زملاء في مركز نايت يقدّمون النصائح للصحفيين في 2022

Dec 28, 2021 في الابتكارات الإعلامية
2022

واجه الصحفيون والصحفيات حول العالم عامًا مليئًا بالتحديات في تغطياتهم اليوميّة للأحداث التي جرت في الـ2021، وبينما واصل العالم مواجهته لجائحة كوفيد-19، بادر الصحفيون إلى تغطية متحورات الفيروس وتصحيح المعلومات الخاطئة حول اللقاحات. كما أبقوا القراء على اطلاع بالأزمات الأخرى، مثل تمرد السادس من يناير في الولايات المتحدة واستيلاء حركة "طالبان" على أفغانستان وغير ذلك من الأحداث. وحققوا كل ذلك وسط تصعيد متزايد للحملات القمعية ضد حرية الصحافة، من بيلاروسيا وميانمار إلى نيكاراغوا وهونغ كونغ ودول أخرى.

وعلى خلفية هذه التحديات، ابتكر العديد من الصحفيين طرقًا جديدة وفعّالة لتحسين تغطيتهم الصحفية وإشراك الجماهير.

في هذا الإطار، تحدثنا مع زملاء مركز نايت التابع للمركز الدولي للصحفيين (ICFJ) حول ما تعلموه هذا العام ونصائحهم لزملائهم الإعلاميين على مشارف عام 2022.

فابيولا توريس

أميركا اللاتينية

دعونا نبتكر طرقًا متعددة للاستماع إلى احتياجات المجموعات المختلفة في مجتمعاتنا والاهتمام بها. نحن ندرك أنّ مهمة تطوير الجمهور لدينا تتطلب العمل الجماعي، ولا يمكن أن تكون مشروعًا لشخص واحد فقط. وقد أنشأ فريقنا في موقع Salud Con Lupa مشروعات للاستماع إلى احتياجات المجموعات المختلفة في مجتمعنا والاهتمام بها:

  • "المرضى الآخرون"، وهي مجموعة من القصص التي أرسلها جمهورنا حول احتياجاتهم الصحية غير الملباة،
  • "في ذكرى"، وهي مساحة للحداد الافتراضي والجماعي لأسر ضحايا كوفيد-19،
  • "على الخطوط الأمامية"، وهي مجموعة من شهادات العاملين بالخطوط الأمامية لمكافحة كوفيد-19.

دعونا نغير أسلوب عملنا بالصحافة الصحية، إذ يجب أن تساعد تغطيتنا الصحفية الجمهور في فهم مشاكله وحلها. فعلى سبيل المثال، قد ينشر موقعنا تحقيقًا يكشف فساد مسؤولي الصحة العامة، بينما يسلط الضوء في الوقت ذاته على رواية مباشرة من شخص عانى من الخوف. وفي حين أنّ الموضوعات التي نغطيها قد تكون متنوعة، إلا أنها تتمحور حول أمرين محددين: فهي تبسط موضوعات الصحة والعلوم وتقدم محتوى يصل إلى الجمهور.

دعونا أيضًا نستثمر في الصحة النفسية لفريقنا، فالتوتر والقلق والاكتئاب واضطرابات النوم والأكل والإرهاق، يشكّلون جزءًا فقط مما يواجهه يوميًا العديد من الصحفيين الذين يغطون جائحة كوفيد-19، والتي وضعت الإعلاميين تحت ضغط غير مسبوق، حيث اختبرت ظروفهم النفسية والاجتماعية وقدرات المحررين والمديرين على تحديد هؤلاء العاملين ودعمهم.

إقرأوا أيضًا: الفائزان بجائزة نوبل للسلام يؤكدان على دور الصحافة في مكافحة الاستبداد

هانا أجاكاي

نيجيريا

بينما يواجه العالم جائحة كوفيد-19 والاستبداد المتزايد، تُعد الحاجة إلى معلومات موثوقة من أهم القضايا التي يجب على الإعلام الاعتراف بها في عام 2022. لذا أنصح مدققي الحقائق والمدراء الإعلاميين بتجربة صيغ جديدة لإيصال المعلومات الموثقة إلى الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي. فتجربة الصيغ الحديثة، مثل المحتوى الصوتي من أجل التدقيق بالحقائق ونشر الوعي الإعلامي، تُعتبر وسيلة مثالية للوصول إلى جمهور عريض. ولمكافحة المعلومات المضللة في المستقبل، هناك حاجة إلى مراعاة الفروق المحلية والأنماط الفريدة لتلقي الأخبار في كل سياق ثقافي، وإلى إعطاء الأولوية للحلول غير التكنولوجية من أجل الوصول إلى الجماهير المحرومة من مثل هذه الخدمات.

