أدوات السرد القصصي.. رحلتك لقصة صحفية جذابة

نوشته Hadil Arja
Jan 11, 2022 در موضوعات متخصصة
صورة

منذ قرابة عامين وخلال عملية بحث كنت أجريها عبر الإنترنت عن أدوات رقمية في مجال السرد القصصي الرقمي باللغة العربية، عثرت على دورة تدريبية مجانية تحمل عنوان "السرد القصصي الرقمي". باختصار، من هنا بدأتُ في عملية تطوير مهارات السرد الرقمي مع فريق العمل في المنصة الإعلامية التي أديرها Tinyhand والمتخصصة في قضايا الأطفال في مناطق الصراع والحروب.

توفّر هذه الدورة التي تقدّم مساقاتها شبكة أريج المتخصصة بالصحافة الاستقصائية بالتعاون مع منصة إدراك، إجابات لأسئلة كثيرة ربما راودتك عن السرد القصصي الرقمي وستقدّم معلومات ومصادر لم تكن قد مررت عليها سابقاً. إذًا، بإمكانك اعتبار هذه الدورة بمثابة دليل تعود إليه كلما شعرت أنك فقدت ذلك الخيط الناظم في أعمالك بمجال السرد القصصي.

فإن كنت مهتماً بتطوير أسلوبك في السرد القصصي الرقمي، احرص أولاً على استيعاب مفهوم السرد القصصي وعناصر السرد الرقمي ومعايير القصة الرقمية،  بالإضافة إلى أساليب وأنماط السرد القصصي الرقمي من خلال هذه الدورة التدريبية: "السرد القصصي الرقمي".

وفيما يلي مجموعة من الأدوات الرقمية في خمسة مجالات مختلفة، سوف تخلق تفاعلاً أكبر في قصتك الصحفية، ولكن مع التأكيد على استخدامها في مكانها الصحيح، فليس الهدف هنا مجرّد إقحامها في القصة كعنصر جديد بل كعنصر داعم ومكمّل لقصتك الصحفية يساعدك في إنجاز ما ترغب به في وقت قياسي.

أداة Flourish: عرض البيانات بأسلوب تفاعلي وبصري

لم يعد سرد التفاصيل المرتبطة بالأرقام والبيانات المعقدة بالأمر الصعب، فهناك الكثير من الأدوات التي تسهل عملك، نذكر منها أداة Flourish التي بإمكانك من خلالها تمثيل البيانات بصرياً وعرضها بأسلوب تفاعلي.

ورغم أنّ هذه الأداة ليست مجانية بالكامل، إلا أنه بإمكانك خلال إنشاء الحساب انتقاء الخيار "عام" وهو مجاني وتبدأ بعملية تحويل البيانات إلى رسومات توضيحية.

 وبعد الانتهاء من عملك يمكنك بكل بساطة تحميل الملف أو حتى تضمينه في مادتك كما هو موضح في هذه الصورة أدناه من موقع Flourish.

صورة

مثال: لماذا تفشّى فيروس كورونا بهذه السرعة وكيف يمكننا تسطيح المنحنى؟/ واشنطن بوست، هذه محاكاة بسيطة لواقع معقد حول انتشار "كوفيد- 19"، قام بها الصحفي هاري ستيفنز من خلال الرسوم البيانية التي أنشأها لشرح كيفية انتشار فيروس كورونا.

هذه القصة التي نشرت عام 2020 هي الأكثر قراءة على الإطلاق في صحيفة "واشنطن بوست"، وتمت ترجمتها إلى 13 لغة إحداها اللغة العربية.

أداة من مركز نايت/knight lab: التسلسل الزمني 

لفتني تشبيه ذكرته المدرّبة روان الضامن المديرة العامة لشبكة "أريج" المتخصصة بالصحافة الاستقصائية في إحدى مساقات دورة "السرد القصصي الرقمي"، حيث قالت إنّ المعلومات مثل كرة القدم، سيتمكن المتلقي من التقاط المعلومة الأولى والثانية وربما الثالثة، لكن عندما ترمي له الكرة الرابعة أي المعلومة الرابعة، حينها سيوقع المتلقي كل الكرات ولن يستطيع إمساك أي منها!

وهكذا هو الأمر بالنسبة إلى عرض معلومات ترتبط بتواريخ مختلفة أو تسلسل زمني معين، سواء كانت قصتك تتحدث عن شخصية تاريخية ما وتتناول محطات مختلفة عن حياتها، أم كانت عن عرض تسلسل زمني كأحداث حرب أو صراع في منطقة ما، فالحلّ هو مع الأدوات الرقمية التي تحوّل ذلك التسلسل إلى مادة بصرية بسيطة.

