نقاط أساسيّة لتحسين تمثيل النساء في الأخبار

بواسطة Tedi Doychinova
Feb 15, 2021 في التنوع والإدماج
العمل الصحفي

 يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين ويبينارات ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، والتي تهدف إلى تغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين. لمعرفة المزيد عن المنتدى إضغط هنا ويمكنك الإنضمام إليه من خلال فايسبوك.

هذا المقال هو جزء من الموارد التي تقدّمها شبكة الصحفيين الدوليين باللغة العربية عن التغطية الصحفية لـ"كوفيد 19"، للإطلاع على المزيد من الموارد، إضغط هنا.

 يبدو أنّ تمثيل المرأة ناقص في الأخبار، سواء كصحفيات مراسلات أو كمواضيع متخصصة بالنساء في التقارير. فقد أظهرت دراسات مثل مشروع مراقبة وسائل الإعلام العالمية والتقرير الصادر عن المركز الإعلامي للمرأة لعام 2019 عن النساء في وسائل الإعلام الأميركية كيفية استمرار التقصير في إدراج النوع الاجتماعي في الأخبار. توازيًا كشف بحث  نُشر في أيلول/سبتمبر أنّ تغطية القضايا المرتبطة بكوفيد 19 لم تكن كافية بحق النساء وتمثيلهنّ.

وفي هذا السياق، عملت الكاتبة والمديرة في شركة استشارية خاصة بإشراك الجمهور لوبا كاسوفا وفريقها في AKAS Ltd في ورقة بحثية عنوانها "وجهات النظر الناقصة للمرأة في أخبار كوفيد19" على استكشاف  النساء كمصادر للأخبار وكشخصيات أساسية في القصص الإخبارية، بالإضافة إلى تغطية قضايا المساواة بين الجنسين في التقارير عن "كوفيد 19". وخلصت النتائج إلى غياب تمثيل النساء في الأخبار، وقلة تغطية القضايا التي تُعنى بهنّ، في وقت يواجهن تحديات كبيرة خلال هذه الأزمة الصحية الطارئة عالميًا. واعتبرت كاسوفا أنّ "عدم فهم كيفية تغطية "كوفيد 19"، وهي أكبر حدث عالمي مرّ خلال حياتنا، هو بالفعل فرصة ضائعة"، موضحةً أنّ "النساء يواجهن تحديات كبيرة وفريدة مرتبطة بالجائحة".

وانطلاقًا ممّا تقدّم شاركت كاسوفا في ويبينار مع المحررة في شبكة الصحفيين الدوليين تايلور مولكاهي، من أجل مناقشة النقص والتقصير في تمثيل النساء في الأخبار والتغطيات الصحفية، بعدما كانت كاسوفا وفريقها قد حلّلوا 57 مليون مقال من 12000 وسيلة إعلاميّة في ست دول هي الهند وكينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وبحث الفريق أيضًا في 2300 مقالة أكاديمية وأكثر من مئتي استبيان.  

The story in a nutshell
Image from webinar presentation.

وفيما يلي أبرز ما وردَ خلال الندوة:  

النساء في غرف الأخبار

  • وجدت كاسوفا أنّ الأخبار ترتبط بالرجال بشكل كبير، ولفتت إلى أنّ ذكر النساء كمصادر باعتبارهنّ خبيرات أو بطلات في العام 2019 يقلّ ما بين مرتين وست مرات مقارنةً بالرجال في الدول الست التي جرى تحليل مقالات صحفية فيها، وكشفت أنّه لم يتم إحراز أي تقدم ملموس على مدار العشرين عامًا الماضية.
  • أورد التقرير الخاص بالدراسة خمسين توصية، من بينها نصيحة كاسوفا لمقدمي الأخبار باتباع قائمة تحقق التكافؤ بين الجنسين يمكن تطبيقها خلال  إنتاج الأخبار، ومن الخطوات العملية في هذا الصدد، الوصول إلى قواعد البيانات التي تضمّ خبيرات من أجل الإستعانة بهنّ وإبرازهنّ في التقارير الإخبارية. وأشارت كاسوفا إلى التقدم الذي أحرزته الدول الاسكندنافية وصحيفة South China Morning Post في جمع المعلومات التي يسهل الوصول إليها لمساعدة الصحفيين في العثور على خبراء.
  •  أشارت كاسوفا إلى أنّ "جنوب إفريقيا في الصدارة من حيث التشريعات المتعلّقة بالمساواة بين الجنسين وأيضًا نسبة النساء في غرف الأخبار. أمّا المملكة المتحدة والولايات المتحدة فتتقدّمان من حيث الأعراف والمواقف الاجتماعية الأكثر ملاءمة للمساواة بين الجنسين".