ومع التحضير للانتخابات في دول مثل البرازيل ونيجيريا وكينيا والفلبين، يُعد تطوير مهارات الصحفيين للتحقيق في المنصات الرقمية أمرًا هامًا للغاية في عام 2022. فمن المرجح أن تظهر حالات للدعاية الحاسوبية وحملات التضليل الجنساني واسعة النطاق في بعض من هذه الانتخابات. كما يُعد الإلمام بالمعلومات المستندة إلى المصادر المفتوحة أمرًا بالغ الأهمية للصحفيين الذين يرغبون في كشف المعلومات المضللة حول الانتخابات في هذه الدول.

سيرجيو سباجنولو

البرازيل

تحتاج الصحافة إلى الابتكار في أسرع وقت ممكن. فبينما تتوجه شركات التواصل الاجتماعي نحو منتجات وصيغ جديدة للهيمنة على عالم المحتوى، تواصل الصحافة مواجهة التحديات، حيث تصمم على استخدام الوصفات القديمة: قوالب النصوص ومعارض الصور والإصدارات المطبوعة.

تعمل هذه الطرق بشكل جيد، وهي فعالة في تقديم المعلومات المعقدة للجماهير ذات المشاركة العالية. لكننا لم نجد بعد طريقة أفضل لإيصال الأخبار إلى الجماهير الأصغر سنًا، ولم نجد نهجًا أفضل لتقديم المنتجات الرقمية.

من واقع خبرتي، إليكم بعض المجالات التي قد تجعل الصحافة مواكبة لمنافسيها التكنولوجيين:

  • لطالما كان تطوير التطبيقات محركًا رئيسيًا لغرف الأخبار الكبرى حول العالم، إذ يمنح المزيد من الحرية للمؤسسات لتحقيق الدخل من محتواها وتجربة الأمور الجديدة. وفي نفس الوقت، تجلب التطبيقات التكنولوجيا إلى عالم الصحافة – ليس كمكمل لها، وإنما كصحافة بحد ذاتها.
  • لتنظيم الأخبار قيمة كبيرة، ولكن لا يمكن القيام بذلك آليًا بشكل كامل. لذا يجب أن يلعب الصحفيون دورًا أساسيًا للحصول على أعلى جودة في تجميع التقارير الإعلامية.
  • حاولوا الوصول إلى جمهوركم أينما كان، وجذبه إلى موقعكم الإلكتروني كلما أمكن ذلك. وعلى الرغم من أن عدد المشاهدات والزوار المنفردين تُعتبر مقاييس مهمة، إلا أن إحداث الحركة والتأثير أهم كثيرًا.

روان جيوسي

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تواجه حرية الإعلام واستقلاليته تهديدات متزايدة وتحديات غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم. ومع التغييرات المتعددة التي ظهرت سريعًا في مجتمعاتنا – على الأقل في العامين الماضيين – يمكنني القول إن دورنا كصحفيين هو أن نواكب التغييرات ونبذل قصارى جهدنا لنضمن أنها في صالحنا وليست ضدنا.

نصيحتي للصحفيين في عام 2022 هي أن يبدأوا في الابتكار في أسرع وقت ممكن. بالنسبة لي، لم يكن إطلاق حاضنة إعلامية جديدة أثناء تفشي الجائحة قرارًا سهلًا، ومع ذلك، كان دافعي هو حماية المهنة في المنطقة من خلال إنشاء منظومة إعلامية تدعم الصحفيات الشابات لإيجاد طرق وحلول جديدة لتأسيس شركاتهن الإعلامية الناشئة. وقد تعلمت كثيرًا هذا العام، وأدركت الحاجة المُلحة لإجراء المزيد من الأبحاث حول الصحافة في العالم العربي إذا أردنا إنقاذ المؤسسات الإعلامية الحالية ودعم الجديدة منها.

أنا أؤمن بأننا في حاجة إلى حلول جديدة في هذا العالم الذي أصبح افتراضيًا، مع وجود تحديات حالية وجديدة تواجه الصحافة، بالإضافة إلى عدم المساواة بين الجنسين والبطالة بين الصحفيين الشباب.

لم يعُد المستقبل بعيدًا، لذا لم يعُد الابتكار والرقمنة رفاهية.

إقرأوا أيضًا: زملاء في مركز نايت يقدّمون النصائح والإرشادات للعمل الصحفي في 2021


الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على انسبلاش بواسطة رينا فيلاتوفا.