عندما قرّر موقع NOLA.com | The Times Picayune أن يطلق نشرة أخبار محدودة و"دائمة الخضرة" (أي مستدامة وتحافظ على أهميتها بمرور الوقت)، كان دوري هو العمل على البحث والتفكير والإعداد والتنظيم والكتابة والترويج لإطلاقها (مع بعض المساعدة بالطبع).
تقدّم هذه النشرات تجربة غير محددة بالوقت. فالقارئ يشترك في الخدمة ويبدأ في تلقي النشرة مرة كل أسبوع، ثم تتوقف الخدمة بعدما يتلقى كافة أعداد النشرة. وينبغي أن يكون محتوى هذه النشرات "دائم الخضرة"، لأنّ بإمكان القارئ الاشتراك في أي وقت.
وقد استغرقت العملية – من مرحلة التفكير إلى إكمال المشروع – حوالي ثلاثة أسابيع:
المرحلة الأولى: البحث
بدأت العملية بإجراء بعض الأبحاث حول التجارب المشابهة لغرف الأخبار الأخرى. وكنت أبحث بشكل خاص عن نشرات الأخبار المحدودة ودائمة الخضرة. لذا اشتركت في نشرات مختلفة لأتابع تطورها منذ إطلاقها.
وإليكم بعض النشرات التي وجدتها:
- #HowToTucson من موقع #ThisIsTucson
- السلسلة الخاصة من مجلة هارفارد للأعمال
- Unshaken: الاستعداد للزلازل من صحيفة لوس أنجلس تايمز
المرحلة الثانية: العصف الذهني
تبادلنا الكثير من الأفكار، واجتمعت مع أنيت سيسكو، محررة المقالات الخبيرة في مجال الأرشيف والمحتوى المستدام. وتوصّلنا إلى العديد من الموضوعات: المباني التاريخية والبستنة ومهارات الطبخ الأساسية في نيو أورلينز ووجهات الرحلات البرية والأنشطة العائلية وثقافة نيو أورلينز وغيرها.
وأثناء مناقشة هذه الاقتراحات، كانت هذه هي الأسئلة التي فكرنا بها:
- ما هي أبرز اهتمامات جمهورنا؟
- ما هي الموضوعات التي لدينا ما يكفي من محتوى دائم الخضرة عنها في الأرشيف؟
- هل الموضوع متخصص بما يكفي لنغطيه خلال فترة تمتدّ من 6 إلى 8 أسابيع؟
وقررنا في النهاية أن نطلق نشرة أخبار عن الاستعداد للزلازل، لأنّ الموضوع مناسب من حيث الوقت والتطبيق، ولدينا الكثير من المحتوى عن الزلازل خلال السنوات العشرة الأخيرة.
المرحلة الثالثة: الإعداد
أعددت النشرة بأكملها عن طريق شركة Campaign Monitor، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها المنظمة بذلك. فعادةً ما نعد نشراتنا عن طريق BLOX، وهو نظام إدارة المحتوى لدينا، ثم نرسلها من خلال Campaign Monitor، الذي نستخدمه لإعداد النشرات الترحيبية. أمّا BLOX، فيستخدمه مطوّر البرمجيات لدينا لإعداد نموذج النشرة، ثم يختار المحررون والصحفيون المحتوى الذي ستضمّه الرسالة. ولكن استخدام Campaign Monitor هذه المرة أتاح لنا مرونة أكثر من المعتاد. وقد التزمنا بنموذج مركز الأعاصير التابع لموقع NOLA.com، ولكن كان لدينا المزيد من الخيارات من حيث التنسيق والتصميم.
وقد كان نظام Campaign Monitor سهلًا للغاية، واستطعت أن أتعلّم استخدامه بسرعة، إذ وضعت نظامًا آليًا جديدًا وأعددت نشرة إخبارية في باقة مكونة من ستة أعداد. وبدأت بإعداد النموذج (حيث اخترت تصميمًا جاهزًا وعدّلته ليناسب احتياجاتنا)، ثم بنيت الباقة لإرسال نشرة كل سبعة أيام.
ولم نضف أي وقت قبل الرسالة الأولى، وذلك حتى يتلقى القراء النشرة فور اشتراكهم، وليس بعد مرور أسبوع.
المرحلة الرابعة: التنظيم
بمجرد تجهيز البنية التحتية، كان علينا أن نقرر المحتوى الذي ستضمه كل رسالة، مما يعني البحث المتعمق في أرشيفنا. وبحثت عن الكلمات التالية: إعصار، عاصفة، آيدا، كاترينا، إخلاء، استعدادات، وغير ذلك.
وقد فرزت عشرات القصص وبدأت في تصنيفها في جدول بيانات، وساعدني بعض سكان نيو أورلينز وعشاق الأرشيف في سد الثغرات.
واستطعنا العثور على العديد من القصص ذات الموضوعات دائمة الخضرة، ولكنها كانت تحتوي على بعض المعلومات القديمة، مثل إعصار آيدا. وفي هذه الحالات، نسخت القصص وقمت بتحديث النسخ الجديدة وإعادة نشرها بعد مسح المعلومات القديمة وتغيير تاريخها، مع الحفاظ على أسماء الكُتاب. ومن بين الإشارات القديمة المفضلة لديّ هي قصة نُشرت عام 2013 عن إجلاء الأطفال، فيها نصيحة للآباء لإحضار جهاز DVD محمول لتسلية الأطفال.
