سبع إستراتيجيات فعّالة للصحفيين المستقلين لكي يتغلبوا على القلق

بواسطة Beryn Orera
Sep 25, 2024 في أساسيات الصحافة
الصورة لرجل يضع رأسه على المكتب أمام جهاز اللاب الخاص به.

إنّ البحث المستمر عن العملاء، والشعور بالوحدة وعدم الاستقرار، وتلاشي الحدود بين العمل والحياة الشخصية، يُؤدي إلى زيادة شعور الصحفيين المستقلين بالقلق.      
وهذه الظروف قد تُثبط عزيمة الصحفيين المستقلين، وتؤثر على جودة عملهم، ولكن لحسن الحظ، توجد طرق فعّالة للتخفيف من آثارها.    
وإليكم سبع نصائح للصحفيين المستقلين لإدارة قلقهم، وتحقيق التوازن المطلوب بين العمل والحياة الشخصية. 

إستراتيجية مواجهة المخاوف

قد يكون العمل الصحفي المستقل بمثابة رحلة مليئة بالصعود والهبوط، فقد ينتهي عقدك مع شركة إعلامية، أو يتم رفض مقترح القصة التي قدمتها، وقد ينتابك القلق أيضًا بشأن إمكانية قبول مقترحاتك المقبلة، وعندما تشعر بالإحباط، قد تتساءل عما إذا كانت الصحافة المستقلة هي المسار الصحيح بالنسبة لك أم لا.

ومن الضروري مواجهة هذه المخاوف بشكل مباشر للتعامل مع المنحدرات التي قد تعترض مسيرتك في العمل الحر.

من جانبه، قال الدكتور ميتشل شير، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة هوفسترا: "كلما تجنبنا [مخاوفنا]، نبدأ في الاعتقاد بأننا لا نستطيع القيام بذلك، وبالتالي ينبغي عليك الاستمرار في إرسال عملك، وإذا لم ينجح في مكان ما، فحاول إرساله إلى مكان آخر".

وأضاف شير قائلاً: "انظر إلى الرفض باعتباره فرصة للتطور المهني، وليس دليلاً على فشلك، ويُمكنك طلب التعليقات من المحررين حول أي موضوع صحفي ترسله، فقد تحتاج إلى إعادة ضبطه قبل إرساله إلى جهة نشر أخرى".

إستراتيجية تحديد الأهداف

إنّ الضغوط المالية المصاحبة للعمل الحر قد تجعلك تشعر بالابتعاد عن عملك، على الرغم من  أنك قد تحب ما تفعله، إلا أن تحقيق دخل ثابت وكافٍ لتغطية نفقات معيشتك قد يكون صعبًا، لذلك فإنّ وضع أهداف مالية ذكية - محددة وقابلة للقياس، وسهلة التحقيق، وواقعية، ومرتبطة بإطار زمني - يمكن أن يساعدك في التخفيف من شعورك بالقلق وإدارة متاعبك.

في البداية، قم بتحديد نفقاتك الشهرية، ثم اعمل بشكل عكسي لحساب الدخل الذي تحتاج إلى تحقيقه لكل ساعة، أو شهريًا لتغطية فواتيرك. وخلال الأوقات الأكثر ازدحامًا؛ فكر في قبول مهام إضافية لتعويض الفترات التي تكون فيها أعباء العمل قليلة. وعند إعداد خطتك المالية، يجب تخصيص الوقت الكافي للبحث عن مهام جديدة.

ولاشك أنّ وجود عدة عملاء منتظمين في مجالات محددة مثل، الصحة وعلم الفلك، يُمكن أن يوفر لك الاستقرار الوظيفي؛ فإذا لم يعرض عليك أحد العملاء عملاً، فقد يكون لدى عميل آخر فرصة مناسبة لك. وللحصول على دخل إضافي، يمكنك التفكير في تولي أعمال خارج المجال الصحفي، أو مرتبطة بالصحافة، مثل إدارة وسائل التواصل الاجتماعي والمساعدة الإدارية الافتراضية في الجلسات والتدريبات، وقد يساعدك ذلك في تدعيم مكانتك في سوق العمل، ويمنحك أيضًا الفرصة للتفاوض على أجور أفضل، بدون الشعور بالضغط لقبول أعمال بأجور منخفضة.

إستراتيجية التركيز على الحاضر

وعندما يسيطر عليك القلق، قد تطغى عليك الأفكار السلبية، ولذلك فإن ممارسة التأمل أو اليقظة الذهنية في الأنشطة اليومية، مثل تمارين التنفس، أو تناول الطعام، قد تساعدك في التركيز على اللحظة الحالية، وتذكرك بأن بعض الأمور في الحياة تقع خارج نطاق سيطرتك.

واستطرد شير قائلاً: "اعتبر أفكارك والمشاعر المرتبطة بها كأمواج على الشاطئ: تأتي وتهبط ثم تنسحب بهدوء مرة أخرى"، مُضيفًا: "أحيانًا نشعر بالغضب من حدوث شيء ما، مثل "رفض مقال لي"، ولكنك قد تتعامل مع الأمر ببساطة وتدعه يمر وتنسى ما حدث، فهذا غير مقبول، لأنه قد يوافق شخص آخر على نشر موضوعك".

