"السعادة" مجلة اجتماعية تخصصت بصحافة الأسرة.. هكذا نجحت

Jun 29, 2021 در موضوعات متخصصة
صورة

في الوقت الذي يواجه فيه العالم أزمات متعدّدة، أصبحَت الصحافة المتخصصة التي تقدّم نوعًا محددًا من المحتوى الذي يلبّي احتياجات معرفيّة للجمهور من الأمور المهمّة في عالم الصحافة، الذي تطرق بابه مواضيع جديدة يوميًّا.

ويفيد بحثٌ أجري في الجزائر أنّ الصحافة المتخصصة تنقسم إلى قسمين: يشمل القسم الأول الصحف التي تقدم مادة متخصصة لجمهور متخصص من القراء مثل الصحف النسائية أو الطبية أو الإقتصاديّة أو الهندسيّة، ويُعنى القسم الثاني بتقديم مادّة صحفية متخصّصة لجمهور عام من القراء غير المتخصصين.

والجدير ذكره أنّ أول مجلة متخصصة علمية ظهرت في فرنسا عام 1665، باسم "العلماء"، أما بريطانيا فقد بدأت فيها الصحافة المتخصصة بظهور صحيفة التايمز التي أنشئت عام 1785.

"السعادة".. مجلة متخصصة في فلسطين

"السعادة" هو عنوان لمجلة شهرية تصدر في قطاع غزة، وتتناول في مضمونها مختلف القضايا الاجتماعية والأسرية والثقافية مستهدفة مختلف الشرائح العمرية، وتعدّ "السعادة" من أولى المجلات الاجتماعية في فلسطين التي تهتم بصحافة الأسرة، إذ صدر العدد الأول منها في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

والمجلة هي من إنتاج مؤسسة الثريا للاتصال والإعلام، وهي كيان صحفي يسعى للنهوض بالواقع الإعلامي والثقافي والبحثي على المستوى الفلسطيني المحلي، بجانب مواكبة التطور في المجالات الإعلامية وتدريب الكوادر الشبابية على أحدث التقنيات واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وحول تجربة عمل "السعادة" طوال الفترة الماضية، حاورت "شبكة الصحفيين الدوليين" المحررة بالمجلة الصحفية مريهان أبو لبن، وعادت بالحوار التالي:

شبكة الصحفيين الدوليين: ما الذي تقدمونه للمجتمع؟

مريهان أبو لبن: انطلقت مجلة "السعادة" نظرًا لحاجة البيئة الفلسطينية لصحافة أسرية متخصصة تعالج القضايا المجتمعية حيث تُركز في مواضيعها على القضايا الأسرية، والتنمية المجتمعية، ومواضيع التربية والطفل إلى جانب القضايا الخاصة بالمرأة واستطلاعات الرأي والمقالات، علاوة على طرح قضايا ثقافية.

شبكة الصحفيين الدوليين: حدثينا عن محتوى إصدارات "السعادة"؟

مريهان أبو لبن: تحتوي المجلة على العديد من المواضيع الصحفيّة والتربوية والزوايا الاجتماعية والثقافية التي تهم الأسرة وتُسهِم في خدمة المجتمع وتناقش مشكلاته، حيث يكتبها عدد من الشخصيات المجتمعية البارزة وبعض من أصحاب الاختصاص، كذلك تستخدم معظم الفنون الصحفية من تقارير وقصص ومقالات مع تخصيص زوايا ثابتة لتحقيقات شهرية يعدّها مجموعة من الصحفيين والمراسلين.

اقرأوا أيضًا على شبكة الصحفيين الدوليين: "أراجيك" مجلّة شبابية تثري المحتوى العربي.. هذه قصة نجاحها

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف تجذبون الجمهور إلى المجلة؟

مريهان أبو لبن: نتبع في ذلك أساليب عدة أبرزها: الحداثة في العملية الإخراجية للمجلة، ونعتمد أن يكون الغلاف جذّابًا ومؤثرًا، وعبر تحويل الأفكار إلى صور جمالية وجودة المعلومات الصحفية المطروحة في الصفحات الداخلية، إضافة إلى تسخير مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة في عملية التسويق والوصول، ومع إعطاء الأهمية لطرح القضايا بعمق وعرض معلوماتي يلبي احتياجات القراء بعيدا عن سطحية ومحدودية الطرح.. فالمعلومة أولا.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما التحديات التي تواجه مجلة "السعادة"؟

مريهان أبو لبن: أهم التحديات التي تواجه الصحافة الورقية في الوقت الجاري، هي صعوبة الوصول إلى الجمهور والحفاظ عليه، في ظل استعاضته بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لتلبية أفكاره واحتياجاته، فضلًا عن الأوضاع المعقدة داخل قطاع غزة - مكان طباعة المجلة -التي تسببت قبل أعوام بأزمة مالية دفعتنا مؤقتا إلى إيقاف طباعة المجلة وتوزيعها.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف تغلبتم على المشكلة السابقة؟

مريهان أبو لبن: كنا نتوقع حدوث الأزمة الطارئة نظرًا لإرهاصات ميدانية وشح الموارد الإعلانية، وعلى إثر ذلك فعّلنا الخطط البديلة التي مكّنتنا من الإبقاء على خط التواصل مع الجمهور عبر المنصات المجانية، إلى أن تمكنّا بعد ثمانية أشهر من تجاوز الانتكاسة والعودة إلى الصدور مجددًا.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي نصائحكِ لأي مجلة اجتماعية مطبوعة؟

مريهان أبو لبن: يواجه العمل في المجلات المطبوعة في عصر "السوشيال ميديا" تحديات ضخمة للاستمرار بنفس النهج وللوصول إلى القاعدة الجماهيرية المبتغاة، ولكن يوجد بعض الإشارات التي تساعد أي مجلة ناشئة في تجاوز تلك التحديات، منها:

  • المرونة في طرح القضايا والمواضيع الصحفيّة.
  • التنوع في الأساليب الصحفيّة المستخدمة.
  • وضع أفق انفتاحي على الآخرين.
  • عدم النظر إلى حجم المبيعات والاعتماد على حجم الوصول.
  • التجديد في طرح الأفكار والزوايا بما يناسب فئات المجتمع كافة.
  • تسخير "السوشيال ميديا" كمنصة وصول مهمة وضرورية.
  • العمل بشكل أساس على تقديم الرسالة المطلوبة من المجلة مهما كانت المعوقات.

عبد الرحمن محمود، حاصل على البكالوريوس في الصحافة والإعلام، تخصَّص منذ عام 2012 في إدارة وكتابة المحتوى الرقمي لمواقع ومنصات محلية ودولية.

الصورة الرئيسية هي لمجلّة السعادة.