"أراجيك" مجلّة شبابية تثري المحتوى العربي.. هذه قصة نجاحها

نوشته Sarah Abdallah
Oct 22, 2019 در استدامة وسائل الإعلام
أراجيك

حجزت مجلة أراجيك AraGeek مكانةً لها في الفضاء الافتراضي بالعالم العربي منذ ثماني سنوات، وتحديدًا عام 2011، في الوقت الذي لم تكن تحظى المنصات الرقمية بمتابعات كما هو الحال اليوم، حيث يتوجّه القرّاء لمتابعة المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الإجتماعي للحصول على المعلومات، بحسب ما خلصت إليه دراسة لحالة التكنولوجيا في غرف الأخبار، التي أجراها المركز الدولي للصحفيين.

وينقسم إسم المجلة الموجّهة إلى شباب جيلِ الألفية إلى قسمين، الأول "Ara" يعني "Arab"، و Geek التي تعني الشخص المهووس بعالم التقنية والإنترنت، ويكون مهتمًا بمجال معين بشكل كبير وعميق "ولهذا مواضيعنا مطوّلة ومعمقة، لإرضاء هذه الفئة من الناس"، بحسب ما أوضح ملاذ المدني وهو أحد مؤسسي المجلّة، الذي أنشأها بالتعاون مع عماد شمس، وعمل فيها كمحرّر في بداياتها عماد أبو الفتوح. وأضاف المدني الذي انتقل من سوريا إلى لندن عام 2006، حيثُ درسَ إدارة الأعمال وتخرج عام 2008 قبل أن يبدأ العمل في مجال التسويق الالكتروني في حديث لشبكة الصحفيين الدوليين: "بدأنا كمدونة شخصية تهتم بالقضايا التقنية وما يخص العالم الرقمي، ويعود التأسيس إلى أنّ منصات المحتوى العربي المستقلة التي تتيح للصحفيين المبتدئين والمدونين بالنشر والتعبير عن آرائهم كانت قليلة في تلك الفترة، إضافةً إلى أنّني كنت مدونًا وأعمل في مجال التسويق الالكتروني ولدي معرفة في كيفية إيصال المحتوى إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور". وذكر مدني أنّه بعد عامين من انطلاقة المدونة الرقمية المتخصصة بالعالم التقني، بدأ عدد الزيارات يرتفع وكان الجمهور يرغب بمتابعة مواضيع تتجاوز الشق التقني، لهذا قرّر الفريق إضافة أقسام إلى الموقع تُعنى بالفنون وعالم الأعمال والكتب والتعليم، والمواضيع المترجمة مع ذكر المصدر.

 وعن تأسيس المجلّة قال المدني: "بدأنا 3 محررين بالعمل وبعد عام أصبح معنا شبكة تتألف من حوالى 250 مدون وكاتب عربي، والآن يبلغ عددنا 10 نعمل بدوام كامل"، لافتًا إلى أنّ عدد زيارات الموقع تجاوز الـ4 ملايين زيارة شهريًا خلال الـ7 سنوات الأخيرة، وهناك 3 مليون مستخدم فريد وأكثر من 3 ملايين متابع على مواقع التواصل الاجتماعي"، مضيفًا: "أعتقد أنّ جودة المحتوى هي التي تشدّ الفئة الشبابية التي تستخدم الانترنت لقراءة موقع المجلّة الذي يقدّم محتوى بجودة عالية، يعتمد على مصادر موثوقة، ويقدّم معلومات تم البحث عنها والتحقق منها قبل نشرها".

والجدير ذكره أنّ هذه المجلة تُساهم في إثراء المحتوى العربي، إذ تمّ نشر حوالى 20 ألف مقال إضافةً الى الأخبار عن الفن والأفلام والبرامج الموجودة على نيتفليكس، والتقنية والعلوم والخيال العلمي والفن وما يجمع الناس، بعيدًا عن القضايا الدينية والطائفية والسياسية. وما يميّزها، بحسب المدني "هو العمل في البيئة الافتراضية متجاوزين الحدود الجغرافية وعدم وجود مكتب، فنحن نعمل ونستخدم أدوات لتنظيم النشر ومواعيدها واقتراح الأفكار والتواصل مع الكتاب، مثل تريللو". وقد حصدت المجلّة جائزة أفضل مدونة عربية للعام 2016 في قمة رواد التواصل الاجتماعي في دبي، والتي تسلّمها المدني من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

تريللوالصورة تظهر استخدام فريق أراجيك لـتريللو

نصائح وإرشادات

يرى المدني أنّ الصحافة الرقمية تختلف عن مدرسة الصحافة التقليدية، فهي محكومة بخوارزميات ومحركات البحث والشبكات الاجتماعية، ولهذا يجب أن يكون ناشر القطعة ملمًا بالـSEO أي تحسين محركات البحث، مشيرًا إلى أنّه من الهام جدًا عدم تجاهل جوجل كمصدر للزيارات، فليس المطلوب أن يصبح الصحفي خبيرا بمحركات البحث ولكن يجب أن يفهم الكلمة المفتاحية بالعنوان أي التي يتم إدخالها في محرك البحث للوصول إلى المعلومة إضافة إلى اختيار التصنيف الصحيح والوسم، أمّا ضمان سرعة الموقع فهو من اختصاص التقنيين الذين يرتبون المحتوى.

وركّز المدني في إرشاداته على أهميّة عمل محرر الشبكات الإجتماعية الذي يستخدم المانشين والهاشتاج الصحيح، من أجل إيصال المقالات لأكبر عدد من القراء. ولفت إلى أنّ القارئ يركّز على المقال لمدّة 8 ثوانٍ فقط، ولهذا على الناشر أن يعي كيفية تقسيم المقال لشدّ القارئ على إكمال القراءة.

 ومن خلال تجربته نصحَ المدني أي شخص لديه مشروع رقمي ناشئ بأن يصبر ويثابر ولا يملّ حتى لو لم يلقَ النتيجة التي يريدها قبل 3 سنوات، لأنّ  أي منصة تحتاج لملايين المستخدمين حتّى تموّل نفسها. ومن نصائحه أيضًا أن يبقى الصحفي على اطلاع على آخر المستجدات والتحديثات في الساحة الرقمية ومعرفة خوارزميات فايسبوك وجوجل والتكيف معها.

الصورة الرئيسية من صفحة أراجيك على فايسبوك.