كيف يعيش الصحفيون السودانيون أجواء الصراع في البلاد؟

May 2, 2023 في تغطية الأزمات
ًصورة من السودان

تضاعفت مسؤوليات الصحفيين والصحفيات في السودان خلال تغطية المواجهات المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، التي اندلعت في 15 نيسان/إبريل الماضي في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في البلاد.

فالأوضاع الأمنية التي يشهدها السودان جاءت لتُفاقم ما يعاني منه الصحفيون، حيثُ كشف نقيب الصحفيين السودانيين عبدالمنعم أبو إدريس، عن نتائج مسح أجرته النقابة، يكشف عن ترك 250 صحفيًا وصحفية مهنة الصحافة والانتقال إلى مهن أخرى، وعن 250 آخرين عاطلين عن العمل. وأوضح أبو إدريس أنّه "إذا استمرت هذه الظروف فإنّ مهنة الصحافة في السودان ستختفي".

شبكة الصحفيين الدوليين تواصلت مع صحفيين سودانيين، بهدف نقل معاناتهم اليومية خلال تغطيتهم للأوضاع في البلاد، وتوضيح المخاطر التي تواجه الصحفيين في السودان.

 معلقون بين المخاطر والبحث عن المعلومة

أكدت نقابة الصحفيين في السودان في تعميم صحفي أنّ مراسل BBC في الخرطوم تعرض للاعتداء من قبل القوات المسلّحة، كما علق عدد من الصحفيين في مكاتبهم إثر النزاع المسلح.

في هذا الإطار، كشفت الصحفية إيمان كمال الدين التي تعمل لصالح صحيفة السودان بلس، أن العديد من الصحفيين يعيشون أوضاعًا صعبة ويواجهون مخاطر يومية بحثًا عن الحقيقة وسط الاقتتال الدائر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكدةً أنّ العديد من مقرات وكالات إعلامية مثل أبراج النيلين والعمارة الكويتية وسط العاصمة الخرطوم تعرضت للقصف. وتابعت الصحفية إيمان أنّ "بعض الصحفيين تعرضوا لانتهاكات وتضييق خلال تغطية المواجهات".

وقالت إيمان إنّ الأيام الأولى التي قضتها منذُ بدء الاشتباكات كانت في منطقة محاصرة بالقرب من معسكر لقوات الدعم السريع في مدينة بحري، تقع شمال العاصمة الخرطوم، "ولا يمكن وصف اليوم بالعادي مع انقطاع الكهرباء والمياه في المنطقة التي تشهد الاشتباكات التي كنت فيها"، بحسب وصف الصحفية السودانية. قبل أن تضيف: "هذا أمرٌ لا يوصف، نحن معلقون بين المخاطر والبحث عن المعلومات بقدر المستطاع، في الوقت الذي كنت فيه وسط الاشتباكات أسارع إلى نشر أخبار عاجلة لصالح المؤسسة التي أعمل بها عن تجدد الاشتباكات والطيران والمدافع الثقيلة".

 

وضع صعب ومشهد ضبابي

"من الصعب جدًا رؤية مشاهد الدمار والجثث في الشوارع ونقل الأخبار في الوقت نفسه"، بهذه العبارات استهلّ الصحفي السوداني سالم الهاشمي ومراسل قناة العربية في الخرطوم، حديثه مع شبكة الصحفيين الدوليين، مشيرًا إلى أنّ "الطرفين المتقاتلين غير راضين عن ما ننقله من أخبار ومعلومات، وهو وضع مزعج بالنسبة للصحفيين لكنه مطمئن في الآن ذاته، لأن هذه هي التغطية الصحيحة للوضع"، بحسب تعبير الصحفي السوداني.

الصحفي السوداني سالم الهاشمي

صورة للصحفي السوداني سالم الهاشمي

إنّ مبدأ الحياد التي يتبناه الصحفي خلال ممارسته للصحافة وخاصة في مناطق تشهد مواجهات مسلحة من الممكن أن يشكل تهديدًا لحياته، وهو الوضع الذي يعيشه الصحفي السوداني سالم الهاشمي، مؤكدًا أنه يواجه تهديدات بالقتل بسبب عمله الصحفي، ويضيف: "تعاملتُ مع التهديدات بجدية وأبلغت السلطات عن ذلك، وحاليًا أقوم بعملي بشكل عادي رغم ضبابية المشهد، خصوصًا وأنه لا توجد أي قوانين أو التزامات من الطرفين لحماية الصحفيين أو التجاوب مع مطالبهم بإجراء مقابلات أو التغطية في بعض المناطق التي تقع تحت سيطرتهما".

