يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين ويبينارات ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، والتي تهدف إلى تغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين. لمعرفة المزيد عن المنتدى إضغط هنا ويمكنك الإنضمام إليه من خلال فايسبوك.
ترتكز إدارة غرفة الأخبار على تأمين التوازن بين ما يريده الجمهور المتلقي وبين إنتاج الصحفيين للمحتوى، إلا أنّ تفشي جائحة "كوفيد 19" جعلت هذه المهمّة الصعبة. وهذا ما تحدّث عنه المنتج المنفذ في AJ+ جون لورانس خلال ويبينار نظّمه منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، كاشفًا الطرق التي حاول هو وفريقه تطبيقها للتكيّف مع الأوضاع الجديدة.
إقرأوا أيضًا في منتدى الأزمات الصحية: تغطية قضايا التعليم في ظلّ "كورونا"
وشدّد لورانس على أنّ أي مدير تحرير يعير اهتمامًا بالأخبار من جهة، وبالناس من جانب آخر، وتكمن المسؤولية بالمحافظة على العقلانية في تقديم المعلومات وعدم إظهار أعباء العمل المضافة بسبب "كورونا". ولفت لورانس إلى أنّ إحدى المشاكل المترافقة للجائحة تتمثّل بأنّ التقرير الذي سيتمّ إعداده قد يكون الأهم والأصعب في عمل أي صحفي، مضيفًا أنّه لا يوجد حلّ واحد يناسب الجميع، ولكن تتوفّر القدرة على التكيف والمرونة في العمل.
إنشاء المحتوى خلال تفشي الجائحة
أوضح لورانس أنّه من الصعب على المدير أن يرى الأعمال الصحفية تُنفّذ بشكل بطيء، لكن عليه أن يتقبّل الوضع الجديد، وقال: "نشعر جميعًا بالضغط في حياتنا الشخصية والمهنية ونريد فعل شيء ما مع هذه الجائحة، وعلى الرغم من أنّ الحلّ لن يكون قريبًا، يمكن أن يحاول الصحفي تخفيف بعض هذا الضغط عن الناس والإبداع وابتكار الأفكار الخلاقة في العمل."
وأضاف لورانس أنّ الطريقة الرئيسية لإدارة غرف الأخبار والإستعانة بصحفيين مستقلين، تكمن بتجنب وضعهم في مواقف محفوفة بالمخاطر، لذا لا بدّ من الإنتباه إلى القصص التي يتم اختيارها لينفذها صحفيون في الخارج، واختيار القصص التي يمكن إعدادها خلال التباعد الاجتماعي، وإيجاد صحفيين متجذرين من بعض المجتمعات حتى يقوموا بتغطيتها، من أجل التأكد من ركن السلامة في عمله بمنطقة يعرفها، كذلك على إدارة الأخبار عدم الطلب من الصحفي المستقل بتنفيذ تقرير، لا يُطلب عادةً من أي صحفي آخر في غرفة الأخبار.
العناية بالصحة الجسدية والنفسية خلال إعداد التقارير
قال لورانس الذي استلم العمل في الإدارة قبل خمس سنوات إنّه لا بدّ من معرفة كيفية التعامل مع الواقع على الأرض وطرق العمل الميداني، موضحًا أنه يوجد بروتوكولات لعمليات جمع الأخبار، ولكن في السنوات الأخيرة، لم يعد مهمًا أن يكون الصحفي حاضرًا بشكل شخصيّ في الميدان، للكتابة عن تجربة صعبة أو مؤلمة، وأضاف: "حاولنا وضع إجراءات والتحضير لجمع الأخبار مثل البروتوكولات الموجودة في جمع الأخبار التقليدية، حتى قبل تفشي كوفيد 19، لكنّ الجائحة جعلت المهمّة أصعب ومكثفة أكثر.
وشدّد لورانس على ضرورة تحدث المدراء مع الصحفيين الذين يشعرون بالإرهاق النفسي أو الجسدي، وتخصيص وقت لإجراء مقابلات مباشرة معهم، وبدلاً من إثارة المخاوف، من المهم التركيز على الحلول قدر الإمكان، فالمدير موجود لمساعدة الصحفي في حل المشكلات، ولهذا يمكن الصحفي أن يطرق باب المدير مظهرًا استعداده لطرح الأفكار وبعض الحلول، ما يفتح مجالًا للنقاش وتبادل الآراء.
إقرأوا أيضًا في منتدى الأزمات الصحية: إجراءات خاصة بـكوفيد19 وتأثيرها على الهجرة
معالجة مشكلات الفريق
تحدّث لورانس عن العمل من المنزل وكيفية إدارته، مشيرًا إلى أنّ الإدارة كانت تطلب من الصحفيين أن يفتحوا كاميراتهم طوال الوقت، لافتًا إلى أنّه لم يكن يدرك مدى استنزاف الموظفين وشعورهم بالتعب والإرهاق، ومع الوقت تطوّرت القواعد وطرق العمل، لأنّ الطريقة التي كانت منطقية في البداية قد لا يكون لها معنى لاحقًا.
وأشار لورانس إلى أهمية الشفافية في التعامل والإتنباه لكيفية ردّة فعل الموظفين عند اتخاذ قرارات صعبة مثل إجراء التخفيضات، وقال: "في كلّ الشركات التي عملت بها، كان يشعر الموظفون بالقلق، لا سيما عند الطلب منهم بتنفيذ المهام نفسها وبمستوى العمل ذاته، مع وجود عدد أقلّ من زملائهم، بعد الإستغناء عن صحفيين يقدّرون الباقين.
مستقبل غرف الأخبار
ختامًا، أوضح لورانس أنّ النقاش في إدارة غرف الأخبار لا سيما في ظلّ الأزمة الصحية الطارئة لا يزال مستمرًا، ولهذا لا بدّ من أن يكون المدراء مرنين أكثر في تطبيق العمل، ولفت إلى أنّ العمل الصحفي لن يعود إلى ما كان عليه قبل تفشي "كورونا"، كالحياة الطبيعية التي لن تعود نفسها، ولهذا فإنّ التغييرات الحالية في العمل ستساعد لتقديم عمل أكثر مهنيّة في المستقبل.
شانتيه روسيل هي خريجة جامعة هوارد ومساعدة في برنامج في المركز الدولي للصحفيين.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة بابلو فاريلا