بناء أدوات عظيمة للبيانات لا يكفي!

بواسطة Raymond Joseph
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

"إذا قمت ببنائه، فسوف يأتون"، هذه هي الجملة الكلاسيكية التي قالتها الشخصية التي أدى دورها كيفن كوستنر في الفيلم الناجح الذي عرض في عام 1989 "Field of Dreams - حقل الأحلام". يحكي الفيلم قصة مزارع في ولاية ايوا يسمع أصواتاً تأمره بحرث حقول الذرة التي يملكها وبناء ملعب بيسبول في وسط "اللّامكان".

يعتقد المزارع أنه إذا فعل ذلك، فسيقوم فريق شيكاجو وايت سوكس بالقدوم إلى ساحته للّعب. لذلك يحرث الحقل، ويأتي الفريق! 

ولكن للأسف فالخيال الدرامي الهوليودي ذو النتائج المثالية بعيد تماماً عن عالم التكنولوجيا الحقيقي، حيث لا تتابع للأحداث والأشياء بنفس دقة السيناريو الذي عادةً ما ينتهي بنهاية سعيدة. بالعادة تُبنى أدوات البيانات البسيطة الاستخدام للصحفيين، وبعد إثارة الضجة حولها إثر إطلاقها، ينتهي بها الأمر بالكاد تُستخدم من قبل المستخدمين الذين تستهدفهم بالأساس.

وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الصحفية دوراً كبيراً في المساعدة في نشر المعلومات، ولكن مع ظهور أدوات جديدة باستمرار، يضيع بعض منها في الزحام رغم أنها تكون جيدة حقاً؛ يعود ذلك إلى التفكير المحدود أو المعدوم في التسويق من جهة وتدريب المستخدمين المحتملين من جهة ثانية.

مثال على تعاقب هذا التأثير هو "سيفازانا"، الذي بناه الزميل السابق في زمالة نايت فريدريك ليندنبيرج. ويربط سيفازانا بين السياسيين ومصالحهم المالية والتجارية. في البداية لم تلق هذه الأداة ما تستحقه من إهتمام، ولكن منذ تم تضمينها في ورش عمل حول صحافة البيانات، فقد أصبحت أداة يبحث عنها الصحفيون السياسيون والباحثون في جنوب أفريقيا.

هذه المسألة أساسية في العمل مع مشروع صناعة الرموز من أجل جنوب أفريقيا (Code4SA) حيث أتواجد هناك كزميل في زمالة نايت للصحافة وذلك كجزء من مبادرة المركز الدولي للصحفيين تحت عنوان صناعة الرموز من أجل أفريقيا التي تستخدم صحافة البيانات وأدوات المشاركة المدنية لتمكين الأفارقة وتحسين حياتهم.

تتعاون المنظمة بنشاط مع المستخدمين المحتملين لهذه الأدوات الصحافية لتعريفهم بالأدوات التي طورتها Code4SA، مثل وازي ماب، وأوبن بي لوز، وبيبولز آسمبلي، وبيل تراكر.   

وفي الوقت نفسه، تنتهج Code4SA استراتيجية "تمسّك بهم وهم في شبابهم"، حيث تعمل مع كليات الصحافة وتوفر أدوات مجانية وتدريب على صحافة البيانات لطلابهم. وقد أدى ذلك إلى علاقات مع أقسام الصحافة في الجامعات، والتي ستؤدي في كثير من الحالات إلى إدماج هذه الأدوات في المناهج الدراسية.

وعلى صعيد آخر، يعمل المسؤول التقني الأساسي في Code4SA جريج كيمبي مع جمعية معلمي جغرافيا في جنوب أفريقيا لإدخال وازي ماب كأداة مساعدة عملية في الفصول الدراسية. ويجعل وازي ماب البيانات الخاصة بالانتخابات والتعداد متاحة بسهولة للمستخدمين الذين لا يملكون مهارات تقنية، وقد تم تطويره بحيث تتم إضافة البيانات التي تستند مباشرةً على ردود المستخدمين. ويعمل كيمبي بشكل وثيق مع المعلمين لخلق خطط للدروس التي تمكن الطلبة من استخدام الأداة للتمارين العملية والمشاريع.

ويقول كيمبي أن الأدوات التي طورتها Code4SA مصممة ليكون لها تأثير. "هذا يعني معرفة من الذين تستهدفهم وأن توصل لهم ما هي الفرص والإحتمالات. وهذا يعني أيضاً التنبه إلى فرص إدخال هذه الأدوات في المجتمعات التي لم تفكر بها من قبل. ويتضمن دمج رد فعل المستخدم كجزء من عملية التطوير نفسها، وليس كشيء يحدث في النهاية عندما يكون المشروع قد انتهى، واستُخدمت الميزانية."

تحقيق ذلك يعني وضع ميزانية لتجهيز أشرطة فيديو تعليمية، والتدوين واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع التفاعلية لعرض ما تفعله الأدوات، كما يقول كيمبي.

"إذا كان الناس لا يعرفون عن الأدوات التي تقوم بتطويرها وإذا كنت لا تقول لهم لماذا يجب أن يهتموا، وما هي المشاكل التي سوف تحلها لهم، وكيف يمكن أن تجعل حياتهم أسهل، إذن فمهما كانت التقنية جيدة، لن يحدث شيء."

تحمل الصورة الرئيسية رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة، آندرو كار.