مهدت وسائل الإعلام الإجتماعية الطريق أمام غرف الأخبار للإستفادة من المحتوى المقدّم من المستخدمين في تغطيتهم للأخبار العاجلة. لكن كلّما ازدادت السهولة في جمع المحتوى من المستخدمين، كلّما أصبح من الصعب التحقق من المحتوى، خاصةً في المواعيد النهائية.
عملت هذه الوحدة المحورية (UGC) التابعة لبي بي سي منذ إنشائها في عام 2005 على التحقق من المصدر، والتدقيق ثمّ التحقق، وتوزيع المحتوى، فكان عليها أن تعدّل من نهجها على مر السنين. كانت بعض من أحدث قصص بي بي سي التي تشمل محتوى UGC تايفون هاين الذي ضرب في الفلبين، وموت نيلسون مانديلا واستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
" إن التغير السريع في سلوك المستخدم يفرض على فريق العمل سرعة ورشاقة بالإضافة إلى إعادة تفكير مستمرة في الطريقة الأفضل لسير الأمور، كما اختبار واعتماد أدوات جديدة لمساعدتنا"، بحسب ما كتب تروشار باروت، مساعد رئيس تحرير الوحدة المحورية في هذا التحديث من الأكاديمية الخاصة بالبي بي سي.
للبقاء في الصدارة مع التطور التكنولوجي، تقوم هيئة الاذاعة البريطانية وبشكلٍ مستمر بتجربة أدوات جديدة. فلقد استخدمت غرفة الأخبار NewsWhip، بانجو، رديت والعديد من المنصات الأخرى التي كانت بمثابة مصادر ل UGC. أضافت أيضاً بي بي سي ما يعرف ب "postform" في الجزء السفلي من بعض القصص ينادي للحصول على المحتوى من ساحة الحدث، كردود فعل شهود العيان والوصول إلى النصوص والفيديو وحسابات الخبراء، من غير الصحفيين.
عندما يتعلق الأمر بالتحقق من المعلومات أو بيانات الوسائط المتعددة من مكان وقوع الحدث أو الخبر العاجل، إن التمكّن من الوصول إلى المصدر في الحدث نفسه هي الخطوة الإعتيادية الأولى التي يتمّ اتخاذها. أثناء التدقيق في الحقائق الأساسية، يحرص صحفيو البي بي سي على التعامل المحترم وإظهار كل التقدير للمصدر، نظراً إلى أن العديد من مشاهد هذه الأحداث التي تشكّل الأخبار العاجلة يمكن أن تكون مؤلمة في طبيعتها. باروت يتحدث أكثر عن أخلاقيات التواصل والتبادل مع مقدمي UGC في هذا الفيديو.
عندما لا يستطيع الصحفيين من التواصل مع المصدر مباشرةً، يستخدم صحفيو البي بي سي تقنيات كفحص بيانات EXIF من الصور مع أدوات مجانية مثل فوتو فورنسيكس. كما يقومون باستخدام مواقع لتفقّد المتتبعين الوهميين بهدف التحقق من صحة حسابات المستخدمين على وسائل الإعلام الإجتماعية، أو يستعينون ب"بيبل" لتعقب الحسابات المتنوعة لنفس المستخدم عبروسائل الإعلام الاجتماعية.
عندما تنتهي جميع الخطوات اللّازمة للتحقق من المحتوى، توزعها بي بي سي على كافة منصّاتها. يستخدم الصحفيون نظام يسمى ENPS لإرسال تنبيهات UGC للتأكد من أن جميع الصحفيين العاملين على القصة هم على دراية واطلاع بكافة المستجدات.
تشمل التنبيهات فقط، تفاصيل الإتصال الخاصة بالمصدر وذلك بعد أن يعبّر المنتجين أو الصحفيين عن اهتمامهم بالمحتوى، من ثم وبعد الحصول على إذن من المصدر يسمح بالإتصال لإجراء المقابلات على الهواء. كما سيتم تمرير أي طلبات محددة كإظهار الأسماء أو أصحاب المعلومات إلى الصحفيين الذين سيستخدمون المحتوى.
في الحالات التي لم يتمكنوا من الوصول إلى المصدر، كما هو الحال مع الفيديوهات القادمة من سوريا والتي من المستحيل تقريبًا التحقق منها، توفر الوحدة المحورية (UGC) لغة نمطية (نقل النص بنفس الطريقة) ليستخدمها الصحفيين. وهنا مثال تمّ استخدامه في حالة الفيديوهات القادمة من سوريا: " تنبيه: نحن واثقون أن هذه اللقطات حقيقية، ولكن بسبب طبيعتها ومصدرها، لا يمكننا أن نكون على يقين من ذلك. يجب أن يشمل أي استخدام لها صيغة تحذيرية في العظة / النصوص / التسميات، مثال ذلك: 'لم تستطع البي بي سي المصادقة تمامًا على هذه اللقطات، ولكن بناءً على أسس التحقق الإضافية التي أُجريت عليه، ُيعتقد بأنه حقيقي."
بواسطة أكاديمية بي بي سي.
مارغريت لوني، مديرة تحرير مساعدة في شبكة الصحفيين الدوليين، تكتب المقالات والتدوينات حول أهم الصيحات الإعلامية الرائجة، أدوات التغطية الصحفيّة، والموارد الإعلامية.
تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة سارة جوي.