يقدّم هذا المقال أبرز ما ورد في الويبينار الثاني ضمن سلسلة ويبينارات Freelance Hacks. يمكن الإطلاع على ملخص الويبينار الأول الذي تمحور حول التوفيق بين العمل التجاري والصحافة عبر الضغط هنا.
برزت المخاوف المرتبطة بالسلامة والصحة في مقدمة الأمور التي شغلت الصحفيين خلال العام 2020، حيث أعدّ الصحفيون التقارير عن فيروس كورونا، فيما عمل المحررون في غرف الأخبار على تحليل المخاطر الصحية والأمنية التي قد يواجهها الصحفيون خلال تغطياتهم الصحفية. وبقي الصحفيون المستقلّون يتساءلون عن طرق حماية أنفسهم، معربين عن مخاوفهم بشأن السلامة وعن الدعم الذي يجب أن يتلقوه من المؤسسات الصحفية التي يعملون معها.
وخلال سلسلة ويبينارات Freelance Hacks التي ننظمها بالتعاون مع Hackpack، شارك المصور الصحفي المستقلّ كريستيان مونتيروسا، الصحفية المستقلة علياء بشير، ومديرة تحالف ACOS إليزابيت كانتنيز، وناقشوا أهمية تأمين السلامة للصحفيين المستقلين بظلّ تفشي كوفيد 19، كما قدّموا عددًا من النصائح حول التدريب على السلامة وبعض الموارد التي تساعد الصحفيين الذين يعملون بشكل مستقلّ.
إقرأوا أيضًا: بروتوكولات السلامة لحماية الصحفيين خلال تغطية "كوفيد19"
وفيما يلي أبرز النقاط التي وردت خلال الويبينار:
المخاوف المرتبطة بسلامة الصحفيين المستقلين وتطوّرها خلال كوفيد 19
مونتيروسا: شكّلت المعلومات الغامضة حول الجائحة وعدم معرفة مدى انتشارها في الأشهر السابقة مصدر قلق بالنسبة لي، وتحتّم عليّ أن أتبع خطّا جديدًا في العمل بظلّ تفشي كوفيد 19، مثل أخذ ملابس إضافية معي خلال التغطية، وتغيير الكمامة باستمرار واستخدام معقم اليدين.
لقد غطيت قضايا خطرة في السابق مثل حرائق الغابات والصراعات الأهلية، أمّا خلال تغطية القضايا المرتبطة بكورونا، فزاد الخطر من خلال تعريض سلامتي للخطر بشكل مباشر، وأصبحت تغطية الاحتجاجات مقلقة أكثر من القضايا الخطرة الأساسية.
بشير: في الماضي، كنت أهتمّ بسلامة الأشخاص في الأحداث التي أغطيها، مثل المواجهات العنيفة بين مدنيين وأي جهة من السلطة، أمّا العام 2020، فرافقني القلق بشأن سلامتي في مواجهة عدو غير مرئي، وهو ما كان بمثابة تحول كبير. فقد كان تجنب الفيروس في مقدّمة اهتماماتي، والتزمت بجميع إرشادات السلامة التي أوصى بها الخبراء.
كانتنيز: غيّرت جائحة كوفيد 19 طريقة العمل الصحفي، ففي السابق، كانت السلامة مرتبطة بالذين يغطون مناطق الصراع أو مناطق الحرب، وفي بداية تفشي الجائحة، كان الكثير من الصحفيين يعدّون التقارير حولها بالطريقة نفسها التي يقومون بها أثناء تغطية منطقة حرب، على الرغم من أن الصحفيين يواجهون مستويات متفاوتة من التهديد بحسب المكان الذي يقيمون فيه والقصص التي يغطونها.
إقرأوا المزيد: كيف أثّرت جائحة كوفيد19 على عمل الصحفيين المستقلين؟
توصيات للمحررين
كانتنيز: لقد أطلقنا في التحالف بروتوكولات السلامة لحماية الصحفيين خلال تغطية "كوفيد19"، التي تشجّع المحررين ومديري غرف الأخبار على الإلتزام بتدابير السلامة والأخذ بالإعتبار أهمية تأمين السلامة للصحفيين المستقلين، وتوضح البروتوكولات كيفية التخطيط لسلامة الصحفيين وتوضح أبرز معدات الحماية الشخصية.
نصائح للصحفيين المستقلين الذين قد يشعرون بالضغط المالي أو المهني لقبول مهمة ما
مونتيروسا: على الصحفيين المستقلين قبول كل مهمة صحفية بحسب كل حالة، أي عليهم تقييم البيئة التي يجب أن يذهبوا إليها للتغطية، معرفة إذا كان يوجد أي حالات طارئة، تأمين معدات السلامة والتفكير إذا كان هناك إمكانية للحصول على تأمين صحي.
