تهدف شبكة الصحفيين الدوليين إلى صقل مهارات الصحفيين من خلال التقارير التي تُنشر على موقعها الإلكتروني والتي تُطلع الصحفيين على أبرز الأدوات الجديدة والإبتكارات والتقنيات التي تطوّر أعمالهم وتفتح لهم النافذة للإنتقال من الصحافة التقليدية إلى عالم أوسع وجمهور أكبر. ومن بين مشاريعها لدعم الصحفيين، تُطلق الشبكة بنسختها العربية كلّ عام، دعوة للصحفيين والمؤسسات الإعلاميّة كي يشاركوا في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يساعد الموجّهون أصحاب المشاريع الإعلامية الناشئة، لإدارتها وتطوير المحتوى بشكل استراتيجي وتحسين طرق التواصل والتسويق.
خلال الدورة السادسة من البرنامج الذي يستمرّ لمدة 10 أشهر، شارك ثمانية صحفيين لديهم مشاريع ناشئة وقد فازت بالمركز الأول المشاركة السعودية شيخة الدوسري التي كانت قد أطلقت مشروعًا لسرد قصص النساء السعوديات في مستهلّ عام 2019، أمّا المركز الثاني فكان من نصيب الصحفي السوري عبد الكريم العوير ولديه مجلة خاصة للعلوم Nok6a.net على الإنترنت مقرّها قطر، إضافةً إلى الصحفية الجزائرية فريدة حمدي التي حصدت بمبادرتها الإعلامية الناشئة fourdz.com المركز الثالث في مركز التوجيه.
بعد إعلان النتائج، نعرّفكم على المشاريع وأصحابها وندردش معهم حول تجربتهم في البرنامج وأين وصلوا بمشاريعهم الحالية وما يخططون له في المراحل المستقبلية.
بعد فوز مشروعها الهادف إلى سرد قصص النساء السعوديات Saudi women stories في المركز الأول، أوضحت مؤسسة المشروع ومديرته شيخة الدوسري أنّها صحفية تهتم بحقوق المرأة، وكانت قد عملت مع صحيفة الشرق الأوسط ونيويورك تايمز وواشنطن بوست، ولفتت إلى أنّ مشروعها يهدف إلى تمكين المرأة السعودية وتشجيعها على فتح حوار ومناقشة دورها في المجتمع السعودي. وقالت: "قصص نساء سعوديات عبارة عن منصة قصصية تعليمية مستقلة للسيدات والنساء في السعودية ليخبرن قصصهن خصوصًا تلك المتعلقة بالنجاح والتميز، والتي تُبرز التنوع في مختلف مناطق المملكة، إضافةً إلى تدريب النساء على رواية القصص من خلال الكتابة وإعداد الفيديوهات واستخدام السوشيال ميديا، كما نعلن عن تجمعات للقاء السيدات حيث يناقشن آراءهن ثمّ تنقلها المنصة، التي تقوم أيضًا بحملات على السوشيال ميديا وتطلب إلى السيدات مشاركة آرائهن، كما تنقل المنصة أخبار المرأة السعودية".
الصورة من موقع قصص النساء السعوديات
وبعد مشاركتها في برنامج مركز التوجيه، قالت الدوسري: "أشكر الموجهين الذين ساعدوني على التركيز وكتابة محتوى بشكل جيد وتقسيمه وتحديده واختصار القصص التي كانت طويلة، وبدأنا الإعتماد على انستجرام الذي تتابعه نساء سعوديات كثيرات حيث ننشر القصص القصيرة، ونعمل على إشراك النساء اللواتي ندعوهنّ للمشاركة بالحملات وإعداد فيديوهات". وأضافت أنّ المنصة كانت متواجدة على السوشيال ميديا من خلال تويتر وانستجرام، وبعد المشاركة في البرنامج، تمّ تأسيس حسابين إضافيين على سناب شات ويوتيوب، ما ساهم في زيادة أعداد المتابعين.
وشجعت الدوسري الصحفيين للإشتراك في برنامج مركز التوجيه، الذي قالت إنّه "يتيح فرصًا لعقد شراكات والإستفادة من تجارب شركات ناشئة أخرى من دول مختلفة والتعرّف على رحلة النجاح والتحديات، والتعاون في الأعمال البحثية والتصوير وغيرها، إضافةً إلى كمية المعرفة والتوجيهات والنصائح التي يقدّمها الموجهون والموارد التعليمية وفتح آفاق تفكير واعتبار القصة منتجًا والإستفادة مما ننشره وكيفية الوصول الى المستثمرين". وتابعت: "تمكنّا من تأمين تمويل للمشروع من مصادر مختلفة خلال فترة مشاركتنا في مركز التوجيه، وبدأنا بالعمل مع عدد من المنظمات على فعاليات وحملات لتمكين المرأة".
