خطوة بخطوة.. كيفية توظيف مهاراتك الصحفية لتحقيق الشهرة على تيك توك

بواسطة Sophia Smith Galer
Jul 24, 2025 في إشراك الجمهور
صورة

لن أنسى ذلك اليوم أبدًا حين قال لي أحد المحررين في بي بي سي، عندما كنت في الخامسة والعشرين من عمري، إنّ الصحفيين لا ينبغي أن يكونوا على منصة تيك توك لأن "هناك الكثير من المعلومات المُضللة". وفي ذلك الوقت، كان لدي ما يقارب الـ10,000 متابع على المنصة، وربما أكثر، وكان تعليقه جارحًا. وكان المحتوى الذي أُقدّمه عبر تيك توك يدعم عملي الصحفي وشغفي بتعلم لغات جديدة، وكان مدروسًا بعناية، وأتمنى أن يكون نقيضًا تمامًا للمعلومات المُضللة.

ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن التعليق لم يكن عابرًا كما تخيلت في البداية. فقد كشفت أن القادة الذين يعملون في المناصب العليا قد يضعون سياسات بناءً على آراء شخصية لا إلى حقائق، وأن الكثيرين يعتقدون أن وجود المعلومات المُضللة سببًا لتجنّب المنصة أو الشكل الإعلامي، بدلاً من التواجد فيه بقوة.

طوال مسيرتي الصحفية — من بداياتي كصحفية فيديو في بي بي سي، مرورًا بمنصبي كمراسلة أخبار أولى في VICE News، وحتى عملي الحالي كمؤلفة ومؤسسة مستقلة — كانت القوة الدافعة لمسيرتي الصحفية دائمًا هي وضع الجمهور في المقام الأول. تلقيت تدريبًا ممتازًا في بي بي سي لفهم مواطن "النقص في الخدمات"، وهو ما تسميه بي بي سي بـ"الجمهور الذي لم تصل إليهم التغطية بشكل كاف".

وكان التوسع في المنصات الرقمية عاملاً مهمًا في الوصول إلى هذه الفئات من الجماهير، لأنهم بالتأكيد لم يعثروا علينا عبر الوسائل الإعلامية التقليدية التي تراجع تأثيرها مثل التلفزيون والراديو والصحف. في عام 2019، أصبحت منصة التيك توك تفرض نفسها كظاهرة تستحق التوقف عندها، فقررت التعمق في فهمها، وسرعان ما أدركت أنها منصة يتشارك فيها المستخدمون المعلومات والمحتوى عالي الجودة. وبينما ظل الكثير من مديري وسائل الإعلام يصفونها بمنصة للغناء والرقص، كنت أقترب من أول 100 ألف متابع من خلال مقاطع بسيطة تشرح الأخبار وتُقدّم سردًا موثوقًا وواقعيًا للأحداث.

لم تكن الوصفة السرية يومًا سرًا حقيقيًا: إذا نظرت في أساليب صُناع المحتوى- الذين لم تكن لديهم أي تحفّظات تقليدية تجاه منصة تيك توك كمكان لنشر المحتوى الإخباري-ستجد أنهم ركّزوا دائمًا على احتياجات الجمهور واهتماماته، وتركوا لمتابعيهم تحديد المواضيع التي يجب تناولها، بدلًا من الالتزام بأجندات الأخبار التقليدية التي تُجبر وسائل الإعلام الرئيسية على اتباعها. ولم تكن الموضوعات الترفيهية وحدها قادرة على تحقيق الانتشار، بل كانت قضايا العدالة الاجتماعية والشؤون الراهنة تمتلك الزخم ذاته لإحداث تأثير واسع.

