تجربة وسائل إعلام ألمانية مع توزيع الأخبار عبر "نشرة واتسآب".. فهل تستمر؟

بواسطة ديفيد ماس
Jun 18, 2019 في إشراك الجمهور
رجل يحمل هاتفًا

لقد شاعت الرسائل الإخبارية التي تصل للمتابعين والقراء عبر بريدهم الإلكتروني، ويمكن لمن يقرأ هذا المقال أن يكون قد تلقاه عبر النشرة البريدية الأسبوعية التي تُرسلها شبكة الصحفيين الدوليين للمشتركين.

وتعليقًا على النشرة البريدية، قال مدير النشرات الإخبارية في مجلة "نيويوركر" دان أوشنسكي خلال حديثه مع مجموعة من 14 ناشر صحفي من ألمانيا والنمسا في برنامج لجذب القراء وزيادة الإيرادات في فيسبوك في ألمانيا إنّ البريد الإلكتروني يعدّ وسيلة مناسبة للمؤسسات الإعلامية والإخبارية للوصول إلى القراء.

وأضاف أوشنسكي: "يعدّ البريد الإلكتروني من أكبر الوسائل للوصول الى القراء في الإعلام الرقمي لكنّ معظم الناس لا يتحدثون عنه"، وأوضح كيف يمكن مساعدة الناشرين بالحصول على إيرادات من خلال الاشتراكات الرقمية.

وعلى الرغم من أنّ العديد من الناشرين يقومون بحملات ناجحة على البريد الإلكتروني، فقد قرر القيمون على موقع إن فرانكين الألماني التخلي عن البريد الإلكتروني لتوزيع الرسائل الإخبارية، وسعوا للوصول إلى القراء عبر تطبيق "واتسآب"، وقد اتبعت مواقع أخرى هذه الخطوة فيما بعد.

والجدير ذكره أنّ موقع inFranken.de ومقرّه مدينة بامبرغ بألمانيا، يعمل بإطار مجموعةMediengruppe Oberfranken، وينشر محتوى من الصحف المحلية الخمس التابعة للمجموعة الأساسية. وقد استخدم ناشر الموقع النشرات الإخبارية اليومية التي تضم ملخصات للمقالات الأساسية لجذب القراء، وبقيت هذه التجربة حصريًا عبر البريد الإلكتروني لمدّة 5 سنوات.

وعند الإنطلاق بالخدمة الإخبارية عبر "واتسآب" في العام 2014، اشترك 440 قارئ خلال أسبوعين، وبعد التجربة أكّد 90% من المشتركين أنّهم يريدون الحصول على الأخبار من خلال هذا التطبيق، وعندما نجحت التجربة تمّ فتح خدمة "واتسآب" أمام كلّ من يرغب.

في البداية، اضطر الصحفيون في inFranken.de بتحضير الرسائل الإخبارية اليومية بشكل يدوي من هاتف ذكي لإرسالها إلى القراء، وبعد ذلك لجأوا إلى MessengerPeople الذي يسمح بإرسال الرسائل الإخبارية بسهولة أكبر عبر واتسآب وتيليجرام وماسنجر.

من جانبها، أشارت المحررة في الموقع لينا ستيتش إلى أنّ "واتسآب" لم يكن يدعم نشر الرسائل الإخبارية، وقد كان التحدي صعبًا بالنسبة لنا للإستمرار بهذه الخدمة وتحقيق نجاحها".

وفي المقابل، أعلن "واتسآب" أنّه يعمل على التخلص التدريجي من الرسائل الجماعية بحلول نهاية العام 2019، واعتبارًا من 7 كانون الأول/ديسمبر سيصبح إرسال الرسائل الإخبارية عبر "واتسآب" غير ممكن، ويمكن مواجهته بإجراء قانوني.  علمًا أنّ موقع inFranken.de يرسل الآن من ثلاث إلى خمس رسائل إخبارية يوميًا عبر "واتسآب" إلى 12500 مشترك، كما أنّه يصل إلى جمهور أصغر سنًا من ذي قبل، مقارنةً مع قراء النشرة البريدية.

 

واتسآب

مثال على نشرة إخبارية أُرسلت عبر "واتساب" من قبل inFranken.de. 

ولفتت المحررة إلى أنّ واتسآب يأخذ طابعًا عائليًا ويجمع الأصدقاء بالأصل، لكنّ عددًا كبيرًا من المشتركين رغبوا بخدمتنا الإخبارية، لا سيما وأنّها تصلهم بسهولة ومن دون حاجة لكي ينزلوا تطبيقًا جديدًا على هواتفهم، كما تمكن الكثير من الصحفيين التواصل مع الموقع عبر واتسآب، وأرادوا الإستفادة من خدمات هذا التطبيق.

وبعد وقت قصير من بدء الخدمة، نشرت "دويتشه بريس وكيلور" وهي صحيفة ألمانية رائدة مقالاً حول المبادرة.  

من جهته، قال المحرر في inFranken.de ألكساندر كروه: "بسبب سهولة الدردشة، يقوم القراء بإرسال الكثير من المعلومات والأخبار مرة أخرى، كما نحصل على ملاحظات وأسئلة أخرى حول هوية مرسل الخبرـ وحتى يناقشون به". وأشار الى أنّ الرد على جميع المشتركين هو أمر غير ممكن على الرغم من إيجابيته. وتحدّث كروه عن الخطوات المقبلة بعد قرار شركة "واتسآب" بشأن الرسائل الجماعية، مشيرًا الى أنّهم يعملون لاستمرار العلاقة التي بنوها مع القراء.

وقال كروه بعد المشاركة في البرنامج الذي هدف الى زيادة عدد القراء على المنصات الرقمية: "نفكر في العودة إلى بعض الرسائل الإخبارية عبر البريد الإلكتروني، وهذه الخطوة ضمن أهدافنا الكبرى، وسنرى ما إذا كان بإمكاننا تحقيقها".


الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة على أنسبلاش بواسطة مليحة منان.