بالنسبة للمراسلة الفرنسية الكندية ستيفاني فيون، الصحفي يخدم الشعب. سواء أكانت تكتب التقارير للأمم المتحدة، أو تؤلف قصصًا من شأنها ألا تحظى باهتمام وسائل الإعلام السائدة، فإنّ شغف فيون بالشؤون الدولية دفعها إلى كتابة تقارير عن قضايا نادرًا ما تتصدر العناوين الرئيسية في الوسائل الإخبارية الكبرى.
بعد تخرجها من جامعة ماكغيل في مونتريال وكلية الصحافة بجامعة كولومبيا، بدأت فيون مسيرتها المهنية كمراسلة للرياضة والطقس لصالح هيئة البث الكندية، قبل أن تبدأ في تغطية موضوعات مختلفة تتراوح ما بين صراع الحرب، وحقوق النساء، والسياسات الحكومية لصالح وسائل إعلامية من بينها راديو كندا فانكوفر، وفورين بوليسي، وفوربس.
وككاتبة مساهمة في النسخة الفرنسية لشبكة الصحفيين الدوليين، تسعى فيون جاهدة للتأكيد على أهمية معرفة الأساسيات، فقد علمتها مسيرتها المهنية أن الصحافة دائمة التغير، ولكن من خلال الاعتماد على القليل من الأدوات والتقنيات المهمة، ربما ستتمكن من تغطية القصة التي ستحقق لك نجاحًا مهنيًا.
كيف بدأتِ العمل في الصحافة؟
لطالما كانت الصحافة مساري المهني المثالي، فأتذكر أنني كنت أكتب مقالات عن مصر منذ أن كنت في العاشرة من العمر، وكان جل ما أريده هو الكتابة والسفر. لذلك، عندما سمعت أن هناك برنامجًا دراسيًا جيدًا للغاية لدراسة الصحافة بالقرب من مدينتي في كندا، انتهزت الفرصة.
عرفت نوعًا ما منذ الصغر أنني أريد أن أصبح صحفية، ففي الواقع، بدأت مسيرتي المهنية كمراسلة تليفزيونية في وطني، لصالح راديو كندا، وهو أكبر شبكة إذاعة وتليفزيون وراديو في كندا.
إن مساري المهني غير تقليدي بعض الشيء؛ لأنني أعمل بثلاث لغات، ويظهر عملي في الكثير من المدن المختلفة مثل الولايات المتحدة، وكندا، وألمانيا، وسويسرا، والمملكة المتحدة، وصولًا إلى جنوب أفريقيا واليابان. وقد عملت مع شركات دولية على منصات مختلفة، وعملت لصالح التليفزيون والراديو والبودكاست والإعلام الرقمي.
كيف بدأتِ إعداد التقارير لصالح الأمم المتحدة؟
بالتأكيد لم أخطط لإعداد التقارير لصالح الأمم المتحدة عندما كنت في جامعة كولومبيا، التي تبعد مسافة استقلال مترو الأنفاق للذهاب إليها من مقر الأمم المتحدة. في الواقع، لم تطأ قدمي مقر الأمم المتحدة طوال وجودي في كولومبيا، وفقط بعد تخرجي رأيت إعلانًا من موقع إخباري تابع لمؤسسة غير هادفة للربح يقوم بتوظيف مراسلين يمكنني من خلاله تغطية الشؤون الدولية. لقد أحببت مدينة نيويورك، وأحمل الآن درجة الماجستير في الصحافة والسياسة والسياسات الدولية. لقد اعتقدت أن هذا المجال هو الأنسب لي، وفي اللحظة التي حصلت فيها على الفيزا وعدت إلى الولايات المتحدة، بدأت في إعداد التقرير من المقر الرئيسي للأمم المتحدة، ووقتها عرفت أن هذا حقًا ما أحب أن أفعله، وهذا المجال الذي أريد أن أعمل فيه بدوام كامل.
لقد بدأت في الأصل بإجراء مقابلات لصالح منظمة غير ربحية تدعى PassBlue، والعمل في البودكاست الخاص بها، حيث تم نشر موضوعات عن الأمم المتحدة عليه، وأركز الآن على مساهماتي الأخرى مثل المساهمة بتقارير لصالح فورين بوليسي، إلى جانب راديو كندا، وغيرها من وسائل الإعلام الدولية.
