في الوقت الذي يزيد فيه اهتمام وسائل الإعلام حول العالم بنشر الأخبار والتقارير المرتبطة باللقاحات المضادة لفيروس "كورونا"، يُلاحَظ أنّ وسائل الإعلام الكبيرة والمهمة تُعير اهتمامًا لجهود عمليات التطعيم في المدن، ولا تغطّي الشؤون الصحية للبلدات والمجتمعات الأصغر حجمًا، علمًا أنّ الأخبار والمعلومات التي تنتشر في هذه الأيام من شأنها أن تنقذ حياة كثيرين، لا سيما بما يخصّ اللقاحات.
وفي هذا السياق، كانت منظمة الصحة العالمية قد صنّفت "التردد بتلقّي اللقاحات" كأحد التهديدات العشرة الرئيسية للصحة العالمية، وذلك قبل تفشي جائحة "كوفيد 19".
وعلّقت الصحفية أليس دي سوزا التي تعمل كمنسّقة في منظمة Énois غير الحكومية التي تركز على أخبار المجتمعات التي لا تحظى بالتغطية الصحفية في البرازيل، مشيرةً إلى أنّ "الناس لم يسبق وأبدوا اهتمامًا بمصادر اللقاحات أو كيفية إجراء الاختبارات، أمّا الآن فبات يتوجّب على الصحفيين إعداد تقارير عن هذه الأمور، ما يحتّم ضرورة الإهتمام بالصحافة العلمية".
إقرأوا المزيد: العالم منشغل بلقاحات "كوفيد 19".. وإرشادات للصحفيين لتغطية الموضوع
انطلاقًا ممّا تقدّم، يمكن أن تغطّي المؤسسات الإعلامية مواضيع تردّ على أسئلة لدى الناس وتبدّد مخاوف معيّنة لديهم، مثل موعد وصول اللقاح إلى مناطقهم، ونسب نجاح حملات التلقيح وتأكيد حقوقهم بتلقي اللقاح. وهكذا يعدّ الصحفيون أيضًا التقارير العلميّة والتي تركز على حياة الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات بعيدة عن الأخبار.
وإضافةً إلى إصدار منظمة Énois دليل باللغة البرتغالية حول الخدمة الإخبارية للأحياء والمجتمعات، نظّمت المنظمة جلسة بعنوان "كيف تتحدث عن اللقاحات إلى الجمهور"، شاركت فيها جيسيكا بيريس، وهي صحفية في ريديس دا ماري في ريو دي جانيرو، إلى جانب الصحفية آنا أفيلا، وهي محررة في Sul2 في بورتو أليغري، وتناولتا أبرز الدروس والعبر من خلال تجاربهما في إعداد التقارير المحلية.
أولًا، إشراك الجمهور
بما أنّ الجمهور والناس يطرحون أسئلة كثيرة حول اللقاحات، فعلى الصحفيين الإستفادة من هذه الفرصة وتقديم محتوى يجيب على جميع التساؤلات، وأن يعيروا انتباهًا لما يكتبه الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي. وهنا تقول الصحفية آنا أفيلا "إنّ المؤسسة التي تعمل فيها تستعين بصحفي يهتمّ بوسائل التواصل الإجتماعي، وبالتالي يساعد غرفة الأخبار على فهم ما يحتاجه القراء".
أمّا بيريس فشدّدت على أهمية الإصغاء إلى الناس، وهي مهمة تدخل في صلب عملهم الصحفي في المؤسسة التي تعمل فيها. وقالت: "نحن مقرّبون جدًا من أشخاص يتحدثون عن الفيروس مباشرةً مع سكان الأحياء الفقيرة، وهم يقدّمون لنا النصائح حول المصادر ويساعدوننا في توزيع المحتوى".
