في عصر التضليل الحالي، تبقى الثقة واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه المؤسسات الأخبارية. في الولايات المتحدة وحدها بالكاد ثلث السكان يثق بأن وسائل الإعلام تقدّم الحقيقة.
ماذا يمكن أن نفعل لاستعادة الإتجاه؟ كيف يمكن لوكالات الأنباء بمختلف الأحجام والجماهير أن تصل للقراء، وأن تجعل نفسها مصدرًا موثوقًا للمعلومات؟
الثقة بالأخبار هي دراسة حديثة أجراها معهد رينولدز للصحافة، تسعى لإيجاد الجواب- ويمكن لنتائجها أن تخدم كمخطط لغرف التحرير في كل مكان.
نريد كصحفيين أن يكون العمل الذي نقوم به معروفا وفق ما تقول قائدة المشروع جوي ماير وتضيف: "نؤمن بما نفعل، نحتاج فقط لمعرفة كيفية شرح ذلك للقرّاء".
أجرى الدراسة فريق من الطلاب الباحثين في كلية ميسوري للصحافة بالشراكة مع 14 غرفة أخبار حول العالم، وهدفت لإيجاد تقنية بناء ثقة ناجحة على فايسبوك. ركزت على 3 استراتيجيات كل واحدة مع مقاييس وضعت لقياس نجاحها. الإستراتيجية الاولى "أخبر قصتك" وهي تعنى بشكل أساس بمقاييس تعقب معدل التفاعلات. يتم تقييم معدل النجاح للاستراتيجية الثانية "الإنخراط الأصلي" عبر تحليل التعليق كمًا ونوعًا، كما الرد على التفاعلات. الإستراتيجية الثالثة "نشر جماهيرك" وهي تركز على المشاركات والوسوم. وقد تمّت مقارنة هذه الإستراتيجيات مع معدلات التفاعل المعتادة لغرف التحرير.
فيما يلي نظرة إلى بعض الإستنتاجات الرئيسية من التقرير:
شرحت ماير أن واحدة من أكبر المفاجآت التي شاهدتها خلال الدراسة هي كم أنه صعب على الصحفيين إخبار قصتهم أو الحديث عن أنفسهم. ومع ذلك وجدت الدراسة أن سرد قصتك - التواصل الذي قيمك أو قيم غرفة التحرير الخاصة بك تتماشى فيه مع تلك التي تعود لقرائك - أمر ضروري.
بعد تدريب نفسك على البقاء خارج القصة، من التحدي أن تقوم بالعكس. وجدت الدراسة أن الصحفيين يمكنهم فعل ذلك بنجاح عبر مشاركة نظرات ما وراء الكواليس في قرارات أو مشاريع غرف التحرير بالغة الأهمية، فضلا عن تسليط الضوء على ما يجعل موظفيك ذوي مصداقية وأهلية. المنشورات الناجحة لا تبدو مفتعلة أو قسرية، فقد استطاعت الجمع بشكل طبيعي بين معلومات ما وراء الكواليس والمواضيع ذي الإهتمام العالي لدى القرّاء.
لعل أهم ما في بناء الثقة مع القراء هو الحوار المباشر. المحادثات والتفاعل التي تشعر القراء بالطبيعية والإنسانية هي مفتاح تطوير العلاقة مع الجمهور، وفق ما اكتشفت الدراسة. هذا يمكن تحقيقه من خلال تثمين التعليقات المجدية وتحدي التعليقات غير الصحيحة والمؤذية، فضلا عن إضافة شعور ومنظور خاص بك على التعليقات. إذا كان القرّاء متحفظين، إبدأ بالحث على المواضيع الأكثر ولوجا وجذبا. مع مرور الوقت سيصبحون أكثر استعدادا لإضافة افكار حول موضايع مختلفة ومعقدة بعض الشيء وفق ما لاحظت الدراسة.
تأمل كل غرفة تحرير أن تتم مشاركة محتواها على منصات التواصل، لكن هذا لن يحدث إذا لم تكن المواضيع ليست من النوع الذي يريد القرّاء تشاركه. لهذا السبب بالذات فإن غرف الأخبار التي شجعت المشاركة لاقت نجاحا أكثر من تلك التي لم تفعل. تلحظ الدراسة أن منشورات وسائل التواصل الإجتماعي والتي لديها احتمال المشاركة تقدم بـ"جودة". إضافة إلى تشجيع القرّاء لمشاركة المنشورات التي كان لها وقعا خفيفا - فكر كيف- بالإضافة إلى المقالات والقصص التي تحظى بزاوية اهتمام جماهيري قوية - تميل لأن تكون أكثر نجاحا.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الابداعي على فليكر بواسطة daliscar1.