كيف أثّرت جائحة كوفيد19 على عمل الصحفيين المستقلين؟

Jun 4, 2020 في تغطية كوفيد 19
حاسوب

يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين ويبينارات ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، والتي تهدف إلى تغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين. لمعرفة المزيد عن المنتدى إضغط هنا ويمكنك الإنضمام إليه من خلال فايسبوك.

للإطلاع على الموارد التي نشرتها شبكة الصحفيين الدوليين باللغة العربية عن التغطية الصحفية لـ"كوفيد 19"، إضغط هنا.

على الرغم من تميّز أعمالهم، يعاني الصحفيون المستقلون مع تفشي جائحة "كوفيد 19" وتخفيض الميزانيات في المؤسسات التي يعملون لصالحها.  وزادت المسؤوليات المترتّبة عليهم لا سيما من حيث الحفاظ على السلامة خلال العمل، خصوصًا وأنّهم لا يحظون بدعم مباشر من المؤسسات الصحفية، التي تواجه صعوبات أيضًا بسبب الوضع الصحي العالمي الطارئ.

وتنامت في الآونة الأخيرة التساؤلات حول الطرق التي يمكن للصحفيين المستقلين الإستجابة فيها إلى أزمة "كورونا"، كيف يتكيّفون مع الأوضاع الراهنة والإستفادة من الوقت لتطوير عملهم، وما هي المناقشات التي تجريها غرف الأخبار حول مستقبل العمل الصحفي المستقل وما الذي يتطلّع إليه المحررون المسوؤلون؟

خلال ويبينار استضافه منتدى تغطية الأزمات الصحية، تحدثت الصحفية المستقلة ومعدّة الأفلام زوي فلود والصحفية المستقلّة ميليسا نويل التي تعمل باستخدام الوسائط المتعددة، بمشاركة مدير تحرير بي بي سي أفريقيا آي، مارك بيركنز، حول حالة العمل الحر والصحافة المستقلة. والجدير ذكره أنّ الويبينار الذي عُقد من تنظيم المركز الدولي للصحفيين والمؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة وتحالف ACOS ومركز دارت للصحافة والصدمات وفرونت لاين.

عن المحتوى 

قالت الصحفية المستقلّة ميليسا نويل إنّها كانت تركّز في عملها على تغطية القضايا المتعلقة بمنطقة البحر الكاريبي، لكنّ جائحة "كورونا" دفعتها إلى تحويل اهتماماتها تحو قضايا محلية في الولايات المتحدة بسبب تأثرها بالجائحة. وأضافت: "على الصحفي المستقلّ البحث عن الإتجاهات السائدة وعمّا يريده المحررون وأن يراقب كيف تتغير الأمور، ما هي الدعوات الموجودة، وما هي الأماكن التي يجب تغطيتها والطرق المناسبة لذلك".

 

من جهته، قال بيركنز إنّ الفريق الصحفي الذي يعمل معه استمرّ في العمل وتمّ الإعتماد على الصحفيين المستقلين لإنتاج المواد الإعلامية حول "كوفيد 19" والقضايا الأخرى، ولفت إلى أنّ المتابعين سيملّون من الأخبار المتعلقة بالجائحة فحسب، وسيتطلعون إلى مواضيع جديدة، لذلك فهو بصدد البحث عن مشاريع أخرى ليست مرتبطة مباشرة بالتقارير الخاصة بـ"كورونا".

الصدمات الإقتصادية

برأي بيركنز، فإنّ الصحفي المستقل يجد نفسه بوضع غير مستقرّ الآن، لكنّ الحقيقة أنّ حالته الحالية لا تختلف كثيرًا عن الوضع الذي كان عليه من قبل، والجائحة الحالية التي أثرت بكثير من القطاعات ساهمت بزيادة اللااستقرار الإقتصادي. ولمواجهة هذا الأمر، نصح بيركنز الصحفيين بإيجاد أكثر من مصدر دخل والعمل مع عدد من المنظمات وامتلاك مهارات مثل القدرة على التدريس أو استضافة التدريبات، للتعويض ماليًا.

