في حين يبذل العديد من غرف الأخبار والصحفيين خطوات كبيرة في تبني أحدث التقنيات، إلا أن الكثير يتخلف عن ذلك، وفق ما وجدت دراسة جديدة أجراها المركز الدولي للصحفيين.
فقد كشفت دراسة "حالة التكنولوجيا في غرف الأخبار العالمية"، التي حصلت على أكثر من 2700 رد من الصحفيين ومديري غرف الأخبار العاملين في 130 بلدا، أن هذا الاتجاه يتسق إلى حد كبير عبر المناطق، على الرغم من أن أوراسيا / الاتحاد السوفييتي السابق أكثر عرضة لاحتضان الأخبار الرقمية وجنوب آسيا لا تزال تهيمن عليها وسائل الإعلام التقليدية.
سواء كانت فجوات تكنولوجيا أو قضايا الأمن والتحقق أو عامل الثقة أو الاستدامة المالية، فإن البيانات تظهر أن غرف الأخبار لا تحتضن تماما ثورة التكنولوجيا. 5 في المئة فقط من موظفي غرفة الأخبار، على سبيل المثال، لديهم شهادات تتعلق بالتكنولوجيا و 18 في المئة فقط من أدوار غرفة الأخبار ذات طابع رقمي.
من الواضح أن الصحفيين العالميين لديهم مجال للتطور فيما يتعلق باعتمادهم على التكنولوجيا. فما الذي يمكن فعله؟
إليكم بعض الحلول المحتملة
بناء الثقة والتحقق
تعتمد غرف الأخبار بشكل كبير على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون للصور والأحداث الطارئة، ولكن 11٪ فقط من المشاركين في الاستطلاع أفادوا باستخدام أدوات التحقق على وسائل التواصل الإجتماعي مثل "تين آي" و "داتا مينر". هذا على الرغم من أن معظم الصحفيين - 71 في المئة - استخدم وسائل الاعلام الاجتماعية للعثور على أفكار لقصص جديدة ومحتوى آخر لعملهم.
عندما لا يتم التحقق من الأخبار، يفقد الجمهور الثقة. بصرف النظر عن أن ثقة الجمهور في وسائل الإعلام كانت دائما منخفضة في جميع أنحاء العالم، إلا أن 21 في المئة فقط من المشاركين في أوراسيا والدول السوفياتية السابقة - و 29 في المئة من غرف الأخبار في أميركا الشمالية - حددوا بناء الثقة باعتباره مصدر قلق كبير. وهناك مناطق أخرى في العالم، لا سيما أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، أكثر قلقا بكثير.
عملت جوي ماير على نطاق واسع في مسألة إعادة بناء ثقة الجمهور في الأخبار. في وقت سابق من هذا العام، قادت فريقا من طلاب الصحافة في دراسة "الثقة بالأخبار"، التي سعت إلى بناء استراتيجيات ناجحة لبناء الثقة في غرف الأخبار على فايسبوك. كما أنها مساهم في "حشد"، وهو مركز جديد على الانترنت حيث يمكن للصحفيين التواصل وتبادل استراتيجيات المشاركة المفضلة مع بعضهم البعض. يمكنك التقدم بطلب دعوة إلى "حشد" هنا.
نماذج الأعمال
منذ قرابة العقدين من الزمن وبعدما عطل الإنترنت نموذج الأعمال الصحفية لأول مرة، لا يزال العديد من غرف الأخبار يكافح من أجل تطوير مصدر دخل مستدام لا يغرق القراء بالإعلانات أو يردعهم بصفحة الدفع.
فقط غرف الأخبار الرقمية تجد سهولة في التأقلم مع تحديات تمويل الأخبار عبر الإنترنت.
ووفق ما أشارت دراسة استقصائية فإنهم أكثر قدرة بمرتين من غرف الأخبار التقليدية أو الهجينة (التي تجمع الأشكال القديمة والرقمية) على تحقيق عائدات مالية من مصادر بديلة.
قالت جانين وارنر وهي زميلة مركز نايت التي تعمل مع رواد أعمال الإعلام في أميركا اللاتينية والشركات الناشئة من خلال سيمبريمديا، إن الإعلام الرقمي يواصل الازدهار على الرغم من الأزمات الاقتصادية في المنطقة. وتعرف وكالات الأنباء هناك أن تنوع الإيرادات ودعم القارئ هما مفتاح الاستقلالية التحريرية والنجاح المالي.
وقالت إنها تعقتد أن وكالات الأنباء الرقمية ستبدأ اعتماد نموذج الراديو الوطني العام بطلب التبرعات الشهرية من القرّاء، بدلا من حملات التمويل الجماعي السنوية.
وتقول وارنر إن "هذا النموذج يعطي الشركات الناشئة مصدرا أكثر ثباتا للدخل"، هذا هو النموذج الذي يحاكي مصداقيتها لأقصى حد. إذا كنت تقدم محتوى أصليا وذي جودة ويحدث فرقا في حياة الناس، فسوف يدفعون مقابل الحصول عليه.
أدوار غرف الأخبار
وعلى الرغم من بعض المكاسب التي حققها الصحفيون من استخدام الأدوات والتكنولوجيات الرقمية، وجد مسح أجراه المركز الدولي للصحفيين أن 5 في المئة فقط من موظفي غرفة الأخبار في جميع أنحاء العالم يحملون شهادة لها صلة بالتكنولوجيا، وأن 2 في المئة فقط من غرف الأخبار يستخدمون في الواقع اشخاصا تكنولوجيين.
من الصعب على غرف الأخبار أن تبتكر بطريقة مجدية من دون فرق التكنولوجيا الفنية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد وجد المسح أن مديري غرف الأخبار لديهم مهارات رقمية أكثر من الصحفيين الذي يشرفون عليهم. ووفق زميل نايت عمر محمد، فإن الصحفيين يجدون صعوبة في إقناع مدرائهم بالإستثمار بتدريبات رقمية عندما تكون الموارد شحيحة للقيام بذلك. وشارك محمد رؤى وحلولا مقدمة لصحفيين الذين يواجهون هذا التحدي.
خلاصة
على الرغم من هذه النتائج، هناك أمل للصحافة في العصر الرقمي - إذا كنت تعرف أين تنظر.
في سبعة من ثماني مناطق التي شملتها الدراسة، تجاوزت غرف الأخبار الرقمية والهجينة وسائل الإعلام التقليدية. يمكن للشركات الناشئة التي يحركها الابتكار أن تصبح المعيار الجديد بحيث أن وسائل الإعلام التقليدية بدأت تتلاشى.
وهناك قواسم مشتركة بين المناطق الثماني التي شملتها الدراسة الاستقصائية وهي العمليات والأدوات والمهارات والتدريب عندما تتأقلم مع العصر الرقمي - وهي النتيجة التي تفتح إمكانيات لأنواع جديدة من التعاون والشراكة عبر الحدود.
للمزيد من الدراسة إضغط هنا. يمكن قراءة الدراسة والتقرير كاملا هنا.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الابداعي على فليكر بواسطة اليسون هرت.