كيف توظف غرف الأخبار المحتوى الذي ينشئه المستخدم؟

نوشته IJNet
Apr 14, 2023 در إشراك الجمهور
صورة

يعدّ إشراك الجمهور العلامة الفارقة التي أحدثها عالم الصحافة الرقمية في السنوات العشرين الأخيرة، واستخدام المحتوى الذي ينتجه الجمهور هو أحد أهم مفاتيح إشراك المتلقي في عملنا اليومي، ومن هنا تبرز أهمية التعلم من تجارب مختلفة لمؤسسات عربية ودولية استخدمت محتوى قام الجمهور بإنشائه.

هذه المعلومات كانت محور جلسة ضمن برنامج Engage للصحفيين ومنشئي الأخبار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يقدّمه المركز الدولي للصحفيين، بالشراكة مع مشروع ميتا للصحافة، والذي يشمل تدريبًا في أربعة مجالات رئيسية وهي السرد القصصي، وتقارير الفيديو، وصحافة البيانات، وإشراك الجمهور وتنمية تفاعلهم.

وأطّرت ميس قات، وهي صحفية استقصائية، دربت مئات الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اختصاصات الميديا الجديدة، والتطوير الإعلامي، والصحافة الاستقصائية، هذه الجلسة بعنوان "كيف توظف غرف الأخبار المحتوى الذي ينشئه المستخدم؟"، تطرّقت خلالها إلى تجربة صحفيين من حول العالم شاركوا في مختبر "ليب" التابع للمركز الدولي للصحفيين ليبتكروا أدوات تقنية تساهم في تعزيز استخدام المحتوى الذي ينشئه الجمهور في غرف الأخبار، ويعزز من التشاركية والشفافية بين غرف الأخبار والمستخدمين.

وشملت الجلسة أربعة عناوين رئيسية وهي: 

  • ما معنى إشراك الجمهور؟ وهل تغير دوره في العصر الرقمي؟ 
  • استخدام المحتوى المعد مسبقًا من الجمهور. 
  • إشراك الجمهور في صناعة المحتوى. 
  • إشراك الجمهور في الأدوات الإبداعية الرقمية. 

 في بداية الجلسة عرضت المدربة ميس قات بعض صفات جماهير وسائل الإعلام التقليدية وهي: 

  • جماهير وسائل الإعلام التقليدية متلقية.
  • تتفاعل بشكل محدود.
  • تسمع – تشاهد – تقرأ.
  • سلوك المستخدم بطيء.

كما عرضت بعض صفات جماهير وسائل الإعلام الرقمية وهي: 

  • تتلقى المحتوى، وتقدم المحتوى.
  • تتفاعل بشكل كبير وباتجاهات مختلفة. 
  • تسمع، تشاهد، تقرأ، تعلق، ترسل رسائل، تشارك وتنشئ محتوى. 
  • سلوك المستخدم سريع وفوري. 
  • المستخدم يقرر بتفرّد ما يرغب بمتابعته. 

وقدمت المدربة قات نصيحة للصحفيين أشارت فيها إلى أن الخطوة الأولى لإشراك الجمهور في المحتوى تكمن في فهم سلوكه، وفهم الفرق بينه وبين جمهور الإعلام التقليدي. 

أما حول الإستفادة من الجمهور في إعداد المحتوى، فعرضت قات نقطتين أساسيتين وهما: 

  1. استخدام المحتوى المعد مسبقًا من قبل الجمهور 
  • نقصد هنا المحتوى الذي يقوم المستخدم بإعداده ونشره على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، حيث نحصل على هذا المحتوى من خلال عمليات البحث والرصد باستخدام المصادر المفتوحة. 

وعددت المدربة قات منصات التواصل الإجتماعي الأكثر انتشارًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي على الشكل الآتي: 

  • فيسبوك  
  • تويتر 
  • إنستجرام 
  • تيكتوك 
  • تيليجرام 
  1. إشراك الجمهور في صناعة المحتوى 

وفي هذا القسم شرحت المدربة قات كيف يمكن إشراك الجمهور في صناعة المحتوى من خلال النقاط التالية: 

  • جمع البيانات من الجمهور: 

كثيرًا ما يستخدم الصحفيون والصحفيات هذه الطريقة في الوصول إلى المستخدمين الموجودين على شبكة الإنترنت ويقومون لاحقًا بمعالجة النتائج واستخراج بيانات رقمية أو استنتاجات سياقية تساعدهم في إعداد قصصهم. 

  • طرق جمع البيانات: 
  1. الاستبيانات المطولة أو القصيرة.
  1. استطلاعات الرأي. 
  1. مثال: مقال في شبكة الصحفيين الدوليين حول إعداد الإستبيانات.
  1. استخدام نماذج جوجل لإعداد الاستبيانات. 
  1. استخدام برنامج  Spss أو جوجل داتا ستوديو لتمثيل البيانات.
  • الألعاب التفاعلية (آليات التلعيب) 

قالت قات إنّ المستخدم يصبح جزءًا من المنتج الصحفي عندما تتحول المادة المُنتجة من محتوى يُقرأ، يُسمع أو يُشَاهد إلى تجربة متكاملة. 

