يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين ويبينارات ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، والتي تهدف إلى تغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين. لمعرفة المزيد عن المنتدى إضغط هنا ويمكنك الإنضمام إليه من خلال فايسبوك.
أدّت جائحة "كوفيد 19" إلى تداعيات كبيرة في مجال التعليم وأثّرت بشكل كبير على التعليم والطلاب حول العالم، ولا يزال لها تأثيرات مرتقبة في المستقبل بحسب خبراء، ناقشوا خلال جلسة نظّمها المركز الدولي للصحفيين، وشارك فيها نائب مدير رابطة كتاب التعليم إريك روبلين، وإميليانا فيجاس من معهد بروكينجز، والصحفية النيجيرية الأميركية الحائزة على جوائز تشيكا أودوا، والمراسل المتخصص بشؤون التعليم والتربية في البرازيل أنطونيو جويس.
وناقش المشاركون في الجلسة أبرز الإتجاهات التعليمية وألقوا الضوء على كيفية تعامل الدول مع التعليم، كما قدّموا بعض النصائح للصحفيين.
فقد شدّد جويس على ضرورة التركيز على السياق عند مقارنة مسارات التعليم في دول مختلفة، موضحًا أنّه "من الصعب الحصول على مراجع دولية من دون النظر إلى مستوى التنمية في كل دولة".
اللامساواة في العالم تزيد الفروقات في التعليم
رأى الخبراء المشاركون أنّ التفاوت بين الدول وكذلك الطلاب في تلك الدول أثّر على خطط التعليم الوطنية.
وقالت أودوا إن كينيا كانت تحاول تبني التعلم الرقمي ولكن أهالي التلامذة لم يكونوا قادرين على مساعدة أبنائهم في الاستفادة من التعلم عبر الإنترنت، كما اعترضتهم مشكلة عدم إمكانية حصولهم جميعًا على أجهزة الكمبيوتر، ولهذا قالوا: "لا توجد مدرسة"، وهذا الأمر يؤثر على 18 مليون شخص في كينيا، إضافة إلى 150 ألف شخص يعيشون في مخيمات اللاجئين.
وتبرز مشكلة عدم الحصول على الإنترنت في دول كثيرة، ما يعني عدم المساواة بين الطلاب، وحتى الأسر التي يتوفّر لديها إنترنت، تتباين فيها قدرة الطلاب على استخدام الإنترنت.
ومن هنا، تعتبر فيجاس أنّ بعض الأسر تتشارك كمبيوترًا واحدًا فقط، وقد يضطر الأهل الى استخدامه أحيانًا.
حول الأساليب المبتكرة في العالم
اتبعت بعض الدول طرق تدريس عبر الإنترنت وأخرى غير افتراضية مبتكرة. وبحسب أودوا "يتمّ اختبار التعليم عبر الإنترنت في نيجيريا ورواندا والسنغال باستخدام الروبوتات ويسعون إلى نشرها في الصفوف". وأضافت أودوا أنّ بعض الطلاب في اليابان استخدموا الروبوتات لحضور حفل تخرجهم عن بُعد هذا العام، معربةً عن اعتقادها بزيادة نشاط الروبوتات خلال الأشهر المقبلة.
في سياقٍ متصل، أشارت إلى أنّ الإذاعة المجتمعية تُستخدم في إفريقيا، من خلال برامج إذاعية خاصّة بالتعلّم، تبث ثلاثة أيام في الأسبوع.
من جهته، لفتت فيجاس إلى أنّه يجري اختبار تقسيم الطلاب، بحيث تتعلّم كلّ مجموعة صغيرة من الطلاب مع أستاذ واحد، وذلك في الدنمارك وفنلندا من أجل تقليص التعرّض لخطر الإصابة بـ"كورونا"، وبحال أصيب أحد الطلاب في هذه المجموعة أو الأستاذ، تبقى مجموعتهم في المنزل بدلاً من إغلاق المدرسة بأكملها.
إعداد تقارير عن الجائحة والتعليم
يشدّد جويس على ضرورة بحث الصحفيين بشكل جيّد عن مصادر المعلومات وتفاصيلها، لا سيما وأنّ الكثير من الباحثين الذين يجرون أبحاثًا حول الجائحة لا ينشرون كلّ ما يرغب الجمهور بمعرفته، ولهذا يفترض ألا يثق الصحفي بما يراه إلا بعد إجراء بحث وتدقيق جيّدين.
من جانبها، قالت أودوا إنّه من المهم الدخول إلى المجتمعات المحلية لأن الإحصائيات على مستوى الدولة قد لا تعكس الصورة الحقيقية لما يحدث على الأرض، لا سيما في البلدان النامية.
وأشار جويس إلى أنّه خلال إعداد تقرير صحفي، من السهل أن يزور الصحفي مدرسة ما ويستمع إلى الطلاب، أو إلى المعلمين الذين ينتمون إلى النقابات، ولكن الأمر المزعج هو أنّ الكثير من الطلاب الذين يخجلون من الإعراب عن آرائهم وكشف مشاكلهم أمام وسائل الإعلام، أو حتى يفتقرون لطرق الوصول إلى الصحفيين.
وختم جويس بالإشارة إلى أنّه يتعيّن على الصحفيين التركيز على التعليم بدلاً من جوانب الصحة العامة للأزمة الطارئة، وقال: "علينا أن نستمرّ بالتركيز على القضايا التربوية والتفكير بالاستراتيجيات التي يجب اتباعها لإعادة التعليم إلى السكّة الصحيحة".
شانتيه روسيل هي خريجة جامعة هوارد ومتدربة في المركز الدولي للصحفيين.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Element5 Digital.