السرد القصصي.. وإرشادات لرسامي الكاريكاتور

بواسطة Janat Batra
Jul 19, 2021 في موضوعات متخصصة
رسم

كانت جائحة "كوفيد 19" مرهقة بالنسبة للصحفيين حول العالم، والذين كانوا يعدّون الرسوم البيانيّة والإحصاءات والتقارير حول الإصابات بالفيروس. وفيما سعى بعض الصحفيين إلى إنتاج موادّ صحفية تتضمّن معلومات يحتاجها الناس وأخرى تشكّل مصدر راحة لهم، حاول آخرون اللجوء إلى الفكاهة في زمن الوباء، من خلال الرسوم الكاريكاتورية.

 وللحديث عن دور الرسوم الكاريكاتوريّة في العمل الصحفي وإيصال المعلومة، جمعت ندوة نظّمها منتدى الإبلاغ عن الأزمة الصحية العالمية التابع للمركز الدولي للصحفيين، مدير المجتمع في المنتدى بول أديبوجو، ورسام الكاريكاتور الحائز على جوائز في نيجيريا والمسؤول عن الرسوم في "يوم العملمايك أسوكو لمناقشة دور الرسوم الكاريكاتورية في سرد القصص وإعداد التقارير حول الوباء.

ويُعرف أسوكو برسومه المرحة، وغالبًا ما يقارب بعمله القضايا الإجتماعية والسياسية والأخبار المتعلّقة بالحكومة النيجيرية.

 

وخلال الجلسة، قال أسوكو: "تشكّل الرسوم الكاريكاتورية مصدرًا مهمًّا  للمعلومات، فالإنسان كثيرًا ما ينسى أمورًا تحدث حوله، ولكن بمجرد رسمها بشكل كاريكاتوري، فإنها تترسّخ في الذاكرة بسبب الصور المختارة والعناصر المستخدمة". وأوضح أنّ الرسوم الكاريكاتورية يُمكن أن تكون تفسيرية وتحليلية ومسلية بحسب الموضوع الذي يتمّ تصويره.

وقدّم أسوكو بعض النصائح التي يُمكن أن يتبعها رسامو الكاريكاتور والراغبون بخوض هذا المجال:

 تحضير العملية الإبداعية

أولًا، اختيار الموضوع

قبل المباشرة في إنشاء صورة الكاريكاتورية، لا بدّ من اختيار الموضوع وتحديد الهدف ممّا ستكون عليه الصورة بعد تنفيذها. وقال أسوكو: "أوّل ما أطرحه على نفسي قبل البدء بالعمل هو ما الذي سأتحدث عنه اليوم؟، ما هي القضايا التي تؤثر عليّ أو تلك المرتبطة بالجمهور".

ثانيًا، تحديد الرؤية

في المرحلة التالية لاختيار الموضوع، على الرسام أن يحدّد وجهة نظره ورؤيته للرسم، وأن يسأل نفسه كيف يشعر الناس حاليًا تجاه موضوعه وما هي أهميته المستقبلية، لا سيما وأنّ ليس هناك ما يضمن أنّ الجمهور سيفسّر الرسوم بالطريقة نفسها التي قصدها الرسام.

ثالثًا، احمل القلم

بعد تحديد الموضوع والرؤية والهدف، يتعيّن على الرسام التفكير بالصورة المادية واستكشاف طريقة الرسم وكيفية إعدادها.

إقرأوا أيضًا: كيف يمكن للصحفيين إيجاد أفكار لإعداد تقارير جديدة؟

كيفية تأطير الرسوم 

بغض النظر عمّا إذا كانت الفكرة عصرية أو قضية معروفة، على الرسام أن يقوم بأبحاثه الخاصة ويكتشف "ماذا" و"كيف" وراء مصدر المعلومات، وبعدها يقوم بتأطير الرسم وفقًا لرسالته.

والجدير ذكره أنّ الرسامين يتحملون مسؤولية نقل المعلومات إلى الجمهور من خلال صورهم المرئية، ما يوجب عليهم تجنب نشر المعلومات المضللة والتحقق منها، وإيلاء أهمية للسياق.

 وهنا ينبّه أسوكو من أنّ "بعض الرسامين قد يرتكبون خطأ بسبب وجود معلومات خاطئة، والكثير من الأخبار الكاذبة والتي يبدو بعضها حقيقيًا"، ثمّ يوصي بضرورة الحذر من هذه المسألة.

الإنتباه للتحيّز

بمجرد اختيار الرسام الصحفي لموضوع معيّن، فهذا يعني أنّه اتخذ جانبًا من التحيّز، وبحسب أسوكو، يجب على الرسام أن يختار زاوية من القصة التي يريد أن يرسمها وأن يكون مرتاحًا لها، ويضيف: "لقد أجريت بحثك وتُدرك مدى تأثير هذه القصة على الجمهور، وعندما اخترت الزاوية تكون متحيزًا بطريقة ما".

إقرأوا أيضًا: 7 تطبيقات لتعديل الصور على الهاتف الذكي.. تعرّفوا إليها

ويجب أن تتوافق الصور التي ينشئها الرسام مع الرسالة التي يرغب بنقلها، فإذا كان الهدف من الرسم إيصال رسالة سلبية، على الرسام الإبتعاد عن الألوان المشرقة. ويمكن استخدام الرسوم كأدوات للدعوة، ويدرك الرسام  متى يستخدم هذه الأداة.

أدوات للرسم

وقال أسوكو إنّ العناصر الثلاثة الأساسية للرسام الناجح تكمن بالشغف والقدرة الفنية والمهارة. ويمكن رسم الصور باليد أو باستخدام جهاز لوحي. وعادةً ما تكون 30% مرسومة يدويًا و70% بطريقة رقميّة، وغالبًا ما يتمّ مسح الرسومات ضوئيًا ثمّ يتمّ تحميلها على جهاز كمبيوتر وتحريرها باستخدام برنامج.

تسمح أجهزة آيفون للمستخدمين بمسح الصور ضوئيًا من خلال تطبيق الملاحظات وتحويلها إلى إصدارات رقمية. تقدم برامج مثل Adobe Photoshop أو Adobe Illustrator أدوات لمعالجة الصور. ويحوّلIllustrator الرسوم إلى صور متجهة، وهو ما يُنشئ عادةً الخطوط النظيفة التي يفضلها أسوكو ، بينما يتعامل فوتوشوب مع الصور النقطية، ومع كل وحدة بكسيل على حدة.

وفي الختام، لا بدّ من الإشارة إلى أنّه لا توجد خلطة سحرية يجب أن يتبعها كل رسام، ويعتبر قلم الرصاص الطريقة الأسهل للاستخدام دائمًا هي قلم الرصاص، إضافةً إلى إنشاء خطوط واضحة تنقل رسالة الرسام كما يريد. 

جنات بترا هي متدربة في المركز الدولي للصحفيين وعضوة في فئة الوسائط الرقمية لصندوق داو جونز الإخباري لعام 2021.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة إيرين ستونغ