صورة

 

الصورة من storymap.knightlab

ومن هذه الأدوات تلك التي طوّرها معهد نايت واستخدمتها مؤسسات إعلامية عالمية مثل شبكة "سي أن أن" و"تايمز" و"لو موند".  الأداة مجانية وإليكم هذا الفيديو الذي يشرح لكم كيفية استخدامها.

أداة من مركز نايت/knight lab: الخرائط التفاعلية 

هل تتابع أحداث اليوم وتعمل على تغطية قضية اللاجئين العالقين على حدود بيلاروسيا مع أوروبا، القارئ يحتاج أن تصطحبه إلى تلك الرحلة التي مرّ بها اللاجئ، استبدل الشرح التفصيلي بصور الخرائط التفاعلية.

يمكنك الاستفادة من أداة مجانية يوفرها مركز نايت وهي متخصصة في تصميم هذا النمط من الخرائط.

ولكن في حال كنت تبحث عن حلّ أقل تعقيداً والاكتفاء فقط بإظهار المسافة التي قطعها الشخص الذي تتحدث عنه في مادتك، بإمكانك استخدام خرائط جوجل، كما هو موضح في هذا المثال مقعد شاغر، هنا تمّ الاعتماد على هذه الطريقة للدلالة على المسافة الفاصلة بين مكانين، الأول انفجار الصاروخ والثاني مدرسة الأطفال.

 Shorthand/SWAY أدوات لدمج النص مع الوسائط المختلفة 

تساعد هاتان الأداتان على تحسين سرد القصص، بما تقدّمه كل منهما من خيارات مختلفة تتيح دمج النص المكتوب مع مختلف الوسائط من صور وفيديو، وتوفر للقارئ تجربة مميزة بما توفره من تفاصيل مختلفة كان من الصعب تقديمها بدون استخدام هذا النمط من الأدوات.

الأداة الأولى هي SWAY، مجانية طورتها شركة مايكروسوفت، أما الثانية Shorthand فهي مدفوعة.

مثال: خزانة ملابس اللاجئين

في مثل هذا النمط من القصص، من الأفضل أن تفكر بمادتك وبطريقة إخراجها قبل البدء بالعمل عليها، لأنّ العناصر كلها متداخلة ولا يمكن فصل النص عن الصورة أو الفيديو.

منصة الجزيرة/ مقابلات افتراضية تفاعلية

هي أداة مفتوحة المصدر للصحفيين لجعل القصص الجذابة، حيث يتم بناء عملية قصة المحادثة من إنشاء ملفات شخصية للمقابلة إلى إنشاء عمليات تبادل رسائل تفاعلية تجمع بين النص ومقاطع الفيديو والخرائط والصوت والمخططات وأي نوع آخر من المحتوى القابل للتضمين.

وتمكّن هذه الطريقة المستخدمين من التفاعل مع الأشخاص الذين تتم مقابلتهم بشكل مباشر. وإليكم هذا الفيديو التوضيحي حول كيفية استخدام هذه الأداة المجانية.

وأخيراً أرغب بالإشارة إلى أنّ هذه الأدوات الرقمية لها دور في زيادة نسبة المشاركة وولاء الجمهور، ولكن تأكد من أن يكون الإنسان هو محور القصة الصحفية، لا أحد يهتم بالقصص التي لا يمكنه الارتباط بها، سواء كنا نروي قصصاً عن تغير المناخ أو الحرب في مكان ما، فنحن بحاجة إلى التركيز على تلك الموضوعات حول التجربة البشرية.

هناك سؤال لا يجب أن نغفل عنه، هو ما هي عناصر التجربة الإنسانية في هذا الموضوع؟

إذا كان القارئ لا يرى نفسه أو شخصاً يعرفه في قصتك، فلن يهتم بها.

وبعدما نختار فكرة جيدة عن الموضوعات التي تركز على الإنسان، نحتاج إلى فهم من هو جمهورنا، ما يجعل القصة الجذابة أكثر تأثيراً هو قدرة الكاتب على فهم عقول الجمهور المستهدف بطريقة عميقة.

 فيما يلي بعض الأسئلة التي قد تساعد في تحديد جمهورك:

  • ما الذي يحفز جمهورك؟
  • من أين هم؟
  • ماذا يفعلون للعيش؟
  • ما هي المشاكل التي يحتاجون إلى حلول لها؟
  • ما هو المهم بالنسبة لهم؟
  • كيف ستوصل وجهة نظرك جمهورك بشكل أفضل؟

الصورة الرئيسية من تصوير خليل العشاوي