ثانيًا، تحديد أفضل وسائل نشر المحتوى وتوزيعه
لا بدّ من أن يدرك الصحفيون والمحررون في أي غرفة أخبار الوسيلة التي عليهم أن يوزعوا الأخبار من خلالها، فعلى سبيل المثال لن تستفيد المؤسسة بحال نشرت محتوى مهمًا حول اللقاحات عبر البث على قناة معيّنة على الإنترنت، بحال كان الجمهور يواجه صعوبة في الاتصال بالإنترنت.
في هذا الإطار، أنشأت مؤسسة Maré de Notícias الإعلامية بودكاست خصّصته لطرح القضايا المرتبطة بكورونا، إضافةً إلى حملات التلقيح. ومن أجل تسهيل وصول الجمهور إلى المحتوى، يتم بث الحلقات على المنصات الخاصة بالمؤسسة الإعلامية، كما يتمّ إرسالها كملفات صوتية عبر تطبيق واتسآب، مما يساهم بوصول المحتوى المسموع إلى أكبر عدد من الناس، لا سيما أولئك الذين ليس لديهم إنترنت سريع.
كذلك أنشأت Sul21 مجموعات عبر واتسآب لنشر محتواها، وخصّصت واحدة للحديث عن فيروس "كورونا"، وتلجأ غرفة الأخبار أيضًا للبث المباشر من أجل الوصول إلى الجمهور. وأوضحت أفيلا أنّ Sul21 كانت توزّع المحتوى بطرق تقليدية من قبل، أمّا الآن فتعزّزت زيارات الجمهور لمتابعة المحتوى.
إقرأوا المزيد: إرشادات لإعداد تقارير عن التردّد بتلقي لقاح كوفيد 19
ثالثًا، التركيز على المصادر المحلية
من الجدير ذكره أهميّة إبراز أصوات السكان في التقارير التي تتمحور حول حملات التطعيم. لا سيما وأنّ الناس يهتمّون بأن يجدوا أصواتهم واهتماماتم موجودة في وسائل الإعلام، كذلك فإنّ حديث صحفي يعيش مع الجمهور وفي منطقتهم سيولد إهتمامًا أكبر لديهم، وسيشجّعهم ذلك على متابعة المحتوى ومشاركته.
رابعًا، اهتمّ بلغة الجمهور
خلال التغطية الصحفية للشؤون الصحية، على الصحفي أن يستعين بخبراء في هذا المجال، وأثناء مقابلتهم وتحضير الأسئلة لطرحها، لا بدّ من التفكير في مخاوف الجمهور. كذلك يجدر بالصحفيين استخدام لغة تسهّل قدرة القراء على فهم المواد الصحفية.
خامسًا، البحث عن مواضيع لم تحظَ بتغطية
على المؤسسة الصحفية التفكير في كيفية إيجاد المواضيع التي تحظى باهتمام المجتمع، وهذا ما يحاول أن يقوم به الصحفيون في Sul21 إذ يبحثون عن مواضيع لم تتم تغطيتها في وسائل الإعلام الرئيسية.
كذلك لا بدّ من التفكير في الشراكات والمشاريع التي تثري المحتوى وتقدّم كلّ ما هو جديد للمشروع الصحفي المحلي. وفيما يتحدث الجميع عن اللقاحات، يُمكن أن يبحث الصحفي عن الثغرات في الأخبار ويعدّ التقارير الجديدة.
جيفرسون باتيستا هو صحفي برازيلي وعالم أنثروبولوجيا، يقيم في كامبيناس في ساو باولو ويعمل كصحفي مستقل مع مؤسسات إعلامية مختلفة ويعدّ التقارير المرتبطة بالعلوم والدين والتنوع والتي تُعنى بحقوق الإنسان.
نُشر هذا المقال للمرة الأولى على موقع شبكة الصحفيين الدوليين باللغة البرتغالية، وترجمته ريناتا جونسون إلى اللغة الإنجليزية.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على فليكر بواسطة لوسيو برناندو جي آر - وكالة برازيليا.