في بعض الأحيان، لا يتمكّن الصحفي من توظيف شخص واحد محترف، لكي يبحث بشكل موضوعيّ حول طريقة نظر المجتمع للصحفي، وماذا يريد المتابعون من غرفة الأخبار التي يعمل فيها الصحفي.
ولهذا السبب، توجد بعض الأمور التي بإمكان الصحفي القيام بها لتساعده على عملية إعادة التواصل مع الجمهور أو بناء علاقة أقوى من الموجودة الآن.
أولاً: التفاعل على وسائل التواصل الإجتماعي
لا تُستخدم وسائل التواصل الإجتماعي فقط للتغريد ونشر روابط كلّ 15 دقيقة كي يرى المتابعون التقارير والمقالات التي ينشرها الصحفي، بل الأهم فيها هو التفاعل مع الجمهور. لذلك على الصحفي أن يقرأ ما يغرّد به الجمهور والمواضيع التي يتجاوب معها، كذلك عليه الردّ على أسئلتهم وأفكارهم.
ويجب على الصحفي أن يدرك ما هي الإتجاهات المحلية حول القضايا البارزة، والتفاعل معها كما يفعل أي إنسان عادي. كما عليه أن يطرح الأسئلة أيضا.
تسمح مواقع التواصل الإجتماعي للصحفيين بالتواصل مع الناس بغض النظر أين يتواجدون وماذا يفعلون. لذا على الصحفيين استخدامها بشكل جيّد، وأن يتفاعلوا مع الجمهور على الإنترنت كي يروا الصحفيين والمؤسسة أنّهم يمتلكون قلبًا إنسانيًا، فما على الصحفي إلا أن يتواصل بشكل حقيقي، كي لا يشعر المتابع أنّه يتواصل مع روبوت.
ثانيًا: إستخدم أدوات استماع
ذكرت ميليسا توما أنّ استخدام أدوات الإستماع على وسائل التواصل الإجتماعي هو فكرة جيدة، موضحةً أنّ هناك العديد من الأدوات مثل hootsuite وreddit keyword monitor تُمكنك من تعقب ماذا يقول الناس حول مؤسستك، فقط أنظر إلى الهاشتاجات التي لها علاقة بغرفة الأخبار الخاصة بك أو بتغطيتك، قم بإعداد إشعارات جوجل، إقرأ وفكر بردود فقعل قرائك على تقاريرك. فهناك متصيدون وهجمات من قبل روبوتات، لكن هذا لا يعني أن القرّاء لا يطلقون ردود فعل حقيقية على منصتك أيضًا. خذ وقتك للعثور على ردود الفعل الحقيقية والإهتمام بها.
ثالثًا: قضاء وقت مع المتابعين بشكل شخصي
عندما يحضر الصحفيون مناسبة معينة أو يكونون جزءًا منها، عليهم الأخذ بعين الإعتبار التفاعل مع الناس، هناك حيث لا صفحات تسجيل دخول ولا نماذج اشتراكات. إذا كنت مشاركًا في حدث معين، إستخدم ذلك الوقت للتواصل مع الجمهور والمتابعين، ويمكنك أن تلعب لعبة معهم من أجل المتعة، وقد تكون اللعبة أسئلة عن صور أو لعبة دولاب الجوائز. كما عليك أن تتحدث إليهم كأشخاص وليس كمشتركين محتملين. أطلق نادي كتاب محلي، أقم مأدبة طعام كل شهر، استمتع ببعض المرح لبناء علاقات والسماح للناس بالتعرف عليك. إذا تذكرك جمهورك كشخص متفاعل، ودودًا ومنفتحًا فستكون هذه خطوة أولى رائعة. في المقابل، إذا كنت تسألهم في كل مرة تراهم عن المال والإشتراك، فإن هذا سيجعل الناس يشعرون أن هذا كل ما يهمك.
رابعًا: إنتقل إليهم واجتمع بهم بقاعات المدينة
على الصحفي أن ينتقل إلى مختلف الأحياء ويقيم جلسات مخصصة للإستماع إلى ما يقوله الناس الذين يحضرون. ويهذه الطريقة، يفسح الصحفي المجال للجمهور ليخبره بماذا يفكر وماذا يريد، ما هي القضايا التي تحتاج إلى تغطية إضافية، ما هي القضايا التي لا تتم تغطيتها، ماذا يحبون وماذا لا يحبون. لا تقف في موقع الدفاع ولا تضع الوقت في الجدال مع الشخصيات الصعبة التي قد تظهر، كن هناك لإظهار أنك تريد الإستماع لهم مهما كان الذي يريدون قوله.
خامسًا: تمتع بنظرة بحث ذاتية حول تنوع تغطيتك
أنظر إلى تنوع جمهورك واعرف إذا ما كانت تغطيتك تعكس هذا التنوع بكل جوانبه. ضع خريطة لمساحة تغطيتك على الحائط، أضف دبابيس كل يوم عند المناطق التي غطتها قصصك. لون للأخبار العاجلة، لون آخر للميزات، ولون لحقائب الأعمال وآخر للرياضة وما إلى هنالك، إذا كنت تقوم تزور حيًا من أجل الأخبار العاجلة وليس للأعمال أو العُطلات، فإن هذا قد يتغير عن طريق توجيه صحفييك إلى تلك المناطق من أجل الحصول على تقارير مختلفة. ربما سترى أنك متوازن جدا في تغطيتك، أو أنك لست كذلك، لكن في الحالتين فإن هذه الممارسة يمكن أن تكون مفيدة تمامًا.
نُشر هذا التقرير للمرة الأولى من قبل معهد رينولدز للصحافة، وأعيد نشره على شبكة الصحفيين الدوليين بعد الحصول على إذن.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الابداعي على أنسبلاش بواسطة تايلر كالان.