ويصف المراسل الأيام الثلاثة الأولى من المواجهة بأنها كانت عصيبة وصعبة جدًا، خاصة وأنها تزامنت مع أواخر شهر رمضان، ويضيف: "مشاهد الدمار والجثث في الشوارع، كانت صادمة، وكانت فترة الراحة لا تتعدى الساعة الواحدة في اليوم".

وفي هذا السياق، تقدم شبكة الصحفيين الدوليين مجموعة من الإرشادات والنصائح للمراسلين الصحفيين الذي يقومون بالتغطية الصحفية في السودان:

  • على الصحفيين أن يكونوا مستعدين للميدان وتقييم المخاطر، والحصول على قدر كاف من المعلومات التي ستساعد في إنجاز العمل وتقييم المخاطر المحتملة والتخطيط لكيفية التعامل معها.
  • السلامة الرقمية مهمة، على كل صحفي أن يضمن حماية معطياته الشخصية من خلال إجراء اتصالاته المهنية والشخصية عبر تطبيقات سليمة، وألا يوفر أي معلومات قد تكون مصدر تهديد لحياته، كما يجب الحذر في استخدام الشبكات الاجتماعية.
  • لا توجد قصة أهم من حياة الصحفي، فلا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة وعدم المغامرة.
  • تجهيز معدات السلامة والاستعانة بالحقيبة الصيدلية.
  • تجنب الضغط، لأن العمل في بيئة خطرة وفي ظروف صعبة والعمل لساعات طوال يؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية والجسدية للمراسلين، فمن الضروري أن يتمتع الصحفيون بقسط كاف من الراحة.
  • كما تضع اليونسكو رهن إشارتكم دليل السلامة للصحفيين العاملين في المناطق المعرضة للخطر.

موارد وفرص للصحفيين في السودان

  • الدعم المالي والنفسي من منظمة روري بيك، يقدم الصندوق الدعم العملي والمالي للصحفيين المستقلين وأسرهم في جميع أنحاء العالم، ويساعدهم في أوقات الأزمات ويساعدهم على العمل بأمان ومهنية أكبر. 
  • صندوق انترنيوز للطوارئ، قبل أيام أطلقت منظمة انترنيوز حملة لجمع التبرعات للصحفيين العاملين في السودان في إطار صندوق الطوارئ، حيث من المقرر أن يقدم الصندوق دعمًا ماليًا للصحفيين ومعدات السلامة والعلاج بالإضافة للمواكبة النفسية. 
  • صندوق السلامة من الاتحاد الدولي للصحفيين، يقدم الصندوق دعمًا ماديًا للصحفيين العاملين في مناطق النزاعات والخطر.
  • صندوق ريبورترس ريسبوند (استجابة المراسلين)، هو صندوق  للطوارئ يقدم المساعدة المباشرة والدعم القانوني والمشورة المتعلقة بالسلامة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية المنكوبة.
  • جائزة متاحة للمراسلين الذين يغطون الحروب: بإمكان المراسلين الذين يعملون في تغطية الحروب التقديم للمشاركة في هذه المسابقة، وسيحصل الفائز عن كل فئة على مبلغ بقيمة 7,000 يورو، أي ما يعادل 7,677 دولارًا أميركيًا.
  • تجدون في هذا الرابط لائحة بأهم الصناديق والمنظمات التي تدعم الصحفيين العاملين في مناطق النزاعات والحروب. 

لمزيد من الموارد والإقتراحات يمكنكم تصفح مقال الزميل علي الإبراهيم، الذي يستعرض فيه مجموعة من الفرص والمصادر لدعم الصحفيين الذين يغطّون الأزمات والكوارث.

كما تقدم شبكة الصحفيين الدوليين بشكل دوري فرصًا جديدة لفائدة الصحفيين، ويمكنكم متابعتها عبر الصفحة المخصصة للفرص من خلال الضغط هنا.

الصورتان في هذا المقال مقدّمتان من الصحفي السوداني سالم الهاشمي.