بعد قطع الإنترنت أكثر من 150 يومًا في الهند، نظّم عددٌ من الصحفيين من كشمير احتجاجًا في نادي الصحافة في سريناجار، حاملين أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، للتعبير عن رفض الحصار الأطول المفروض على الاتصالات ومنع الإنترنت.
والجدير ذكره أنّ كشمير تعيش حالة من التمرد تعود إلى 30 عامًا مضت، وحتى قبل قطع الإنترنت، كان جمع الأخبار وإعداد التقارير يمثلان تحديًا كبيرًا في هذه الولاية الهنديّة لأسباب كثيرة ومختلفة، من بينها قلّة ثقة الكشميريين بوسائل الإعلام.
وتقول كاتبة هذا المقال سنينة كُمر إنّها أعدّت تقارير من كشمير وواجهت تحديات كثيرة على الأرض، من بينها كثرة الشائعات والخوف على السلامة الشخصية. كما قابلت عددًا من الصحفيين الذين استمرّوا بعملهم على الرغم انقطاع الإنترنت والصعوبات الأخرى. ومن بين هؤلاء المراسل راوول بانديتا الذي يقيم في دلهي، والذي قال إنّ هناك أزمة ثقة في كشمير، تطال القنوات التلفزيونية، ما يجعل مهمة الصحفي صعبة. وأضاف أنّ على الصحفي أن يذهب إلى الناس ويتحدث مع أشخاص منفتحين، وسيجد تفاعلاً منهم، لكنّ الأمر يحتاج وقتًا. كذلك يمكن للصحفيين أن يذهبوا ضمن مجموعة لإعداد تقارير، وبذلك يكونون في وضع آمن.
من جهته، اعتبر الصحفي المستقل المقيم في سريناجار، ريان نقاش أنّه من الصعب بناء ثقة في مكان لا يثق به الأشخاص ببعضهم البعض، لكن يمكن أن يتبع الصحفيون نهجًا مقربًا من الناس، عبر محاولة الاستماع إلى قصصهم، ما يؤدي إلى بناء ثقة. ولفت نقاش إلى أنّه قابل الكثير من الأشخاص الذين سردوا روايات وأكدوا حوادث، وهؤلاء يعدّون مصادر مختلفة.
وقد أدّت قلّة وسائل إعلام الموثوقة إلى زيادة الأخبار المزيفة، التي تنتشر بسرعة على وسائل التواصل الإجتماعي. وهنا قالت ريهانا مقبول التي تغطّي ما يحصل في كشمير وتراسل جلوبال بريس جورنال: "على المتابعين ألا يصدّقوا كلّ ما ينشر على مواقع التواصل الإجتماعي، لا سيما وأنّ الشائعات تنتشر بسرعة، وكثيرون يتدلواون القصص من دون التحقق منها"، مشددة على ضرورة التحقق من المصادر وتقصي الحقائق.
وبهدف التواصل وإيصال تقاريرهم، وجد الصحفيون في كشمير طرقًا لحلّ مشكلة الاتصالات وقطع الإنترنت، وأصبحوا ينتظرون خارج المطار في سريناجار ويرسلون قصصًا مطبوعة على الورق أو محفوظة على أقراص USB مع مسافرين خارج المنطقة.
توازيًا، قالت الصحفية علياء بشير، التي تعمل مع جلوبال بريس جورنال، إنّ العمل في منظمة دولية هو أمر أصعب من العمل في الصحافة المحلية، وذلك لأنّ لا خيار أمامها سوى نشر تقاريرها على الإنترنت. ولهذا كتبت تقاريرها في كشمير، ثم سافرت إلى دلهي من أجل التواصل مع المحررين في الولايات المتحدة. وأشارت إلى أنّ على الصحفيين التكيّف مع البيئة والتغيرات المجتمعية، وأضافت أنّ الصحفيين يقومون بما يمكنهم القيام به، على الرغم من الظروف الصعبة.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة أليكسندر أندروس.