عقدت الجلسة الثالثة من الدورة الجديدة من الويبينارات التي يقدّمها المركز الدولي للصحفيين بالشراكة مع مشروع ميتا للصحافة في إطار توسيع برنامج حلول وسائل التواصل الإجتماعي، يوم الثلاثاء في الثامن عشر من شهر كانون الثاني/يناير.
وقدّمت الجلسة الصحفية والمدرّبة الإعلامية ميس قات تحت عنوان "صناعة التأثير وبناء المجتمعات الرقمية"، تطرّقت فيها إلى مفاتيح معرفية أساسية متخصصة بكيفية بناء المجتمعات الرقمية واستعمالها في العمل الصحفي، إضافةً إلى صناعة التغيير عبر أدوات ومنصات التواصل الإجتماعي كالصفحات العامة، الصفحات الشخصية، خاصية القصص (الستوري)، الدردشة والمناسبات.
وبما أنّ مفهوم "المجتمعات الرقميّة" غير واضح بشكل جيّد في أوساط الصحفيين والصحفيات، استهلّت المدرّبة الجلسة بطرح السؤال التالي: ما هي المجتمعات الرقمية؟، ثمّ أوضحتها بأنّها تعتبر مجموعة من الأشخاص المستخدمين للإنترنت الذين:
- يجتمعون عبر الانترنت لهدف معين.
- يتفاعلون مع المحتوى الذي تتمّ مشاركته.
- يركّز تفاعلهم على الهدف والمشاركة لأنهم يشعرون بأنّ ذلك ينطوي على فائدة.
ولفتت قات إلى أنّ المجتمع الرقميّ أوسع من المجتمع التقليديّ، ولا تحدّده اللغات أو الجغرافيا والتضاريس أو الانتماء الديني، فهو مبعثر ولا يزال قيد التشكل لأنّ الإنترنت هو أساس وجوده.
وبعد توضيح المفهوم، قدّمت المدرّبة عددًا من الأمثلة على المجتمعات الرقمية ومنها:
- مجتمع رقمي حكومي أو أهلي مرتبط بمدينة.
- مجتمع رقمي تابع لبرنامج إذاعي له صفحة على فيسبوك.
- مجتمع رقمي للصحفيين مثل مجتمع الشبكة العالمية للصحفيين الاستقصائيين.
كيف يتمّ الاستهداف الصحيح للجمهور؟
أولًا، معرفة الجمهور
خلال الجلسة، عرضت قات صورةً لشخص يبدو فيها أنّه يصرخ في الشارع، وقالت إنّه لا يتمّ التفاعل مع الكثير من منشورات المؤسسات الإعلامية، وعزت السبب إلى أنّ صورة الشخص التي عرضتها تمثّل عدم اهتمام المارّة بفكرة الشخص لأنّه يصرخ بها وسط أشخاص لا يكترثون لموضوعها. وحذّرت من الاتجاه إلى جمهور غير مهتم بالمحتوى، لذلك من المهم أن تستهدف المؤسسات الإعلاميّة الجمهور الصحيح.
كذلك تطرّقت قات الى موضوع الخوارزميات، وقالت إنّ مواقع التواصل الاجتماعي لا تعتمد مبدأ الشفافية والوضوح بخصوص خوارزميات الوصول، مشيرةً إلى أنّه كلما زاد تفاعل الأشخاص مع الصفحات والمجموعات، تتعزّز فرصة ظهور منشوراتك على صفحات التواصل الاجتماعي الرئيسية.
وقدّمت قات بعض الإرشادات حول التحدث للجميع باللغة نفسها، قائلةً ما يلي:
- تتباين لغة الخطاب من مجتمع لآخر.
- من الضروري الانتباه إلى اختيار اللهجة المناسبة: العامية، الفصحى، لغة عالية، لغة بسيطة، لغة مرحة، لغة ساخرة.
- يجب أن يتناسب مستوى الخطاب مع عمر ومستوى وجنس الأشخاص الذين تستهدفهم.
