هذا المقال هو جزء من الموارد التي تقدّمها شبكة الصحفيين الدوليين باللغة العربية عن التغطية الصحفية لـ"كوفيد 19"، للإطلاع على المزيد من الموارد إضغط هنا.
توازيًا مع تفشي جائحة "كوفيد 19"، تلقّت وسائل الإعلام الإخبارية حول العالم ضربة قوية، إذ تراجعت عائدات الإعلانات، ما فاقم الأزمة التي كانت تواجهها بالأصل هذه المؤسسات، كذلك فقد قام الكثير منها بوقف التوظيف وتخفيض الإنتاجية وحتّى أنّ بعضها اضطر أن يقفل، وهكذا تراجعت الفرص المتاحة للصحفيين.
وعلى الرغم من الأجواء المحبطة، ظهرت بعض الزوايا التي يمكن تعليق الآمال عليها للإستمرارية بالعمل، وتتمثّل بتأسيس صناديق الإغاثة والطوارئ للصحفيين الذين يغطون "كوفيد 19"، مثلما فعل المركز الأوروبي للصحافة، صندوق الصحافة الاستقصائية، وصندوق التصوير للنساء. كما أطلق المركز الدولي للصحفيين الذي تعمل شبكة الصحفيين الدوليين تحت مظلّته، وبدعم من مشروع فايسبوك للصحافة صناديق إغاثة في أربع مناطق رئيسية في العالم.
وفي أواخر آذار/مارس الماضي، أطلقت "ناشيونال جيوغرافيك" صندوق طوارئ خاصًا لدعم الصحفيين في إعداد تقارير حول "كوفيد 19" في جميع أنحاء العالم. وحتى الآن، دعم الصندوق العالمي أكثر من 100 مشروع لسرد القصص في أكثر من 50 دولة. كذلك قدّم دعمًا للصحفيين من أجل العمل على التقصي وجمع معلومات مهمة وتقديمها إلى الفئات المهمشة.
وعن المبادرة، قالت كيتلين يارنال وهي المسؤولة عن السرد القصصي في "ناشيونال جيوغرافيك" إن المشاريع التي حظيت بدعم، سلطت الضوء على بعض القضايا الرئيسية التي يهتمّ بها الناس. وأوضحت أنّ هناك الكثير من العناصر المتشابهة في القصص، على الرغم من اختلاف الأشخاص، مثل قضية التشرد سواء كان المشدرون عمالاً مهاجرين في الهند أو أولئك الذين يعيشون في إحدى مناطق كاليفورنيا، كذلك كان التعليم وانعدام الأمن الغذائي وندرة المياه من القضايا الرئيسية في المشاريع التي جرى إعدادها.
إقرأوا المزيد: صور مميزة ومؤثرة.. ناشيونال جيوغرافيك توثق حياة النساء
ومن بين المستفيدين من دعم الصندوق، كان المصور الصحفي موزوك نولتي الذي عمل على توثيق ندرة المياه في ضواحي ليما في البيرو أثناء تفشي كورونا. وفي حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين قال إنّه أدرك ماذا تعاني منه المجتمعات خلال البحث عن نقص المياه، لا سيما مع تفشي "كورونا"، فالمشكلات لا تقتصر على المياه. وقد نشرت الصور التي التقطها في موقع متخصص بالأخبار الاستقصائية البيروفية إسمهOjo Publico، وأحدثت تأثيرًا واسعًا، إذ أدّى الضغط الذي أحدثته وسائل الإعلام على شركة مياه محلية لإعادة توصيل المياه إلى العائلات التي لم تتلق الإمدادات لأكثر من أسبوع. وأعرب نولتي عن أمله بأن تعكس صوره حقيقة العواقب المدمرة للفيروس في المجتمعات.
كذلك روت الكاتبة صوفي كوزينز التي استفادت من دعم الصندوق والتي غطّت آثار "كوفيد 19" على مجتمعات السكان الأصليين في أستراليا، تجربتها قائلةً: "بعد التجربة التي واجهها السكان الأصليون خلال انتشار وباء إنفلونزا الخنازير عام 2009، وتوفي أعداد كبيرة منهم، أردت توثيق التجربة الجديد مع كورونا". وقالت: "في البداية كان هناك الكثير من التحديات حول تنظيم التنقل داخل أستراليا، حيث أغلقت معظم الولايات والأقاليم حدودها وتعيّن عليّ أن أختار مجتمعًا آخر من السكان الأصليين لأركز عملي عليه، بدلاً من زيارة المجتمع الذي خططت له والذي يتطلب عبور حدود الدولة".
وقد تمّ نشر عمل الصحفية في مجلة London Review of Books وفورين بوليسي وSBSNews. وأضافت كوزينز: "أردت التأكد من أن تقاريري لا تركز فقط على كورونا فحسب ولكنني طرحت أسئلة أشمل مثل: لماذا يكون السكان الأصليون الأستراليون عرضة للإصابة بهذا الفيروس؟".
قررت "ناشيونال جيوغرافيك" إبقاء التقديم إلى صندوقها لدعم الصحفيين مفتوحًا حتى الخريف.
ديفيد ماس هو مدير شبكة الصحفيين الدوليين
الصورة الرئيسية لصهريج مياه في فيلا ماريا ديل تريونفو، وهي منطقة جنوب ليما، البيرو، حيث يعيش عدد كبير من الناس من دون الحصول على مياه الشرب، وهو الوضع الذي تفاقم بسبب تفشي "كوفيد 19". الصورة بعدسة موزوك نولتي