لقد تغيرت الأمم المتحدة بالفعل منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وفي رأيي، إن البيئة المحيطة بتغطية شؤون الأمم المتحدة أصبحت أكثر صعوبة بسبب التحديات التي تواجهها المنظمة الآن. وبالنسبة للمراسلين، فقد ازدادت أهمية تغطية شؤون الأمم المتحدة الآن؛ إذ أصبح هناك اهتمام متزايد بالمنظمة.
وفي نفس الوقت، تحدث الكثير من الأمور الآن في الأمم المتحدة، لذلك كمراسل، تحاول أن تضع في اعتبارك أنه لا يزال من المهم تغطية جميع الموضوعات التي تحدث في المناطق المختلفة.
ما هو التحدي غير المتوقع الذي تواجهينه عند عملك كصحفية مستقلة تغطي شؤون الأمم المتحدة؟
إن أحد التحديات التي لم أتوقعها بالضرورة هو الحاجة إلى امتلاك فهم عميق لكل مكان أقوم بتغطيته والتأكد من حصولي على كافة المعلومات بشكل صحيح؛ لأن ارتكاب خطأ هو أمر بالغ السهولة. يحتاج الصحفي أن يعرف الديناميات السياسية للأمم المتحدة وأن يتأكد أيضًا من استيعابه لقواعد مجلس الأمن، كما ينبغي عليه التأكد دائمًا من فهم جميع مستويات القصة عند إعداد تقارير عن أزمة محددة.
بالنسبة لي، فأنا أحرص دائمًا على التحدث مع أكبر قدر ممكن من المصادر، إلى جانب الحديث مع دول أخرى ليتمكنوا من عرض وجهات نظرهم، كما لا أنسى إجراء بحث وتوثيق جيد ودعم ذلك بمصادر جيدة.
غالبًا ما يكون التحدي الآخر هو الاهتمام عند طرح أفكار لقصص لتغطيتها كصحفي مستقل، فأنا أقول دائمًا إنه عند طرح قصص عن الأمم المتحدة، تحتاج أن تتأكد من أنك تكتب شيئًا سيجذب انتباه الجمهور خارج الأمم المتحدة، فعند طرح موضوع ما يجب أن يكون قصة ستكون ذات صلة. فالتحدي الرئيسي الذي أواجهه كمراسلة هو أن أجعل المحررين مهتمين بالقصص التي أريد تغطيتها.
كيف عززت شبكة الصحفيين الدوليين مسيرتك المهنية؟
أستعين بشبكة الصحفيين الدوليين منذ أمد طويل، فالشبكة أداة مفيدة حقًا لي عندما يتعلق الأمر بإيجاد الفرص والزمالات وحتى الجوائز للتقديم إليها.
إن شبكة الصحفيين الدوليين إحدى الأدوات التي غالبًا ما أوصي الطلاب باستخدامها لإيجاد مشروعات مختلفة تحوز على اهتمامهم ويرغبون في التقدم إليها، وأعتقد أنّ لديها بعض أفضل المصادر التي تساعد المراسلين على تأدية مهامهم وإيجاد الفرص.
ما النصيحة التي تقدمينها لنفسك الأصغر سنًا؟
إن نصيحتي الأساسية والتي قد تبدو مملة بعض الشيء، هو أن أبدأ مسيرتي المهنية في محطة إخبارية محلية تمنحني فهمًا قويًا للغاية للصحافة والأخلاقيات وآليات عمل الصحافة. فهناك اعتقاد في الوقت الحاضر أن أي شخص يمكنه أن يكون مراسلًا، وأنا أعتقد العكس تمامًا، فإذا أردت أن تكون مراسلًا سياسيًا أو مراسلًا اقتصاديًا، لن تتمكن من تأدية عملك إذا كنت لا تفهم أساسيات الصحافة.
أعتقد أن أفضل ما يمكنك فعله لنفسك هو العمل في محطة صغيرة يمكنك فيها تقديم الكثير من الأعمال الصحفية، ومعرفة الأساسيات الفعلية، سواء كانت محطة تليفزيونية أو الراديو أو الصحف المطبوعة. يمكنك تعلم جميع هذه المهارات المرتبطة بنوع الصحافة الذي ترغب بالعمل فيه، وبعد العمل في المحطة لسنوات قليلة يمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية، ولكن الأساس هو حقًا ما يهم لبناء مسيرة مهنية صحفية ناجحة.
جميع الصور مقدمة من ستيفاني فيون.
تم تحرير هذه المقابلة لتعديل الطول المناسب وللمزيد من الوضوح.