على الرغم من تفشي جائحة "كوفيد 19"، أطلقت شبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية دورة جديدة من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن المشرق إلى المغرب، ابتكر المشاركون الثمانية في دورة 2020-2021 من أجل تعزيز ديمومة مشروعاتهم، بما يساهم في خلق مناخ إعلامي أكثر حيوية في المنطقة.
خلال هذه الدورة من البرنامج، التي انطلقت في خريف عام 2020، استفاد المشاركون من التوجيه الذي قدمه الموجّه رمزي تسدل، وهو مؤسس الموقع الإخباري المستقلّ في الأردن "حبر" والمدير التنفيذي لمنصة البودكاست "صوت". وقد تم كل ذلك في خضم تحديات الأزمة الصحية العالمية التي قلبت العالم رأسًا على عقب عام 2020، وما نجم عنها من تضرر صناعة الأخبار، التي كانت تواجه بالفعل مجموعة هائلة من العقبات في جميع أنحاء العالم.
من جانبه، أعرب تسدل عن إعجابه بمستوى المشاركين والمشاركات والمهارات التي يتمتّعون بها، قائلًا إنه كان يتواصل معهم عبر تقنيّة الفيديو، وقال: "ناقشنا تفاصيل القضايا والفرص التي نواجهها كرواد للإعلام المستقل في منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا". وأضاف أنّ "كل مشارك تطوّر بشكل كبير خلال البرنامج"، وأنه "متيقن من أنهم سيحققون النجاح خلال الأشهر والسنوات القادمة".
إقرأوا أيضا: قصص وتحديات المشاركين في برنامج المركز الدولي للصحفيين ومشروع فيسبوك للصحافة
يقدم مركز التوجيه جلسات إرشاد عبر الإنترنت لكل مشارك ومشاركة على حدة. وتركز الجلسات على تعزيز ديمومة مشروعاتهم الإعلامية. وفي ديسمبر/كانون الأول، التقى المشاركون في معسكر تدريب لمدة يومين وحضروا الملتقى السنوي الذي تُقيمه شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)، والذي عُقد بأكمله عن بُعد. كما حضر المشاركون ويبينارات ونُشرت مقالاتهم في موقع شبكة الصحفيين الدوليين بنسخته العربية.
وقد منحنا التمويل الأوّلي لسبعة من المشاركين الثمانية هذا العام لدعم نمو مشروعاتهم الواعدة.
إليكم نظرة على الفائزين هذا العام والمشروعات التي قادوها:
في مصر، قامت دينا أبو غزالة بالتوسع في منصتها الإعلامية الناشئة Egab، والتي حازت في يوليو/تموز على التمويل من تحدي الابتكار التابع لمبادرة جوجل للأخبار. ومع تنمية منصة Egab الإلكترونية، تشمل أهم أولويات أبو غزالة تمكين الصحفيين المحليين ومكافحة الصور النمطية وتحدي الروايات السائدة.
أيضًا في مصر، عملت عُلا الغزاوي على مشروعها الإعلامي Planet X، الذي يهدف إلى تدريب الصحفيين الشباب المهتمين بالصحافة العلمية والكتابة والتواصل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي لبنان، حيث ازدادت وتيرة الاضطرابات السياسية والاقتصادية منذ الإنفجار الذي هزّ مرفأ بيروت العام الماضي، استطاعت قمر غصن تعزيز موقعها الإخباري "مناطق"، الذي يهدف إلى تغطية مختلف القضايا في لبنان والمنطقة.
إقرأوا أيضًا: الإعلان عن الفائزين في الدورة السادسة من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية
وفي المغرب، طوّر محمد الحجام موقعه LibraBuzz، الذي يركز على وسائل التواصل الإجتماعي ويغطي مختلف الموضوعات. ومع التركيز على مشاركة الجمهور، يواصل الحجام بحثه عن الموارد لدعم مبادرته الإعلامية الفريدة ماديًا وضمان ديمومتها.
وفي سوريا، يركز مشروع Tiny Hand (يد صغيرة) الذي تديره هديل عرجا على تغطية قصص الأطفال الذين يعيشون في مناطق الصراع والأزمات. وتخطّط عرجا للإستفادة من تقنيات السرد المرئي والوسائط المتعددة في التغطية المنشورة على موقعها. ولذلك تعمل حاليًا على مشروع بودكاست تنوي إطلاقه قريبًا. وقد حاز هذا المشروع أيضًا على التمويل من تحدي الابتكار التابع لمبادرة جوجل للأخبار.
وفي تونس، طورت أمل مكي من مشروعها، منصة "إنسان" غير الربحية و المتخصصة بالسرد القصصي والحائزة على الجوائز. وخلال هذا العام، استطاعت مكي أن تتعاون مع شبكة أريج لإنتاج التحقيقات الاستقصائية من تونس. كما تعاونت في الوقت نفسه مع منظمات المجتمع المدني المحلية لإنتاج المحتوى.
وفي اليمن، حيث انعدام الاستقرار بسبب الحرب، استطاع مصطفى نصر أن يحقق تقدمًا كبيرًا في مشروعه الإعلامي "المشاهد"، والذي يسعى لنشر ثقافة السلام والتعايش في البلاد. ومثل بقية المواقع الأخرى، يظل التركيز الأهم على كيفية جذب التمويلات.
الصورة الرئيسة حاصلة على رخصة الاستخدام على موقع انسبلاش بواسطة بينينيو هويلا.