لم يكن المصوّر السوري كرم المصري يخطّط لكي يصبح صحفيًا.
في العام 2011، كان المصري، وهو من حلب طالب حقوق في السنة الثانية عندما بدأت الاحتجاجات في سوريا، بعد ثورات اندلعت في مصر وتونس. وباستخدام هاتفه المحمول، التقط صورًا وفيديوهات للتظاهرات. ومع تحوّل الصراع إلى حرب أهلية، واصل المصري عمله موثقًا العنف الذي اندلع في مدينته. وقام بتحسين معداته، وبعد ذلك أصبح على اتصال بوكالة الصحافة الفرنسية في العام 2013، وأصبح مصورًا محترفًا.
وقد انتشرت الصور التي التقطها لوكالة فرانس برس في جميع أنحاء العالم، وظهرت في وسائل إعلام مثل صحيفة نيويورك تايمز، مجلة تايم، صحيفة واشنطن بوست وأكثر من ذلك. وبعد ذلك أتى دور الجوائز، فقد حصل على الجائزة الكبرى في التصوير الصحفي من مؤسسة فارين واحتل المركز الثالث في جوائز اسطنبول للصور عام 2016.
في تشرين الثاني/نوفمبر، قام أفراد من تنظيم "الدولة الإسلامية" باختطاف المصري وسجنه لمجرد أنه مصوّر يوثّق ما يحدث في حلب، وهو خطيئة كبرى، وفقا لداعش. مرة أخرى، وجد نفسه في الحبس الانفرادي، على قيد الحياة على حصة من نصف شريحة من الخبز وثلاثة الزيتون. وعندما أطلق سراحه بعد ستة أشهر، لم يكتشف وجود حلب، بل اكتشف أن منزله أصيب بقنبلة، مما أسفر عن مقتل والدته. وبعد أسابيع، قتلت عمته. وفي وقت لاحق، أطلق القناصة النار عليه في الساق واليد.
وفي ديسمبر / كانون الأول 2016، أجبر على مغادرة سوريا، وبمساعدة وكالة فرانس برس، طلب اللجوء إلى باريس. وقد تحدّث المصور الصحفي البالغ من العمر 26 عامًا عن تجربته المميزة لشبكة الصحفيين الدوليين وكان الحوار التالي:
ما الذي جعلك تبدأ بتوثيق النزاع؟
المصري: في البداية، بدأت أنشر أشرطة الفيديو لقناتي على يوتيوب. كانت مقاطع الفيديو الخاصة بي مجرد تظاهرات، لم يكن هناك قتال أو أي شيء من هذا القبيل. أردت أن يرى العالم ما يجري على الأرض لأنه لم يكن هناك صحافيون أجانب.
لماذا استمرّيت بتصوير الأحداث حتى عندما أصبحت عنيفة؟
الحرب أصبحت حقيقية، وليس تظاهرات أو ثورة. وأصبح من الصعب جدا تغطيتها. لكنني أردت أن يصل عملي إلى كل مكان في العالم.
هل كان لديك خبرة في التصوير قبل الحرب؟
لا، لا، لا. علمت نفسي. نظرت إلى صور من صحفيين أجانب من جميع أنحاء العالم. وبدأت في التقاط صور مثلهم. أردت أن أرسل صورًا إلى وكالة فرانس برس، وسوف يقولون لي إن لم تكن جيدة. وبعد ذلك، مع الوقت والخبرة، أصبحت مهنيًا. قضيت ثلاث سنوات بالتقاط الصور. إذا كنت تدرس في الجامعة، وسوف يستغرق تعلمك التصوير ثلاث أو أربع أو خمس سنوات. أمّا أنا فتعلمت في الشوارع.
ما الذي يحمله المستقبل بالنسبة لك؟
آمل أن أستمر في العمل كصحفي. سأطلب من وكالة فرانس برس أن ترسلني مرة أخرى إلى منطقة حرب. أشعر بالملل في باريس. أفضل أن أذهب إلى مكان ما في الشرق الأوسط، مثل العراق واليمن وليبيا وربما البحرين وأي منطقة حرب.
ماذا يعني لك الفوز بجائزة نايت للصحافة؟
أنا سعيد جدًا لتلقي هذه الجائزة. وهذا يعني أن عملي وصل إلى الناس في جميع أنحاء العالم.
الصورة الرئيسية لآلانا دفوراك. الثانية لكرم المصري.