صحفي هذا الشهر: عدنان عامر

Jan 10, 2023 في صحفي هذا الشهر
عدنان عامر

ساعدت نشأة الصحفي عدنان عامر في إقليم بلوشستان في باكستان، في أن تجعله واعيًا بحالة انعدام الصحافة في المنطقة، وقلة اهتمام وسائل الإعلام السائدة بالمنطقة الكبيرة حجمًا والصغيرة من حيث الكثافة السكانية والتي تقع في جنوب غرب باكستان. وأصقلت تجاربه مهاراته في الكتابة التي تطورت وجعلته يُطلق منصة "أصوات بلوشستان Balochistan Voices".

يعمل عامر صحفيًا ومحررًا وباحثًا ومدربًا للصحفيين والصحفيات الشباب، كما يقود أيضًا المنصة، التي أنشأها بهدف تقديم الأخبار الحالية في الإقليم الذي لا ينال قدرًا كافيًا من التغطية الإعلامية. 

وفي الوقت الحالي، يُعلّم عامر المحررين والمحررات الناشئين أساسيات الصحافة الرقمية، وكيفية معالجة أخبار المجتمعات التي لا تحظى باهتمام الصحافة مثل بلوشستان.

كيف بدأت رحلتك المهنية في الصحافة؟

تولدت لدي الرغبة في الكتابة عندما كنت صغيرًا في المدرسة، وما دفعني إلى الكتابة هو أنني كنت أكتب المقالات وكل شيء لأحكي قصصي، ثم بدأت في التدوين، ومنذ تلك اللحظة، لم أتمكن من التوقف عن الكتابة، وهذا ما دفعني إلى العمل في الصحافة.

يمكنني التعاطف مع مشكلات الشعوب في المنطقة ومن ثم الكتابة عنها؛ لأنني نشأت في بلوشستان، وهي منطقة صراع تعاني من مشكلات كثيرة، ولا تحظى بالتغطية الإعلامية المناسبة في الولايات المتحدة الأميركية.

ما الذي جعلك مهتمًا بتغطية موضوعات مثل الشؤون الدولية، والصراع، والاقتصاد؟

بدأت بتغطية إقليم بلوشستان، وهي منطقة صراع تعاني من مشكلات كثيرة، ولكن مع تطوري في مهنتي والبدء في الكتابة في الصحف الدولية، لاحظت أنّ هذه الصحف لا تركز فقط على القضايا الوطنية الباكستانية، ولكن تركز أيضًا على القضايا الدولية.

وحتى الآن، تدور معظم أعمالي حول تغطية شؤون باكستان لصالح الصحف الأجنبية، وما نفعله هو تغطية القصص التي تركز على باكستان، ولكن لها قدر من الأهمية الدولية، ومنحني إعداد التقارير عن هذه القصص فرصًا للتعلم.

ما أهمية تغطية شؤون بلوشستان، وكيف يساعد عملك في حل مشكلة انعدام التغطية الإعلامية لشؤون المنطقة؟

عندما كنت أعمل في الصحف الوطنية، كان هناك الكثير من القضايا التي لا تتم تغطيتها إعلاميًا ولم يكن المحررون يتحدثون عنها معي. ثم أنشأت هذه المنصة الإلكترونية الصغيرة والتي يديرها متطوعون يساهمون بكتابة تقارير عن الأحداث في الإقليم. كما تُقدم المنصة فرصة للصحفيين والصحفيات الناشئين، فنحن نريد أن نجعلهم يمارسون الصحافة قبل أن يبدأوا العمل في وسائل الإعلام السائدة، ونقوم بذلك على مدار الست سنوات الماضية.

كانت الصحيفة الإلكترونية الوحيدة في المنطقة، عندما بدأنا في عام 2016، ولكن لأن الإعلام قد نما كثيرًا في الوقت الحالي، لدينا الكثير من المنافسين، وهذه علامة جيدة. لقد واجهنا أيضًا الكثير من الهجوم، وتعرضنا للاختراق، وتعرض المراسلون للتهديد، ولكننا ثابرنا وما زلنا مستمرين على الرغم من كل هذه المشكلات.

ماذا كانت العقبة المفاجئة التي واجهتها عندما أنشأت "أصوات بلوشستان"؟

هناك أطراف عديدة في صراع بلوشستان، مثل الحكومة والجهات الفاعلة غير الحكومية، ويجب علينا الحرص على عدم تخطي أي خطوط حمراء متصورة، كي لا نواجه المشكلات، ويشكل هذا تحديًا؛ لأنه في بعض الأحيان يتعين علينا أن نثبت لهم أننا لسنا متأكدين ما إذا كنا قد تجاوزنا خطًا أم لا، وهذه قضية نناقشها مع أعضائنا.

وأعتقد أن العائق الثاني هو مشكلة جميع الشركات الناشئة، ويتمثّل بعدم الاستدامة المالية، فهذه المنظمة التي أديرها – وهي شغفي في الحياة، وقمت بضخ مدخراتي فيها لأنني أحبها وأملكها – ليست مستدامة.

Adnan giving interview

كيف ساعدتك شبكة الصحفيين الدوليين في مهنتك كصحفي؟

أقوم منذ فترة طويلة بمتابعة الفرص المفيدة التي تقدمها الشبكة، ولكن بسبب التنافس الشديد يصبح الفوز ببعض هذه الفرص أمرًا صعبًا، ولكن هناك برامج مختلفة مثل الزمالات التي تُدرس الإعلام الرقمي وكيفية تطوير نماذج أعماله، وأعتقد أن هذا يمكن أن يكون مفيدًا.

ما هي القصص الصحفية التي ما كانت ستحظى باهتمام وسائل الإعلام السائدة لولا تغطيتك لها؟

نشرت قصة عن وفاة مجموعة كبيرة من الناس في حادث بحري، وكانت قصة كشفناها للعالم للمرة الأولى، كما نشرت أيضًا قصة أخرى عن مشكلات في التعليم العالي في بلوشستان حيث كان الناس يعانون من مشكلات في تخصيص المنح الدراسية.

وننشر أيضًا تقارير عن حقوق الإنسان وكيف تأثرت جَرّاء الصراع، ولدينا تقارير سياسية تركز على الالتزامات العرضية الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان، والصراع مع التركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية.

ما هي خططك المستقبلية؟

أتمنى أن يكون هناك خدمة اشتراكات في أصوات بلوشستان، والتي من شأنها أن تولد الإيرادات اللازمة لدفع رواتب للكتّاب، ولكن هذه التجربة لم تنجح حتى الآن، فقد قامت منظمتان بتجربتها، ولكن خدمات الاشتراكات ليست جاهزة بالعملة المحلية، وأعتقد أن هذا الأمر من بين الأمور القليلة التي تُمكّنا من الحفاظ على الإعلام الرقمي.

كما أعتقد أنّ امتلاكنا لقاعدة مخلصة من المستخدمين وتَمَكُّنا من إقناعهم بالانضمام إلى خدمة الاشتراكات، قد يكون نواة لمستقبل جيد وفرصة مناسبة لمواصلة التطوير، ويمكن أن يكون أيضًا مصدر رزق للكثير.


الصورة مقدمة من عدنان عامر.