وفي نهاية هذه العملية، كانت لا تزال هناك بعض الثغرات. فقد كنا ندرك الأهمية الكبرى لموضوع الإجلاء، ولكن لم يكن لدينا أي محتوى دائم الخضرة حول موضوعات مثل نظام تدفق السير العكسي في نيو أورلينز، أو الفرق بين الإجلاء الطوعي أو الإجباري. ولسدّ هذه الثغرات، طلبنا المساعدة من الصحفية كارلي ويلز، التي تعمل على إنتاج المحتوى حول الاستعداد للأعاصير منذ عشر سنوات. كما أعدّت صفحة ترحيبية تحتوي على المعلومات عن كافة الاستعدادات المتعلقة بالطعام.
المرحلة الخامسة: الكتابة
لأنّ المحتوى بأكمله كان "دائم الخضرة"، لم نكن بحاجة إلى أي محتوى أصلي جديد سوى المقدمة. وبمجرد تحديد الموضوعات لكل أسبوع، كتبت مقدمة من فقرة أو فقرتين لكل عدد من النشرة. وحرصت على أن تكون المقدمة قصيرة ومختصرة، خاصة للذين يستخدمون الهاتف المحمول لمدة أطول من جهاز الكمبيوتر.
وكانت الفقرة الأولى تتكون من جملة أو جملتين لتقديم نظرة عامة عن موضوع الأسبوع. ثم أضفنا فقرة لتشجيع القراء على مشاركة النشرة مع المهتمين، أو لدعوتهم إلى طرح أي أسئلة تتعلق بالأعاصير ويمكننا المساعدة في إجابتها. وكان هدفنا في الأساس هو توصيل المعلومات الهامة المتعلقة بالأعاصير إلى من يحتاجها، وهو ما أداه كلا الخيارين.
المرحلة السادسة: الترويج
نظرًا لأنّ الأعاصير شائعة الحدوث في نيو أورلينز، وأغلب السكان مروا بالتجربة عدة مرات، أردت أن يكون إشراك الجمهور في قلب استراجيتنا الترويجية.
وكانت أغلب المنشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي تتمحور حول الأسئلة لتشجيع قرائنا على المشاركة والتفاعل. فعلى سبيل المثال، طرحنا عليهم هذا السؤال: ما هو أهم غرض في مجموعة أدوات الإعصار لديك؟
وقد قررنا أن نروّج للنشرة عبر إنستجرام (القصص والصور) وتويتر وفيسبوك (صفحة NOLA الرئيسية وصفحة مركز الأعاصير التابع لها). كما أعددت خطة للترويج للنشرة وكتبت المحتوى وجهزت الصور وصممت الجرافيكس ووضعت الجدول الزمني للنشر عبر كل منصة.
المرحلة السابعة: الإطلاق
عندما انتهينا من جمع العناصر، حان وقت الإطلاق. ولأنّ الحملة كانت آلية، لم نضطر إلى تحرير أي جزء بمجرد إطلاق الباقة. وكان المحتوى بأكمله دائم الخضرة، لذا لم تكن هناك حاجة لإجراء أي تغييرات. والآن، أصبحت النشرة مستدامة وسوف تستمر حتى نقوم بإيقافها.
اعتبارات أخرى: عدم إلحاق الضرر
في نيو أورلينز، يمكن للأعاصير أن تسبّب الصدمة لهؤلاء الذين مروا بأسوأ التجارب، مثل إعصاري كاترينا أو آيدا. لذا اضطررنا أثناء العمل على هذه النشرة إلى تحقيق التوازن بين مساعدة الناس في الاستعداد لموسم الأعاصير وبين تذكيرهم بالصدمات الماضية. وقد أثر ذلك على اللغة التي استخدمناها والصور التي اخترناها والموضوعات التي غطيناها.
فعلى سبيل المثال، قررنا أن نتجنب الصور التي تذكر الناس بالدمار الذي أحدثه إعصار آيدا. وعند البحث عن الصور في الأرشيف، اخترت صور الشوارع المهجورة والسحب المظلمة، بدلًا من البيوت المدمرة ومياه الفيضانات. وعندما سألنا الناس عن كيفية استعدادهم لموسم الأعاصير، سألنا "ما هي أفضل ما تنصح به للإجلاء أثناء الأعاصير؟" بدلًا من "إلى أن تذهب للإجلاء عند اقتراب العاصفة؟". فهذه التعديلات البسيطة تساعدنا في الحصول على المعلومات المهمة من قرائنا من دون تذكيرهم بالصدمات التي تعرّضوا لها بالفعل.
كما حاولنا التخفيف من التوقعات بأنّ الكثيرين في نيو أورلينز قد تكون لديهم استعدادات جيدة للأعاصير، وأردنا أن تصل هذه النشرة للجميع، بغض النظر عن مستوى معرفتهم أو استعدادهم. وكان الهدف أن يكون المحتوى مفيدًا للجميع، حتى إذا كانوا قد شهدوا عشرين موسم أعاصير من قبل.
نُشر هذا المقال للمرة الأولى عبر موقع معهد رينولدز للصحافة التابع لجامعة ميزوري.