إستراتيجية الكتابة

هناك لحظات تشعر فيها بالعجز التام عن الكتابة، فالمرور بحالة الركود الإبداعي قد يكون مرهقًا للغاية، خاصة إذا كانت لديك مهمة كبيرة جاهدت كثيرًا للحصول عليها.

وينصح شير بأنه عند اقتراب الموعد نهائي لتسليم موضوعك، قد يكون من المفيد أن تبدأ في تدوين بعض الكلمات على شاشتك أو ورقتك، واجبر نفسك على البدء والاستمرار في إضافة المزيد من الكلمات، حتى لو كانت لبضع دقائق في كل مرة، فهذا الأسلوب يساعد العقل على توليد أفكار جديدة لقصتك.

كما أن كتابة المذكرات تُعد وسيلة فعّالة أيضًا، فهي لا تنظم الأفكار والمشاعر فحسب، بل تساهم أيضًا في تحفيز الإبداع، ولكن تذكر دائمًا أن تُبقي هذه المذاكرات خاصة بك.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة قراءة أعمالك السابقة يُمكن أن يكون محفزًا للإبداع، وهو ما أشار إليه شير، قائلاً: "لا ضرر من التأمل في نجاحاتك إذا عانيت من قفلة الكاتب، كما يمكنك العودة بين الحين والآخر لقراءة قصة كتبتها في الماضي".

إستراتيجية الانضمام إلى مجموعات دعم العمل الحر

قد يخلق لديك العمل الحر شعورًا بالعزلة، فقد يجد أصدقاؤك، وعائلتك صعوبة في فهم واستيعاب طبيعة مهنتك، ولا شك أن رؤية الآخرين يُحرزون تقدمًا في حياتهم المهنية قد يُثير لديك شكوكًا في إنجازاتك التي حققتها، ومع غياب المدير، والزملاء الذين يُقدمون لك التوجيه والمشورة، فقد تفقد الحافز للاستمرار في  العمل الحر.

في مثل هذه الحالات، يُصبح من الضروري أن تُحيط نفسك بمجموعة من الأقران يمكنك اللجوء إليهم، وعلى سبيل المثال، تُقدم جمعية الصحفيين المحترفين المستقلين فعاليات وبرامج مُصممة لدعم الصحفيين المستقلين. وعلى صعيد آخر، فقد أوضح شير: "عندما نعاني من قفلة الكتابة، أو نشعر بالإحباط بسبب رفض أعمالنا، أو نتعرض لضغوط مالية، فإنه من المفيد لنا، أن يكون لدينا زملاء نشاركهم مشاكلنا لأنهم يُدركون تمامًا ما نمر به".     

 إستراتيجية الروتين اليومي

إنّ اتباع روتين يومي في حياتك، حتى وإن كان بسيطًا، يُضفي نوعًا من التنظيم بما يساعدك على تقليل التوتر.
من جهتها، أوضحت الدكتورة تارا كوين سيريلو، أخصائية علم النفس الإرشادي في المملكة المتحدة: "احرص على تخصيص وقت منتظم للرعاية الذاتية، وحافظ على نظام نوم صحي، وتابع تغذيتك وترطيب جسمك، مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام"، مضيفةً: "ضع حدودًا بين العمل والحياة الأسرية، فإذا كانت لديك مواعيد نهائية لتسليم أعمالك، فتجنب العمل عليها في الوقت نفسه، وضع خطة واقعية وقابلة للتنفيذ لتحديد الأوقات التي ستعمل فيها على كل مهمة".

إستراتيجية الحصول على فترات الراحة

في عالم الصحافة السريع الخطى، تتزايد الضغوط للعمل لساعات طويلة، مما يجعل فترات الراحة أمرًا لا غنى عنه.

وقدّمت شير نصيحة أخرى للصحفيين المستقلين، قائلةً: "عندما تعمل على مشروع ما بشكل مكثف، فمن الأفضل أن تتركه ليوم واحد على الأقل، ووجه انتباهك إلى نشاط آخر أو افعل شيئًا ممتعًا، ثم عُد لقراءة مقالتك بتركيز وهدوء". 

وأشارت كوين سيريلو إلى أنّ: "محاولة إنجاز مهمة ما مرة واحدة لن يكون مُجديًا، وقد تشعر بالإرهاق"، مضيفةً: "ابتعد عن بيئات العمل العدائية سواء في المنظمات أو المؤسسات الإعلامية".

واختتمت حديثها مؤكدةً أنّ الشعور بالقلق يُعد أمرًا طبيعيًا، ولكن إذا شعرت بالإرهاق، فمن الأفضل استشارة طبيب أو مختص في الصحة النفسية للتعامل مع مخاوفك، والحصول على معلومات مفيدة، أو اتبع العلاج المناسبة لحالتك.

ومن خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، يُمكنك أن تحقق النجاح كصحفي مستقل.


الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على موقع Unsplash بواسطة فيتالي غارييف.