ما الذي عليك معرفته لتغطية قضايا اللاجئين في المخيمات؟

Sep 8, 2021 в موضوعات متخصصة
صورة

تضمّ سجلات وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المملكة الأردنيّة الهاشميّة 2.4 مليون لاجئ، يعيش منهم ما نسبته 18% في مخيمات اللجوء الفلسطينيّ؛ بحسب دائرة الشؤون الفلسطينية.

ويتوزع اللاجئون بين 13 مخيمًا في الأردن، غير أنّ وكالة الأونروا تعترف بعشرة مخيماتٍ فقط، وعلى الرغم من ذَلك يواجه الصحفيون العديد من الصعوبات في تغطية قضايا اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات؛ لما لذلك من محاذير ونظرةٍ سلبيّةٍ بُنيت على مدار السنوات.

يحاكي هذا المقال، تجربة الصحفي محمد الأمير، الذي يعمل في جريدة القدس العربي والذي يقوم ضمن عمله بتغطية قضايا المُخيمات وأحداثها، ويتحدث عن المحاذير الواجب الأخذ بها أثناء التغطية، ولِمَ يتوجب على الصحفيين التوجه لتغطية مثل هذا النوع من القضايا.

مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف في تغطيّة قضايا المُخيمات الخاصة باللاجئين الفلسطينيين، وتلك الخاصة باللاجئين السوريين في الأردن؛ فالأولى موجودةٌ منذ سنواتٍ طويلة ورغم الصعوبات التي يواجهه القاطنون فيها والتكدّس العمراني، إلا أنّها أفضل حالًا من مخيمات السوريين؛ لذا فإن تركيز هذا المقال هو على المخيمات التي مرَّ وقتٌ طويلٌ على وجودها غير أن الصحفيين لا يلتفتون لها.

يخاطب المقال الصحفيين الذين يعيشون وسط بلدانٍ شكّلت المخيّمات جزءًا منها كما هو الحال في الأردن والراغبين بالتوجه لتغطية هذا النوع من القضايا ونقل قصص اللاجئين فيها.

إقرأوا أيضًأ: قصّة نجاح إعلامي في المخيمات: منصّة "كامبجي" منكم ولكم!

لماذا نغطي المخيمات؟

يقول الأمير الذي عمل في العديد من المواقع الإخبارية المحليّة وعانى من منع نشر مواده أو التحفظ عليها أو حذف مقدماتها؛ نتيجة تغطيته هذا النوع من القضايا، إنَّ المخيمات مليئةٌ بالإبداعات والمهارات التي ولدت من رحم المعاناة، إضافةً للتنوع في المجالات الأكاديمية لأبنائها وتميّزهم ووصولهم إلى مستويات عالمية.

ويضيف أنّ من واجب الصحفيين عكس الصورة الإيجابية وإلغاء التفكير النمطي والسلبيّ تجاه أبناء المخيّم، مؤكدًا أنّ "المخيمات مرتبطة بأي حدث فلسطيني".

ما الذي على الصحفيين مراعاته خلال تغطية قضايا المخيمات؟

يؤكد الأمير وجود صعوباتٍ قد تواجه الصحفيين من خارج المخيمات أثناء التغطيات؛ لذا يتوجب عليهم التواصل مع الشخصيات الوطنية الموجودة داخلها أو الأحزاب أو النوادي أو الجمعيات أو المؤسسات؛ "وذلك لتسهيل المهمة على الصحفيين للتواصل مع الأهالي والمعنيين وشرح القصة الصحفيّة لهم وتوضيح أن الصحفي لن يقوم بأي ضررٍ للمخيم؛ لأن الفكرة تكون حساسةً أحيانًا"، إذ أن هناك نظرةً سائدةً في المخيمات تُختَصَرُ بأن الصَحفيين يسعون دومًا لنقل ما هو سيئ عنهم.