- اختيار الموضوعات والزوايا المناسبة.
- طول المحتوى: أشارت المدرّبة إلى أنّ المراهقين يفضلون المحتوى القصير، السريع ولذلك يتوجهون الى تيك توك.
- طرق التفاعل: يجب التعرف إلى أنواع التفاعل المفضّلة لجمهورك.
ويجدر أيضًا التعرّف إلى العادات الرقمية والتي تتضمّن:
- نوع الأجهزة المستخدمة.
- القنوات الرقمية والسوشيال ميديا.
- توفّر وسرعة وتكلفة الانترنت.
ثانيًا، اختيار القنوات المناسبة
تحدثت المدرّبة عن التغيّر الذي حدث بالقنوات التي تتمّ مشاركة المحتوى من خلالها، حيث انتشرت القنوات الرقمية ومنها الإذاعة الرقمية، وسائل التواصل الإجتماعي، البريد والتطبيقات المختلفة.
ثالثًا، اختيار الوسيط المناسب
أي المحتوى من مقالات وتقارير مكتوبة أو مصوّرة وتغريدات ودراسات وصور وفيديو وبودكاست وجرافيك وألعاب والواقع الافتراضي والبث المباشر.
ثمّ عرضت قات نموذجًا لمجتمع رقمي وهو مجتمع الصحفيين للمركز الدولي للصحفيين، وشرحت أنّ المجتمع يتفاعل على صفحة المجموعة على فيسبوك ويتفاعل مع المقالات والمشاركة بالجلسات والتنافس على المنح والمشاركة بالاستبيانات.
وأنهت المدرّبة الجلسة بتقديم بعض النصائح التي شملَت كيفية استخدام صفحات فيسبوك بفعاليّة، وشدّدت على أهميّة تحديد الأهداف بدقة ودراسة سلوك المنافسين والتخطيط للمحتوى التحريري والتأكد من أنّ الميزانية تناسب المحتوى، كذلك الاستفادة من تحليل ودراسة الأرقام والتقييم للتخطيط المستقبلي.
ميس قات هي صحفية وخبيرة بالصحافة الرقمية درّبت المئات من الصحفيات والصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حول مجالات الصحافة الرقمية الحلول الصحفية لمواقع التواصل الاجتماعي، بناء المجتمعات الرقمية، الصحافة الرقمية الإبداعية والانتقال الرقمي للصحافة التقليدية. ميس هي مؤسسة شريكة ومديرة سابقة لفريق الصحافة الرقمية بـ"مؤسسة روزنة للإعلام"، إحدى أبرز المؤسسات الإعلامية المستقلة في سوريا. كما عملت كصحفية متخصصة بقضايا الشرق الأوسط، وسوريا على وجه الخصوص، وشاركت في مشاريع استقصائية عابرة للحدود لصالح مؤسسات إعلامية في العالم العربي وأوروبا.
هذه الجلسة كانت جزءًا من سلسلة ويبينارات تدريبية باللغة العربية أطلقها المركز الدولي للصحفيين ومشروع ميتا للصحافة، ضمن برنامج يهدف إلى مساعدة الصحفيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تطوير مهاراتهم. ومن المقرر أن يحصل المشاركون في الجلسات على شهادة، كما تسنح لهم فرصة التقديم لمنحة بعد انتهاء جلسات الدورة الستة.
لحضور هذه الجلسة التي قُدّمت عبر صفحة شبكة الصحفيين الدوليين على فيسبوك، يرجى الضغط هنا.
للإطلاع على ملخص الجلسة الأولى بعنوان "فرص وتحديات التعهيد الجماعي في الصحافة"، إضغط هنا.
للإطلاع على ملخص الجلسة الثانية بعنوان "إرشادات لتحليل وفهم خصائص جمهور وسائل الإعلام"، إضغط هنا.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على بيكسيلز بواسطة كريستيان دينا.