بشير: على الصحفيين المستقلين أن يناقشوا المحررين ويعربوا لهم عن مخاوفهم، فهذه المحادثات تفي باللازم، ومن الضروري أن يتخذ الصحفيون جميع الاحتياطات والوقاية اللازمة.
لتنزيل المورد حول بروتوكولات السلامة الصحفية إضغط هنا
نصائح التدريب على السلامة
مونتيروسا: شاركت في دورات حول تغطية الاضطرابات المدنية والإسعافات الأولية التي نظمها تحالف ACOS عبر الإنترنت، علمًا أنّه من الصعب عدم تلقي تدريب عملي، لكنّ الدورات التدريبية لا تزال تزوّد الصحفيين الكثير من المعرفة المفيدة.
وشاركت أيضًا في تدريب أكاديمية حرائق الغابات لمدة ثلاثة أشهر للتعرف على كيفية تصرف الصحفيين خلال اندلاع حرائق الغابات وتقنيات الإخماد وإرشادات السلامة والإسعافات الأولية. أشجّع جميع الصحفيين المستقلين أن يجروا أبحاثًا ومعرفة أفضل الموارد لما يقومون بتغطيته والتعرّف إلى البيئات التي سيغطونها.
بشير: تلقيت تدريبًا على الإسعافات الأولية في بيئة معادية، عام 2016 وكان من تنظيم المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة. وساهم هذا التدريب بتزويدي بخبرة مباشرة في عملية التخطيط بدءًا من إعداد تقييمات المخاطر، والإسعافات الأولية في حالات الطوارئ، وصولاً إلى الأمن الشخصي والدفاع عن النفس وتأمين السلامة خلال السفر. وشاركت أيضًا في تدريب مماثل قدمه تحالف ACOS بالإشتراك مع صحيفة "نيويورك تايمز" ومركز بوليتزر في عام 2017، مما ساعدني في أن أكون على استعداد لمواجهة المواقف الخطرة، ودفعتني التدريبات لأكون واثقة بأعمالي وتغطياتي.
كانتنيز: من أبرز الأمور المهمّة عند تفكير الصحفي في المشاركة بتدريب أو عند بحثه عن موارد، هو فهم التوجّه العملي والمكان الذي يخطّط لأن يصل إليه في حياته المهنية، وحينها يمكنه تقييم حاجاته وسيناريوهات الأزمات المحتملة التي قد يواجهها. يقدم تحالف ACOS دورات مكثفة تمتد من 3 إلى 6 أيام لتأهيل الصحفيين كي يتمكنوا من مواجهة السيناريوهات الخطرة والتهديدات كعمليات الخطف.
إرشادات للتغطية الميدانية
بشير: غالبًا ما يرافقني شريكي عند السفر، ما يجعلني أشعر بالأمان أكثر، وبما أنّ الآن علينا الإلتزام بالتباعد الإجتماعي خلال العمل الصحفي، أحاول تفادي إجراء المقابلات في أماكن مغلقة. علينا إدراك المخاطر المتعلقة بالعمل والتخطيط المناسب لها واتخاذ التدابير الوقائية، لأنّه لا توجد أي قصة تستحق أن ندفع ثمنها حياتنا.
مونتيروسا: بناءً على خبرتي، أوصي بعدم ذهاب الصحفي إلى التغطية الميدانية لوحده، ولهذا السبب لديّ عدد من الأشخاص الذين أثق بهم خلال تغطيتي للبيئات الخطرة، وابتكرنا إشارات إيمائية أساسية للتواصل عندما يشعر أحدنا بأنّ الوضع ليس جيدًا.
كانتنيز: قبل توجه الصحفي إلى مكان ما ليعدّ التقارير، عليه تنفيذ تقييم للمخاطر والتفكير في التهديدات التي قد يواجهها، وإعداد سيناريوهات وخطة لكل هذه الاحتمالات.
موارد مهمّة
Totem: منصة تعليم على الإنترنت تقدّم دورات مجانية حول الأمن الشخصي والرقمي.
تحالف ACOS: يقدّم الإرشادات لسلامة وصحة الصحفيين المستقلين.
مؤسسة "ذا روري بيك ترست": هي منظمة غير ربحية مقرها المملكة المتحدة تدعم الصحفيين المستقلين وتوفّر إرشادات ونماذج لتقييم المخاطر وبروتوكولات الأمان.
مركز دارت للصحافة والصدمات: يزوّد الصحفيين بالموارد لتغطية الصراعات والكوارث والمآسي.
لجنة حماية الصحفيين: تقدّم إرشادات السلامة للصحفيين ليتمكنوا أن يعملوا في البيئات الخطرة.
مؤسسة حرية الصحافة: تقدّم تدريبات حول الأمن الرقمي وأدوات الخصوصية.
لوسيا بالون بيسيرا هي مساعدة برامج في المركز الدولي للصحفيين.