ويلفت إلى ضرورة تجاهل الألفاظ المسيئة التي قد يسمعها الصحفيّون أثناء قيامهم بالتغطيات وألا يربطوها بالمخيمات أو يجعلوها حكرًا لسكانها؛ فالبيئات مُختلفة هناك وكل شخصٍ مسؤولٌ عن تصرّفه، والفعل الواحد لا يمثل الأغلبية، مع ضرورة مراعاة التغطية الصحفية لجميع جوانب القصة من دون إقصاء أحد جوانبها أو إهمال جزء منها؛ لأنّ فقدان أي جزء سيعكس وجهًا آخر للقصة وتصبح سلبية في نظر الرأي العام، إضافةً لعدم تحيّز الصحفيين تجاه عواطفهم ونقل الصورة بموضوعيّة.

إقرأوا أيضًأ: مهاجر نيوز: موقع وُلدَ من رحم اللجوء.. تعرّفوا اليه!

ويوضح الأمير أنَّ على الصحفيين الانتباه للبيئة المحيطة في المخيّم وسوء التضاريس البيئية وأحيانًا ضيق الأزقة للتصوير أو استخدام المعدات الصحفيّة، ما يلزمهم بالتفكير بحلولٍ مناسبةٍ للتعامل مع معداتهم وإنتاج قصصهم بطريقةٍ مهنيّة وهو ما يتطلب تحليهم بالصبر أثناء القيام بعملهم والاستعانة بالسكان للتعرف على أفضل الأماكن الخاصة بالتغطية.

ما هي المحاذير الواجب الانتباه لها أثناء القيام بالتغطية؟

يشدد الصحفيّ على ضرورة الحذر والإدراك لتأثير الكلمة والصورة على الآخرين واختيار الكلمات المناسبة أثناء الحديث معهم، و"أهميّة أن يعي الصحفيّ ضرورة الرجوع للمصادر وعدم الانصياع وراء رأي المجتمع الذي رسم صورةً سلبيّةً عن المخيمات".

ويتابع أنّه يجب وضع المادة الصحفيّة في القالب الصحيح، لأن وضعها في ذاك الخاطئ يعزز من عزل المخيم عن خريطة الحياة المكتسبة وحرمان أهله من أبسط الحقوق الأساسية.

إقرأوا أيضًأ: نصائح للصحفيين المهاجرين للعثور على تدريبات وفرص عمل صحفية

ويوضح الأمير أهميّة عدم الانتقاص من شخصيات الأفراد وأهالي المخيم أو التعالي عليهم أثناء المُقابلات الصحفيّة أو ازدراء وضعهم البيئيّ والسكنيّ، "إضافة إلى احترام الأسر المتضررة". ويقول إن من الجيّد "اهتمام الصحفيين فيما يتعلق باليأس والحزن بدون أن يحشروا أنفسهم بالتملق أو ادعاء الحزن"، واحترام رأي الآخرين وخاصةً الذين يرفضون إجراء المُقابلات الصحفيّة ويصّرون على تجاهلها، مع ضرورة عدم إعطاء شعورٍ بالخوف أو الغرابة للأهالي.

عانى الأمير من تهميش مواده الصحفيّة المتعلقة بالمخيم من قبل مؤسسات صحفية سبق وعمل بها، مع تضييق سياساتها التحريريّة عليه، غير أن ذَلك لم يكن عائقًا له أمام تغطية قضايا المخيمات، وما يزال الصحفيون يتجنبون تغطية هذا النوع من القضايا، ما يسهم في تعزيز النظرة النمطيّة السلبيّة للمخيمات ويساهم بصنع شرخٍ بين خارج وداخل المخيمات في البلد الواحد.

ومن الجيّد للصحفيين المتابعة الدائمة للمواقع والصفحات التي تساعدهم على ضمان المعلومات الصحيحة والأكثر دقةً حول قضايا اللاجئين وتشكل مصادر يمكنهم الاستعانة بها في قصصهم، ومن ضمنها المواقع الرسميّة المتعلقة بشؤون المخيمات في بلدانهم مثل دائرة الشؤون الفلسطينيّة  ومراكز الأبحاث مثل؛ مركز دراسات الشرق الأوسط، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ الخاصة باللجان الشعبية داخل المخيمات، والمواقع المتاحة للمصادر عالميًا مثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وهيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch)، إضافةً لاطلاعهم على الدليل قانوني لمصطلحات صحافة اللاجئين وفقًا للقانون الدولي المُساعد لهم خلال تغطياتهم.

الصورة الرئيسية بعدسة الكاتبة في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين في الأردن