أهمية صحافة السلام وكيفية العمل بها

Nov 19, 2021 في موضوعات متخصصة
صورة

عند تغطية الصراعات والأزمات، ينبغي أن يكون الصحفيون على دراية بالعواقب السلبية التي قد تنجم عن تقاريرهم، وكذلك بإمكانية تعزيزها للسلام في مجتمعاتهم. وهذا ما يركز عليه المنهج الدراسي لدى مركز صحافة السلام العالمي بجامعة ميزوري الأميركية.

في هذا الإطار، يقول مؤسس المركز، الأستاذ ستيفن يونجبلود، إنّ "صحافة السلام هي عندما يتخذ المحررون والصحفيون خيارات من شأنها تحسين آفاق السلام في أي قصة يعملون عليها". ويضيف أنّ "هذه الخيارات، التي تشمل كيفية تأطير القصص واختيار الكلمات بعناية، تخلق جوًا يفضي إلى السلام ويدعم مبادراته وصُناعه، وذلك من دون المساس بالمبادئ الأساسية للصحافة الجيدة".

وقد أقام يونجبلود العديد من الندوات حول صحافة السلام في مختلف أنحاء العالم، بما فيها كوسوفو ونيجيريا واليمن. كما يدير مدونة حول هذا النوع من الصحافة تحت عنوان "خواطر حول صحافة السلام".

إذًا كيف يمكن للصحفيين أن يلتزموا بممارسات صحافة السلام على أكمل وجه؟ إليكم بعض النصائح المفيدة من تدريب استضافه يونجبلود مؤخرًا للصحفيين الأفريقيين.

كيف تصبح صحفيًا متخصصًا بالسلام

أثناء التدريب، قام أدماير ماسوكو، المحاضر الصحفي لدى كلية هراري بوليتكنيك للصحافة والإعلام بزيمبابوي، بتقديم بعض النصائح المتعلقة بصحافة السلام.

ونصح ماسوكو الصحفيين بأن "يلتزموا بقيم الأخبار عند تغطية السلام، إذ عليهم أن يتجنبوا التحريف أو تشويه الصور أو تزييف المشهد أو تغييره. كما يجب أن يستعين الصحفيون بأصوات بديلة في تقاريرهم، وأن يتقصوا جميع الحقائق". وأضاف أن عليهم أن يكونوا محايدين وأن يعرضوا مجموعة متنوعة من وجهات النظر.

وعلاوة على ذلك، ينبغي أن ينتبه الصحفيون إلى اللغة التي يستخدمونها في تقاريرهم، وكيف يمكن أن تساهم في الردود الاستباقية واحتواء الأزمات وتهدئة الصراع. وفي هذا الصدد، نصح ماسوكو باستخدام "لغة مناسبة وتجنب اللغة المتلاعبة وغير الموضوعية"، كما نصح الصحفيين بأن "يتجنبوا التحيز والترويج للمصالح الحزبية وأن يهتموا برفاه الناس". وأضاف المُحاضر أن على الصحفيين أن "يتجنبوا الألفاظ النابية وخطاب الكراهية [والمعلومات المضللة] وأن يعاملوا المصادر والموضوعات على أنهم بشر يستحقون الاحترام"، مضيفًا: "لا تعامل المصادر أبدًا كوسيلة لتحقيق غايتك".

كما أكد ماسوكو على أهمية الاستقلالية التحريرية في صحافة السلام، ناصحًا بالتصرف بشكل مستقل "وتجنب الارتباطات التي قد تؤثر على استقلاليتك والتدخلات غير المبررة من المعلنين و[المؤسسات الدينية] والجهات الراعية والسياسيين".

من جانبه، لفت يونجبلود إلى ضرورة أن يفهم الصحفيون أنّه لا ينبغي أن تقتصر صحافة السلام على أوقات الصراع، فعليهم أن يطبقوا المبادئ التي تنصّ عليها في تغطيتهم.

صحافة السلام في أفريقيا

ساعدت الصحفية الزيمبابوية باشنس روساري في إطلاق برامج لدى مركز روتاري للسلام بجامعة ماكيريري لتدريب الصحفيين على كيفية الكتابة عن الصراع وتغطية الخلافات السياسية.

في هذا السياق، أوضحت الصحفية أنّ هذه "التدريبات تتناول دور الإعلام في بناء السلام، وكيف يمكن للممارسات الإعلامية أن تمنع تصعيد الصراعات وأن تعزز من حلها بلا عنف". وأضافت أنها "تمثل مجموعة من التجارب والخبرات التي تحكي بمهارة قصة الروابط بين وسائل الإعلام وبناء السلام في أفريقيا وخارجها".

ومن خلال هذه البرامج، التي تُقام في زيمبابوي ونيجيريا وليبيريا، تستكشف روساري القيم الأساسية للحقيقة والعدالة الإجتماعية والمساواة والتقارير الإخبارية المتوازنة.

مميزات صحافة السلام

بحسب الأستاذ يونجبلود، تتميز صحافة السلام بأنها:

  • استباقية، أي أنها تتناول الأسباب التي تؤدي إلى الصراعات، وتبحث عن طرق تشجيع الحوار قبل وقوع العنف، وتستكشف الحلول المتاحة.
  • تقر بوجود أرضية مشتركة بين الأطراف وترفض التقارير الاستقطابية، إذ يرفض صحفيو السلام الدعاية من أي مصدر، ويبحثون عن الحقائق من جميع المصادر بدلًا من ذلك.
  • متزنة، حيث تغطي القضايا والمعاناة المتعلقة بالسلام من جميع أطراف الصراع، كما تعبر عن أصوات من لا صوت لهم، بدلًا من تغطية أخبار النخب وأصحاب النفوذ.

يمكنكم الإطلاع على القائمة الكاملة للنصائح التي يقدمها يونجبلود في مدونته عبر الضغط هنا.


الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على انسبلاش بواسطة سونجوك كيم.

لونجيلو إندلوفو هو صحفي دولي حائز على عدة جوائز ومقيم في مدينة بولاوايو في زيمبابوي. وهو متخصص بكتابة الأخبار والتصوير وإنتاج الفيديو وتغطية أهم الأخبار والمقالات والفعاليات المحلية للعديد من المؤسسات الإعلامية.