من جهتها، شدّدت نويل على ضرورة أن يفكّر الصحفيون المستقلون بعملهم وبطرق كسب المال بطرق أخرى.

توازيًا، لفتت فلود إلى أنّ على التطوير والتقدّم مهنيًا أو السعي إلى تعدد المداخيل هو أمر يجب أن يفعله المستقلون بغض النظر عن الوضع، من أجل حماية أنفسهم من الصدمات الحياتية أو الاقتصادية أو المهنية.

على المستوى المهني

تقترح نويل على الصحفيين أن يتقدّموا بطلبات للحصول على زمالات أو منح تمويل، لافتةً إلى أنه لا يتعيّن على الصحفيين التركيز على ما عليهم الكتابة عنه أو إعداد تقارير عنه فحسب، بل عليهم السعي لتحقيق ما يرغبون به.

 وأشارت إلى أنّها عزّزت مهاراتها في استخدام الوسائط المتعددة، ما جعلها قادرة على التأقلم مع طلبات المحررين والتكيف مع كل وظيفة. وتابعت: "على الصحفي شراء آلة تصوير، أو استخدام الكاميرا على الهاتف وتعلم قواعد التلفزيون والطرق التي يتم بها إنشاء القصص بصريًا".

من جانبه، قال بيركنز: "حان الوقت ليتواصل الصحفيون المستقلون مع المحررين، حتى لو كانوا قد توقفوا عن العمل لبعض الوقت، وعليهم المثابرة والسعي نحو العمل والنجاح".

عند تقديم المقترحات

يوصي بيركنز الصحفيين بطرح فكرة كاملة وواضحة مع طريقة بلورتها، بدلاً من إرسال فكرة فقط إلى المحرر، ولفت إلى أنّ الكثير من المواضيع التي كانت مقترحة من قبل صحفيين قبل تفشي "كورونا" قد تمّ تعديلها لتتناسب مع الوضع الصحي الطارئ.

 وقالت نويل: "أعمل لصالح خمس مؤسسات إخبارية مختلفة والرسالة التي تلقيتها من المحررين مفادها أنّ الوقت حان للتفكير بقصص غير "كورونا" أو البحث في آثار وتداعيات الجائحة".

ماذا عن إجراءات السلامة؟

أوضحت نويل أنّ أبرز ما يقلقها خلال تغطيتها للأزمة الحالية كان امتلاكها معدات حماية شخصية وتعديل طريقة إجراء التقارير، ما يعني أنّها تعقّم معداتها بشكل متكرر وتنتبه للمسافة بينها وبين الشخص الذي تجري المقابلة معه.

ويشير بيركنز إلى أنّ الصحفيين المستقلين في المناطق التي تعتبر أقل أمانًا هم الأكثر قلقًا حول التداعيات المستقبلية، قائلاً إنّ جميع أصحاب العمل يتحمّلون مسؤولياتهم تجاه سلامة الصحفيين، والأمر الأكثر تعقيدًا بالنسبة للصحفيين المستقلين يتمثّل بالتداعيات الطويلة الأجل. وعن تفشي "كورونا"، رأى بيركيز أنّ الصحفيين المستقلين يخشون الإصابة، ما يعني ضرورة توفّر معدات واقية بالإضافة إلى التدريب على كيفية استخدامها بشكل صحيح.

أهمية العمل المستقلّ

يقول بيركنز: "أعتقد أنّ ما يميّز العمل الحر هو أنه يمنح فرصًا فريدة للتغيير للذهاب وقيام الصحفي بأمور لا يقوم بها الموظف الحالي".

من جهتها، قالت نويل: "يعدّ عمل الصحفيين المستقل دقيقًا اليوم أكثر من أي وقت مضى، لا سيما وأنّ المراسلين والصحفيين في غرفة الأخبار لا يمكنهم الذهاب إلى أي مكان في أي وقت، وهنا يبرز دور الصحفيين المستقلين بالتغطية، التي لا تخلو من التحديات".

 

 

 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة إيوان روبرتسون.