلة ولديهم الحق في ذلك".

تأمين الموارد والمشاركة

دون الملاحظات بشأن الموارد المتاحة لديك بالفعل، والموارد الإضافية التي قد تحتاجها لإدارة برنامج ناجح، وهذا يتضمن تحديد الوقت الذي ستمضيه مع الطلاب داخل الفصل، والتكنولوجيا التي ستحتاجها مثل شبكة الإنترنت، وأجهزة الكومبيوتر، وبرامج التحرير، والأشخاص الذين سيساعدونك في إدارة البرنامج، فعلى سبيل المثال، يُعد وجود مرشدين بإمكانهم توجيه القصص وتحريرها أمرًا بالغ الأهمية لضمان التعلم والنمو.

وترى هايسون أنّه نظرًا لأنّ الطلاب ربما لا يكونون قد حددوا بعد أين يكمن شغفهم، بإمكان المدرسين تعريضهم لأنواع مختلفة من الصحافة، وأعمال الصحفيين المحترفين ليكتشفوا نقاط قوتهم واهتماماتهم.

ومع تطور الدروس، ضع في اعتبارك تجارب التعلم للإبقاء على مشاركة الطلاب، فعلى سبيل المثال، بإمكان المنظمين تقسيم الطلاب إلى مجموعات، ودفعهم إلى إنشاء منتجات تتعلق بإعداد التقارير باستخدام عناصر السرد القصصي التي تعلموها، ثم يُمكن للضيوف المميزين الحكم على الأعمال وتقديم التعليقات.

قياس التأثير

سيكون تتبع الأمور الناجحة والفاشلة أمرًا مهمًا لتطور برنامجك.

واقترح لوزانو إجراء المقابلات مع المشاركين وإجراء استطلاعات الرأي؛ لتقييم مستويات الثقة قبل برنامج ما وبعده. كما أنّ تسهيل نشر الموضوعات عالية الجودة التي من الممكن أن يستخدمها الطلاب لاحقًا للتقدم للكليات أو الوظائف أو التدريبات يُعد مقياسًا للتأثير.

وتؤمن هيسون أنّ برامج الصحافة الشبابية لديها القدرة على التأثير على الأجيال الجديدة وجعل الصناعة أكثر تنوعًا وإتاحة، موضحة "لا يقتصر الأمر على أنّ الصحافة الطلابية أو الصحافة الشبابية مهمة، وإنّما أنّنا نجعل الصحافة الشبابية متاحة في الأماكن التي لم تقدم فيها عادة".

وما يدفع لوزانو للقيام بهذا الأمر هو احتمالية إلهام العديد من مراسلي المستقبل، مختتمًا "سيصبح الصحفيون الطلاب اليوم قادة غرف الأخبار الغد، ومن المثير حقًا التفكير في طريقة تفكير الشباب في العالم الآن".


الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة كيلي سيكما.