صحفية مصرية تروي تجربتها المهنيّة.. هكذا استفادت من شبكة الصحفيين الدوليين

بواسطة Taylor Mulcahey
Oct 30, 2018 في صحفي هذا الشهر

صحفية هذا الشهر: نهال الشريف

لقد اضطلعت الصحفية المصرية نهال الشريف بكل دور تقريبًا في الصحافة، فهي تعمل من خلال مختلف جوانب إنتاج الأخبار، بدءًا من الترجمة إلى إجراء تقارير على أرض الواقع خلال انتفاضات "الربيع العربي".

وقالت: "كانت الصحافة المطبوعة في البداية، ثم وكالة أنباء، وأحيانًا التقطت صورًا خلال العمل على تقرير بارز. خلال دراستي، تعلمت أيضا الصوت والبث، لذلك أستطيع أن أقول أنني رأيت كل شيء".

بعد تخرجها من جامعة القاهرة، عملت كمترجمة في الجريدة المصرية. أدركت أنها تريد أن تكون أكثر انخراطًا في إنتاج الأخبار، وليس ترجمتها فقط.

وانضمّت الشريف أخيرًا إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في القاهرة كمراسلة في الشرق الأوسط. عندما بدأت الانتفاضات العربية في عام 2011، انضمت الشريف إلى زملائها وبدأت بإعداد تقارير عن الاحتجاجات وإجراء مقابلات مع الأشخاص في الشوارع.

واليوم، تواصل نهال الشريف التركيز على العلاقات الدولية وسياسة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب الأهلية التي تشهدها ليبيا. وقالت إنها تتمتع بتغطية القصص المتعلقة بقضايا المرأة عندما تتاح لها الفرصة للخروج من التغطية السياسية والاقتصادية.

وتتابع الشريف شبكة الصحفيين الدوليين منذ فترة طويلة، وقد وجدت في الموقع دورة في عام 2012 بعنوان "العدل الدولي الداخلي"، كانت عقدت في لاهاي. في عام 2017، حصلت على جائزة لورينزو ناتالي ​​لـ"الأعمال التي بنيت من لا شيء"، والتي غطّت ممارسات الادخار التي تستخدمها بعض النساء المصريات - وهي فرصة أخرى اكتشفتها على موقع الشبكة.

 

والجدير ذكره أنّ الشريف حاصلة على ماجستير في الإعلام والعولمة، ولا تزال تعمل مع الوكالة الألمانيّة، وسوف تنتقل الى عمان، الأردن خلال الأشهر القادمة.

وقد تحدثت الشريف لشبكة الصحفيين الدوليين عن عملها، وأوضحت ما أبرز التحديات الصحفية، وقدّمت نصائح للصحفيين الشباب.

سؤال الشبكة: حدّثينا عن "الأعمال التي بنيت من لا شيء"

الشريف: أستمتع حقًا بالعمل على أمور تتعلق بالنساء بشكل عام، التمكين الاقتصادي أو التمكين الاجتماعي. هناك الكثير من الإحباط في مصر لأن الكثير من الناس أرادوا أن يروا شيئا مختلفا وأنه إما لا يحدث لهم أو يحدث ببطء. هذا المشروع هو حول هذه المجموعات من النساء، وهو نوع من المدخرات التقليدية جدًا - ولكن بعد ذلك بمساعدة المنظمات غير الحكومية، فإنها توفر القروض للنساء لمباشرة أعمالهنّ. بالنسبة لي، كان هذا مثيرا للاهتمام حقا لأنه لم يكن مجرد علاقات عامة عادية. التقيت النساء، وكنّ سعيدات جدًا ومتحمسات، وقد غيّرن حياتهن على نطاق صغير جدًا.

ما الأمر الذي كان واحدًا من أكثر الأجزاء صعوبة وتحديًا في حياتك المهنية؟

كما قلت، أنا مهتمّة حقًا بالأمور التي تتعلق بالمبادرات النسائية والمرأة. في مصر، التحرش الجنسي هو قضية كبيرة حقًا. لقد غطيتها من وجهات نظر مختلفة على مر السنوات، وحتى أنني كتبت قصة في الأردن تتعلق أيضا بالعنف الجنسي أو العنف الجنساني. واحدة من التحديات بالنسبة هي محاولة أن أكون موضوعيّة، أو أن أتخذ مسافة عن القصة لأنني أشعر بأنّها حقًا بحاجة إلى أن تُحكى. في بعض الأحيان أكتب المواضيع، ثم اتركها لبضع ساعات أو أيام، ثم أعود إليها وأحاول التأكد من أنني لست جزءًا منها بطريقة أو بأخرى.

عندما كنت تغطين العنف خلال الانتفاضات أو الانتخابات الليبية وجدت نفسك في بعض الحالات غير الآمنة، ماذا تعلمتِ من خلال تلك التجارب؟

تعلمت أنّه أولاً، أنا بحاجة للتأكد من أن أعرف محيطي بشكل جيد. ربما كنت محظوظة، لأنه في البداية بمصر، عندما ذهبت إلى الاحتجاجات أو ميدان التحرير أو المستشفيات، كان عن طريق الصدفة أنّ هناك مراسلة أكثر خبرة من الشركة معي. رأيت ردّة فعلها، كيف أنها كانت تراقب محيطها وكيف تتخذ فجأة قرارًا: "حسنًا يجب أن نغادر الآن، التقينا الناس، لدينا ما يكفي من الحديث". إذا كنت تعتقد أن لديك قصة جيدة، فمن الأفضل أن تترك بدلا من مجرد وضع نفسك في خطر.

كما يجب أن يبقى الصحفي على بينة ممّا يحدث في محيطه، ومن الناس كذلك. في هذه المنطقة، كانت الأمور مضطربة على مدى السنوات الماضية، والناس قد سقطوا مع وسائل الإعلام عدة مرات. في بعض الأحيان يعتقدون أننا جميعا جواسيس فقط ويجب ألا نكون هناك. من الجيد أن تكون على دراية بكيفية نظرة الناس إليك، وكيفية الرد عليك، وإذا كان شخص ما يتحرك بطريقة غريبة أو أن أحدهم يحجب الباب. أعتقد أنني تعلمت فقط هذه الأمور من أن تكون حول الزملاء والتأكد من أنني لا أضع نفسي في خطر.

ما هي النصيحة التي تقدميها للصحفيين الشباب؟

النصيحة للصحفيين هي أن يتقدّموا إلى أي فرصة يجدونها ويعتقدون أنها تناسبهم. في بعض الأحيان قد يحبط الصحفي، عندما يجد البريد الخاص به مليء برسائل رفض المشاركات، ولكن عندما يجري قبوله في ورشة عمل واحدة يمكن أن يحدث فرق كبير. لقد تلقيت مرتين "نأسف لإبلاغكم" بالبريد الإلكتروني، ولكن بعد بضعة أسابيع، قبلت لحضور دورات لأنّ صحفيين آخرين قالوا انهم لا يستطيعون تحقيق ذلك. كانت مسابقة لورنزو ناتالي لعام 2017 هي السنة الثالثة التي تقدمت بها.

الصورة الرئيسية لنهال الشريف