هذه المقالة نُشرت في الأصل على معهد رينولدز للصحافة، وأُعيد نشرها على شبكة الصحفيين الدوليين بإذن.
عندما نستريح وقتما يستريح جمهورنا نضمن قدرتنا على تلبية احتياجاتهم بشكل أفضل لبقية العام.
خلال الأسبوع الأخير من العام الماضي، واجه العديد من أصدقائنا في الصحافة المهمة الصعبة التي تكمن في محاولة إيجاد متطوعين مترددين للعمل خلال فترة الإغلاق في موسم العطلات، ولكن بالنسبة للكثير من غرف الأخبار التي لا تنشر أخبارًا يومية أو توظف مئات الأشخاص، هناك اتجاه آخر يتمثّل بمنح فترة راحة للجميع.
في The Appeal، نُغلق أبوابنا مرتين سنويًا: لمدة أسبوع خلال فصل الصيف ولمدة أسبوعين خلال فصل الشتاء، ولسنا الوحيدين الذين نفعل ذلك، إذا تفعل Scalawag، وThe Markup الأمر نفسه.
ونشرح لكم أسباب أهمية التفكير في القيام بهذا الأمر وكيفية تنفيذه في غرف الأخبار:
لماذا نُغلق أبوابنا؟
نعلم جميعًا الشعور الذي يسبق الذهاب في عُطلة: هناك الكثير من الأمور التي ينبغي القيام بها وليس هناك الوقت الكافي لذلك، ومن ثم ينتهي بك الحال وأنت تعمل وقتًا إضافيًا فقط لتتمكن من الحصول على إجازة. ثم عندما تعود من الإجازة، تجد أنّ رسائل البريد الإلكتروني قد تضاعفت، وهناك المزيد من الرسائل على Slack يتحتم عليك الاطلاع عليها.. إنّه أمر مرهق.
لا تخطئ فهمنا، فنحن من أشد المعجبين بالعطلات ونشجع فريقنا بقوة على أخذ ما لا يقل عن ثلاثة أسابيع إجازة في السنة، ولكن هذا النوع من الراحة الفردية يأتي مصحوبًا بالمزيد من العبء الكامن في التأكد من تهيئة فريقك للنجاح أثناء غيابك.
ولكن الأمر مختلف تمامًا عندما يُغلق مكتب كامل للحصول على راحة جماعية. ربما سيكون لديك بعض الأمور التي ينبغي عليك إنجازها فيما يتعلق بالقصص أو الشركاء الخارجيين قبل ذهابك في إجازة، ولكن في غالب الأمر، يضع الجميع نفس رسالة عدم التواجد في المكتب، ويحذفون Slack من هواتفهم وفقط يتوقفون عن العمل. ولا يكون هناك عملية تسليم المهام للزملاء ولا تفقد للرسائل أثناء الاستلقاء على الشاطئ، وليس هناك عمل لمتابعته عند عودتك إلى العمل.. إنّ هذا الأمر مريح بالفعل.
ونحن في The Appeal، نُحب بشدة العيش بقيمنا، ونتعامل مع التزامنا بـ"الرعاية الذاتية والمجتمعية" بجدية، ويعني هذا أنّ التضحيات المتعلقة بالراحة الجماعية (نعم، ربما عدم نشر تلك القصة العاجلة) ذات قيمة لنا من أجل صحة فريقنا واستدامة غرفتنا الإخبارية. ومن خلال أخذ فترات راحة مُتعمدة ومُخطط لها، يُمكننا المساعدة في منع الاحتراق الوظيفي واستبدال الموظفين.
كيف تكون عطلات الصيف والشتاء؟
وكما هو الحال في أي عمل تجاري، لا يمكنك مجرد اتخاذ قرار وأنت تأمل أن تكون نتيجته الأفضل، ويُعد إغلاق الأبواب حتى لأيام قليلة نفس الأمر. ونحن ممتنون جدًا لشركة Your Other Half، التي ساعدتنا في التفكير في كيفية تنفيذ الإجازات قصيرة المدى بعناية وقيادة فريقنا عبرها بنجاح.
ونقدم إليكم أهم نصائحنا:
- فكر في التوقيت. فكر في الوقت الذي يكون جمهورك بإجازة، وما هي احتياجات فريقك الشخصية عند اختيارك أوقات الراحة. وعادة ما نأخذ إجازاتنا الصيفية في نهاية يوليو/تموز - بداية أغسطس/ آب عندما زيارات القراء لموقعنا الإلكتروني، ويحتاج أولياء الأمور لقضاء الوقت مع أطفالهم قبل بدء المدرسة مجددًا، ونشعر أنّنا بدأنا في الانحدار إلى وضع الاحتراق، (تذكر، قد يتغير ذلك كل سنة مع زيادة جمهورك وتغير فريقك. ونحن نختار تواريخ الإغلاق في يناير/كانون الثاني من كل عام).