إقرأوا أيضًا: دراسة حول النقص في تمثيل النساء بالأخبار بظلّ "كوفيد 19"

النساء في المناصب القياديّة  

  • خلص التقرير إلى أنّ النساء يشغلن 26% فقط من المناصب في المؤسسات الإخبارية، و27% فقط من المناصب الإدارية العليا. وأوضحت كاسوفا أن هذه النتائج كانت متسقة في البلدان الستة.
  • أوضحت كاسوفا، استنادًا إلى بحث أعدّه أكاديميون أنّ "النساء يملن إلى التركيز بشكل أكبر على التعاطف. أمّا على مستوى الإداري، فمن المرجح أن تكون النساء جامعات بدلاً من التنافس مع بعضهن البعض".
  • بما أنّ الصحفيين الرجال يسيطرون على غرف التحرير، فإنّ الثقافة تكون ذكورية أكثر وينظر إلى النساء من حيث النوع الإجتماعي لا المهني، ما يشكّل عائقًا أمام رؤية اختلاف في التغطية الإخبارية التي تنتجها النساء.

المساواة بين الجنسين في التغطية الإخبارية  

  • خلصت نتائج الدراسة إلى أنّ تغطية قضايا المساواة بين الجنسين كانت غائبة فعليًا عن الأخبار. وقالت كاسوفا: "أقل من واحد في المئة من جميع التغطيات الإخبارية في عام 2019 في الدول التي حُللت فيها المقالات تحتوي على عنصر المساواة بين الجنسين فيها".
  • أوضحت كاسوفا أنّ "الرجال يتابعون الأخبار أكثر"، ولفتت إلى أنّه عندما يكون الرجال هم الجمهور الرئيسي، فإن ذلك يؤثر بتحديد الموضوعات والمحاور التي تغطيها المؤسسات الإخبارية، مضيفةً أنّ "هناك أهميّة كبيرة في اختبار الإشكاليات لإعداد تقارير".
  • رأت كاسوفا أنّه من المرجح أن تتابع النساء الأخبار أكثر عندما تتضمّن الأخبار والتقارير بعض الزوايا الإنسانية، وهذا غالبًا ما يكون مفقودًا. وقد يكون هذا مهمًا لغرف الأخبار، حيث تميل النساء إلى الاهتمام أكثر بأخبار المجتمع والصحافة القائمة على الحلول.
  • قالت كاسوفا: "لا تعتبر المساواة بين الجنسين أولوية بالنسبة لصناع القرار أو للصحفيين"، واستندت في ذلك إلى نتائج استبيان GlobeScan-SustainAbility أجري عام 2019 وأظهر أنّ المساواة بين الجنسين غالبًا ما تكون في أسفل قائمة الأهداف العاجلة لدى الخبراء في العالم.
  • رأت كاسوفا أنّه بهدف تحقيق النجاح في العمل الصحفي، هناك حاجة إلى معالجة العوامل على مستوى النظام، العوامل التنظيمية، وسلوكيات الصحفيين الفردية. ولا بدّ من معالجة الثغرات بحال وجود أي حاجز وانسداد في أي نقطة أو أي مستوى.

صورة

وعرضت كاسوفا نقاط عمل لتجاوز التحيز ضد المرأة في غرفة الأخبار وفي التغطية الإعلامية:

  • تعزيز الوعي والمعارف بالتحيزات القوية ضد المرأة في المجتمع وغرف التحرير.
  •  إزالة الحواجز أمام النهوض بالمساواة بين الجنسين.
  • مبادرات مرحلية تحفز على خلق عادات وطرق تفكير جديدة.

وفي الختام، أعربت كاسوفا عن أملها بأن يشعر الجميع أنه عندما يحدثون فرقًا بأنفسهم، فإنهم يخلقون تأثيرًا مضاعفًا في المجتمع ويمكن أن يحدث التغيير.

تيدي دويشينوفا هي مسؤولة برامج في المركز الدولي للصحفيين.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Christina @ wocintechchat.com.

 صدر هذا التقرير عن النقص في تمثيل النساء بالأخبار بمساهمة من مؤسسة بيل وميليندا جيتس. يُمكن التواصل مع كاسوفا عبر حسابيها على تويتر ولينكد إن.