800 صحفي مستقل يطالبون بتحسين شروط الدفع.. هذا ما وردَ في رسالتهم!

Feb 8, 2019 في الصحافة المستقلة
صحفي أمام شاشة الكمبيوتر

قام 800 صحفي بالتوقيع على رسالة مفتوحة تُطالب بوضع حد لإجراءات الدفع البطيئة وغير المنصفة التي تؤثر سلبًا على الصحفيين الذين يعملون بشكلٍ حرّ ومستقلّ.

وفي التفاصيل، فقد أطلقت الصحفية المستقلة آنا كودرادو هذه الرسالة في 5 فبراير/ شباط وذلك بعدما تم وقف حوالى 2100 وظيفة إعلامية خلال كانون الثاني/يناير، مع تسريح موظفين في باز فيد وهافغتون بوست وفايس، إضافةً الى إغلاق مجلة "ذا بول" التي تُعنى بشؤون النساء، والتي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها.

وعن فكرتها، تحدّثت كودرادو قائلةً: "كنت أفكر بهذه الرسالة منذ أشهر، فالطريقة التي يتم فيها الدفع للصحفيين المستقلين تجعل العمل الإعلامي صعبًا"، وأشارت الى أنّ الأمر أصبح طارئًا أكثر بعد إغلاق "ذا بول" حيث كان هناك العديد من الصحفيين المستقلين الذين لم يقبضوا مستحقاتهم.  

والجدير ذكره أنّ أعداد الموظفين في الصحف المطبوعة وحتى الرقمية تراجعت، ولذلك أصبحت وسائل الإعلام تعتمد على الصحفيين المستقلين بشكل كبير، وبين عامي 2008 و2017، انخفضت الوظائف في غرف الأخبار في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 23 في المئة، في حين شهدت زيادة بلغت 3.7 مليون شخص يعملون لحسابهم الخاص، في عدد من المهن وليس في وسائل الإعلام فحسب.

كذلك فقد أظهر استطلاع أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة عام 2016،  أنّ من بين 84000 شخص عرّفوا عن أنفسهم كصحفيين، كان 34،000 شخص منهم يعملون لحسابهم الخاص، بزيادة من 18،000 في عام 2015.

وأشارت كودرادو التي انطلقت بعملها كصحفية مستقلة بعدما تم الإستغناء عنها في فايس في 2017 إلى أنّها تعتقد أنّ الصحفيين المستقلين سيزدادون في المستقبل، ويشكلون تجمعات ويقاتلون معًا من أجل حقوقهم ولكي يتمّ الإعتراف بهم بشكل أفضل.

كذلك فإنّ كودرادو ليست الوحيدة التي تتوجه نحو البحث عن فرص أفضل للصحفيين المستقلين، كما توصّل صحفيون مستقلون في السويد في نهاية كانون الثاني/يناير الى اتفاق مع العديد من ناشري الصحف بما يخصّ رفع الرسوم.

وقدمت كودرادو في رسالتها لوسائل الإعلام في المملكة المتحدة بعض الحلول العملية، أبرزها إنهاء سياسات "الدفع عند النشر" حيث تدفع المؤسسات الإعلاميّة للصحفيين المستقلين فقط عندما يتم نشر تقاريرهم، وقد يأخذ الأمر في بعض الأحيان شهورًا بعد إتمام العمل، وفي هذا الصدد دعت كودرادو في الرسالة وسائل الإعلام لدفع نصف المبلغ المرصود للمهمة مسبقًا والباقي يدفع أثناء المراجعات النهائية.

توازيًا تقترح كودرادو فرض غرامات على التأخر في الدفع، فإذا لم تدفع المؤسسات الإعلامية للصحفيين المستقلين في غضون 30 يومًا.

كما هو منصوص عليه في قانون الدفع المتأخر للديون، مشيرةً في الرسالة التي وقعها صحفيون الى ضرورة تحميل المؤسسات الإعلامية المسؤولية.

وتشدّد كودرادو على تحديث أنظمة الدفع غير المناسبة التي لا تعالج أو تسير بعملية الدفع للصحفيين المستقلين.

وتقول كوادرادو: "أفكر دومًا بأن  كل المطالب في الرسالة واقعية، هذا هو الهدف، رؤية ما إذا كانت المؤسسات الإعلامية ستطبقها"، مضيفةً: "من الواضح أن الخطوة المقبلة ستكون إدخال وسائل الإعلام بحوار مباشر حول هذا الموضوع".

من جانبها، تقول آميليا تايت، الكاتبة التي المقيمة في لندن إنّ الحملة التي أطلقتها كودرادو مطلوبة "ونأمل بأن تغيّر هذا النظام غير العادل"، وأضافت: "من الأمور التي أدهشتني عندما أصبحت صحفية مستقلة هي أنني أستطيع أن أكسب مالا في الشهر أكثر مما كنت أجني خلال عملي من قبل كمحررة، ولكنني أجد أنني أملك القليل من المال، بعدما أنتظر شهرين أو ثلاثة أشهر أحيانًا".

كذلك فقد وقّعت على الرسالة أنجيلا هوي، وهي صحفية مستقلة منذ أن تمّ تسريحها من عملها في عام 2017، وتقول: "لقد تم التعامل مع الصحفيين المستقلين على المدى الطويل بشكل مهين، ما سمح بالإستقواء علينا من قبل وسائل الإعلام والأفراد فيما يتعلق بعملية دفع المستحقات وذلك بوجود أنظمة دفع سيئة وأعذار سيئة لعدم دفع غرامات الدفع المتأخر".

ولفتت هوي إلى أنّها كانت تعمل مع مؤسسة تدفع المستحقات بعد 45 يومًا من النشر، ومع هذا فقد تأخرت المؤسسة 3 أشهر، رافضة دفع غرامة مقابل ذلك، وعلى الرغم ممّا حصل لم تستطع هوي سوى أن تستمر بالعمل، فقد كانت تعتمد على هذا المال لدفع بدل الإيجار والطعام وغير ذلك.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ العمل الإعلامي الذي يتخلله التنافس، يعاني الآن المحاصرة ماليًا، فالعديد من الصحفيين المستقلين يجدون أنفسهم غير قادرين على التفاوض أو الإعتراض على شروط العمل وطرق الدفع غير المنصفة. وبالنسبة للصحفيين المستقلين مثل كودرادو والذين وقعوا على الرسالة، فإنّ العمل الجماعي يوفر بديلا يمكن أن يجعل وسائل الإعلام تتحمل المسؤولية حول السلطة التي يملكونها على الصحفيين الذين يعملون معهم من أجل تأمين سبل عيشهم. 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على أنسبلاش بواسطة Brooke Cagle.