- تجنب الجمع بين الراحة الجماعية والفردية. إذا عاد الموظفون من الراحة الجماعية وينبغي عليهم العمل محل زملاء، فإنّ ذلك قد يُبطل فعالية الراحة التي حصلوا عليها أثناء الإجازة. وفي The Appeal، لا يُمكن عامة إضافة حالات الغياب المُخطط لها إلى فترات إغلاق المكتب الشتوية أو الصيفية.
- استعد. تأكد من وجود فكرة الراحة في عقول فريقك قبل الإغلاق بشهر إلى شهرين: اطرح الأمر في الاجتماعات، واضمن أنّ الأجندات التحريرية والنشرة البريدية ومنصات التواصل الاجتماعي تعكس حدوث فترة راحة، وتأكد أنّ سير العمل وضع ذلك في الاعتبار.
- أخبر جمهورك (والصحفيين المستقلين والشركاء الآخرين). اكتب رسالة عن عدم التواجد في المكتب ليستطيع جميع الموظفين إضافتها إلى رسائل بريدهم الإلكتروني، واكتب تغريدة عن الإغلاق. وإذا أردت، يُمكنك حتى وضع رسالة صغيرة على موقعك الإلكتروني.
- لا تُضف المزيد من العمل: إنّ الأمر المهم فيما يتعلق بالراحة الجماعية هو عدم القيام بالمزيد من العمل. هل تشعر بالقلق بشأن عدم نشر مقالات أو نشرة بريدية لمدة أسبوع؟ لا تُبالغ في التعويض، عليك فقط إدارة التوقعات. نحن نوضح الأمر لجمهورنا عندما نأخذ فترة راحة ولم يُعبر أي قارئ عن إحباطه أو سخطه.
ولكن ماذا عن العمل؟
تقل زيارات القراء للمواقع الإلكترونية في العديد من غرف الأخبار أثناء العطلات وذروة الصيف. إن معرفة أنّه لم يكن هناك أحد يُطالب بعملنا أثناء هذا التوقيت ساعدنا على إدراك أنّنا لن نفشل في خدمة جمهورنا باعتنائنا بأنفسنا. عندما نستريح وقتما يستريح جمهورنا نضمن قدرتنا على تلبية احتياجاتهم بشكل أفضل لبقية العام.
واقعيًا، إنّ الكثير من الضغط الذي نشعر به لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية على حساب الرفاه هو ضغط داخلي وليس خارجيًا. وتستفيد The Appeal بقوة من امتلاكها فريق مدفوع بشكل لا يصدق بأخلاقيات عمل منقطعة النظير، ولكن هذا يعني أنّه يتحتم علينا إيلاء الاهتمام للحفاظ على صحة فريقنا.
ونحن نخصص وقتًا في سير عمل غرفتنا الإخبارية للاستعداد لفترات الإغلاق حتى يكون لدى الناس بالفعل وقتًا ومساحة للراحة بدون القلق ما إذا كان قد تمّ إنجاز كل شيء.
ونقدم إليكم بعض الإرشادات حول كيفية تأكدنا من قيامك بكل شيء مسبقًا:
- مشاركة الجمهور: استفد من أدوات الجدولة على منصات التواصل الاجتماعي. تُشكل نهاية العام وقتًا للتأمل، ومن ثم شارك قصصًا قديمة، وأنشئ القوائم، وأنشر الملخصات. وبلا شك، تمتلك غرفتك الإخبارية ثروة من القصص التي لا تعتمد على أحداث بعينها، أو القصص الإخبارية المهمة التي لا تزال تؤثر على الناس، وعليك فقط التوضيح في النص المرفق على منصة التواصل الاجتماعي أنّ القصة نُشرت في توقيت سابق.
- جمع التبرعات: يُمكن جدولة هذه الرسائل البريدية أيضًا، ويُمكنك كتابتها بطريقة لا تستدعي تحديثها قبل إرسالها أو على الأكثر لا تستغرق سوى خمس دقائق عمل من أي شخص قبل إرسالها.
- التحرير: خطط أجندتك في أوقات إجازاتك، وحدد مواعيد التسليمات النهائية لفريقك والصحفيين المستقلين بحيث يكون واضحًا أنّه في حالة عدم تسليم النسخة بحلول تاريخ محدد، لن تُنشر القصة سوى بعد فترة الراحة.
- بالنسبة للقصص العاجلة: هذه فرصة للقيام بصحافة أفضل، وربما لست في حاجة لتغطية الفاعلية نفسها، ولكن باستطاعة غرفتك الإخبارية تقديم تغطية المتابعة، عبر أفكار وتحليلات جديدة ستخدم جمهورك بصورة أفضل على المدى الطويل.
استمتع بفترة الراحة
والآن بعدما أنجزت لضمان إجازة مريحة لفريقك.. استمتع! اقرأ كتابًا أو احجز تذكرة سفر أو حضّر وصفة طعام، وانغمس في ممارسات الرعاية الذاتية المفضلة لك. نقوم جميعنا بأفضل الأعمال عندما نكون النسخ الأفضل من أنفسنا، ومن ثم، استثمر في جميع الأمور التي تُشرق يومك وتُجدد طاقتك.
الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة بريسيلا دو بريز 🇨🇦.