وأشارت قات إلى أن الألعاب التفاعلية تتضمن نظام المحاكاة، الدردشة الآلية، أو الإختبارات، التحديات، ولفتت إلى أن التصويت يندرج أيضًا تحت آليات التلعيب. 

 

  • بناء المجتمعات الرقمية 

حول بناء المجتمعات الرقمية، أشارت المدربة قات إلى أنها مجموعة من الأشخاص، مستخدمي الإنترنت الذين: 

  1. يجتمعون عبر الإنترنت لهدف معين.
  1. يتفاعلون مع المحتوى الذي تتم مشاركته.
  1. يركز تفاعلهم على الهدف والمشاركة لأنهم يشعرون بأن ذلك ينوي على فائدة.
  1. المجتمعات الرقمية أوسع من المجتمع التقليدي.
  1. المجتمعات الرقمية لا تحددها اللغات، أو الجغرافيا والتضاريس، أو الانتماء الديني.
  1. المجتمع الرقمي هلامي مبعثر ما زال قيد التشكل أساسه التكنولوجيا والإتصالات.

وقدمت قات أمثلة عن المجتمعات الرقمية وهي ما يلي: 

المجتمع الرقمي يمكن أن يكون: 

  • حكوميًا، وأهليًا له علاقة بمدينة.  
  • تابعًا لبرنامج إذاعي لديه صفحة على فيسبوك ومجموعة على واتساب. 
  • مثلًا: منتدى ICFJ باميلا هوارد لتغطية الأزمات العالمية (لائحة تواصل إيميل، صفحات فيسبوك، مجموعة، وبينارات، موقع بلغات متعددة، منصات منبثقة للتشبيك عبر الانترنت). 

 

  • التعهيد الجماعي (Crowdsourcing) 

قدمت قات أمثلة حول التعهيد الجماعي حيث عددت التالي: 

  1. دعوة غير منظمة 

مثال: دعوة مفتوحة للتصويت أو إرسال بريد إلكتروني أو مكالمة أو الإتصال بالجمهور لإيفاده بمعلومات معينة. 

  1. دعوة منظمة 

مثال: طلب المشاركة في الإجابة على سؤال/أسئلة محددة عن موضوع محدد. 

يمكن توظيف أسلوب التعهيد الجماعي في حالات الأخبار العاجلة لمعرفة ما يحدث مباشرة من شهود عيان. 

ولفتت قات إلى أن الجمهور يلعب دورًا أساسيًا في القصة الصحفية كمصدر مهم للمعلومات والبيانات. 

ويتم ذلك عبر طلب المساعدة من الجمهور، والمشاركة في موضوع معين، ويستخدم الصحفيون لاحقًا أو غرف الأخبار مضمون المساهمات في إعداد المحتوى المخطط له. 

أعطت المدربة قات أمثلة حول التعهيد الجماعي: 

  1.  صحيفة الجارديان 

 أطلقت نداء لتصوير الحفر في شوارع لندن.

  1. مدرسة كولومبيا للصحافة 

 دعوة خاصة لمجموعة من الأشخاص للمشاركة في إعداد التقارير – مثل جمع الأخبار أو جمع البيانات أو التحليل – من خلال دعوة مفتوحة وموجهة لمشاركة وإدخال معلومات، خبرات شخصية، مستندات، أو مساهمات أخرى. 

  1. معهد الصحافة الأميركية 

يقدّم أفضل القصص حول مزيد من المعلومات الموثقة من مصادر أكثر، مع وجهات النظر والخبرة.

  • إنشاء الأدوات الرقمية التشاركية 

ولفتت المدربة قات إلى أن الأدوات الرقمية التشاركية هي الأدوات الرقمية التي يكون المستخدم فيها جزءًا من غرفة التحرير، أي الأشخاص الذين يرسلون معلومات، بيانات، صورًا وفيديوهات ويكونون جزءًا من عملية صناعة المحتوى. 

ونصحت المدربة قات الصحفيين بالإطلاع على مختبر المركز الدولي للصحفيين LEAP، الذي يضمّ صحفيين من كل أنحاء العالم، عملوا على شكل فرق للتفكير بحلول وأدوات وإنشاء مواقع وتطبيقات تساعد في الوصول إلى معلومات عن طريق إشراك الجمهور، وأشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص أنتجوا مجموعة من الأدوات، وإحداها عيون أمازون أو Amazon Eyes. 

وقالت المدربة قات إن Amazon Eyes هي إحدى الأدوات الرقمية التشاركية وبمثابة تطبيق شبيه بتشات بوت، بحيث يمكن للأشخاص إرسال رسائل والتحدث مع التشات بوت هذا. 

وقدمت قات نصيحة للصحفيين في النهاية قائلة: "في غمرة المعلومات والحقائق.. لا تنسوا الإبداع!".

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة Arlington Research.