من جهته، أطلق عبد الكريم العوير قبل مشاركته في الدورة السادسة من برنامج مركز التوجيه، مجلته الخاصة للعلوم Nok6a.net على الإنترنت من قطر، وكان يعتمد على المحتوى الأصلي والمترجم للموقع، ويهدف إلى إنتاج ما لا يقل عن 70٪ من المحتوى الأصلي للمجلة، وأن يقوم بتفعيل الحسابات على تويتر وانستجرام.
الصورة من موقع "نقطة"
وبعد مشاركته وفوزه في المركز الثاني، أوضح في حديث لشبكة الصحفيين الدوليين أنّه يهتمّ بالصحافة العلمية ويسعى دائمًا إلى نشر المعلومات الموثقة والمبسّطة، ولهذا السبب أنشأ مجلته العلمية، التي شارك فيها كمشروع ناشئ في برنامج مركز التوجيه الإعلامي. وقال: "ساعدنا الموجّهون في طريقة التفكير بهوية المشروع، وأوضحوا المبادئ الأساسية للمُضي قدمًا، وتحديد الجمهور المستهدف وكيفية التوجّه وإرسال المحتوى المناسب له"، وأضاف: "أصبح المشروع أعمق وموسّعًا، لم يعد تفكيري يصبّ على نقل المعلومات العلميّة للجمهور فحسب، بل كيف يمكن للعلوم والتكنولوجيا أن تساهم في التنمية المستدامة في العالم العربي، وعندما تغيرت طريقة مخاطبة الجمهور وتوجيه وتوزيع المحتوى، أصبح لدينا متابعين أكثر وزاد زوّار الموقع، فخلال ثلاثة أشهر ارتفع ترتيب المجلة على موقع أليكسا".
صورة تظهر تحسّن ترتيب الموقع على أليكسا
ونصح العوير كلّ صحفي لديه مشروع أو فكرة ناشئة أن ينضمّ إلى برنامج مركز التوجيه بسبب ما يقدّمه الموجهون من تدريب ومعرفة لا سيما حول الأدوات التي تساهم في تطوير المشروع.
وفي المركز الثالث حلّت الصحفية الجزائرية فريدة حمدي التي كان لديها موقع Lakhbarat الذي يغطّي الأخبار المحلية والدولية، وكانت تعتبر أنّ عدم وجود قانون لوسائل الإعلام الإلكترونية في الجزائر يعدّ عقبة في التقدّم، وهو تحد آخر تعتزم معالجته مع الموجّه.
حمدي الآتية من عالم التحرير وإعداد التقارير في قناة جزائرية وإجراء مقابلات، كان موقعها يعالج الأخبار السياسية والإقتصادية والإجتماعية في الجزائر بحسب ما قالت لشبكة الصحفيين الدوليين، مضيفةً: "بعد الورشة التي عقدت في تونس تعلمت أمورًا كثيرة في مجال التحرير وإعداد المحتوى واختيار العناوين الجذابة، أمّا نقطة التغييرالحقيقية في مشروعي الإعلامي فكانت خلال مشاركتي في التدريب الذي نظّمه مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية في الأردن، حيث تعرفت على مدربين لديهم تخصصات مختلفة، وعندما سألوني ماذا يميز موقعي عن المواقع الأخرى، وإبداء آرائهم، قررت تغيير موقعي الإخباري كليًا، فأنجزت موقع 4DZ fourdz.com وهو موقع اقتصادي متخصص يعالج المالية والبنوك والإقتصادات الناشئة والإتجاهات العامة للاقتصاد الجزائري والمناقصات، وما حفزني هو افتقار الجزائر لهكذا موقع متخصص باللغة العربية".
الصورة من موقع 4DZ fourdz.com
ولفتت إلى أنّ أبرز ما تعلمته من الموجهين هو ليس إطلاق المشروع فحسب، بل التفكير باستراتيجيات ضمان استمراريته، وختمت قائلةً: "أنصح كلّ من لديه مشروع إعلامي بالمشاركة بالتدريب الفريد والمميز والإستفادة من التجربة المهنية جدًا".
الصورة الرئيسية لمشاركين مع موجهين من مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية بعدسة محمد مكاوي، تمّ استخدامها بعد الحصول على إذن.