@sophiasmithgaler My latest story from the coast and 👀effluent 👀 of Rosignano Solvay in Tuscany. What is going on - and why hasn’t the city hall funded this study into local pollutants and a possible link to diseases here yet 🤨 #solvay #italy #environment ♬ Creepy and simple horror background music(1070744) - howlingindicator

الأهم من ذلك، أن صُناع المحتوى كانوا يتحدثون مباشرةً إلى الكاميرا ويحررون مقاطعهم بأسلوب قد يُصدم منه محررو التلفزيون؛ فحتى الآن، لا تزال فيديوهاتي مليئة بمقاطع التكبير/التصغير المفاجئة والقصّ السريع. السر كان في تقديم محتوى عالي الكثافة يحافظ على انتباه المشاهد، وأسلوب عرض عفوي يُشبه الحديث مع صديق. بهذه المقاربة، تمكّن صحفيون مثلي — ممن تبنوا المنصات الرقمية مبكرًا — من تحقيق انتشار واسع من خلال مقاطع تشرح الأخبار، سواء كانت تغطية لأحداث يومية أو تحقيقات أصلية. كثيرون منا تخلّوا عن أساليب كتابة النصوص التقليدية في الإعلام المرئي والمسموع، وأعادوا صياغتها بما يواكب منطق الخوارزميات مثل جذب انتباه المشاهد في الثواني الخمس الأولى، واستخدام لغة جذابة للمحافظة على اهتمام الجمهور.

نحن الآن في عام 2025، ولم تكتفِ جميع المنصات بتقليد تيك توك وإطلاق نسخها الخاصة من المحتوى القصير، بل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نفسها مجزّأة. لم يعد بإمكان الصحفيين كتابة التغريدات وتوقّع أن تصل أعمالهم للجمهور كما كان الحال في أواخر العقد الماضي، الأخطر من ذلك، أن المؤسسات الإخبارية باتت تواجه تحديًا حقيقيًا على التطبيقات التي تشهد أسرع نمو كمصادر رئيسية للأخبار. يشير تقرير الأخبار الرقمية الصادر عن معهد رويترز للصحافة إلى أن الجمهور يثق أكثر بالمؤثرين والشخصيات الفردية على الإنترنت مقارنةً بالمؤسسات الإعلامية السائدة. نحن في زمن يمنح فيه الأفراد ثقتهم للعلامات التجارية، لا العكس. إنّ وسائل الإعلام التقليدية تخسر ثقة الناس ومتابعتهم، فيما تنخفض أعداد الزيارات إلى المواقع الإلكترونية، وتتلاشى عائدات الإعلانات.

@sophiasmithgaler The em dash. Hate it? Love it? Here’s why people are talking about it #emdash #language #ai ♬ original sound - Sophia Smith Galer

لهذا السبب أشعر بالقلق من بعض المحاولات الحالية التي أراها في غرف الأخبار لإنتاج محتوى فيديو اجتماعي. وأرى الكثير من الفيديوهات التي تعتمد على تكرار نصوص وكالات الأنباء واستخدام نفس اللقطات التي بثّها المنافسون، بدون أن يُقدّموا بصمة صحفية تُميّزهم، رغم أننا نعلم أن التحقيقات الاستقصائية الأصلية، والمواهب، والمحتوى الفريد هي ما تدفع الناس للاشتراك والمتابعة. والجمهور على وسائل التواصل يريد محتوى مميزًا يبدو طبيعيًا ومتناسقًا مع المنصة. بعض المؤسسات مثل نيويورك تايمز وThe Times في بريطانيا، صار لديها كُتّاب يقدّمون شروحات أمام الكاميرا بأسلوب يُشبه منصة اليوتيوب، ويقومون بإنتاج عالي الجودة، يحقق نتائج جيدة، لكنه يتطلب جهدًا كبيرًا من غرفة الأخبار، ولا يستطيع مواكبة الأخبار العاجلة، ولا يبدو طبيعيًا للمنصة. أما المؤسسات الإعلامية الأخرى فلا تبذل أي جهد في إشراك صحفييها في هذا النوع من الفيديوهات، وتكتفي بمجموعة من صحفيي الجيل الجديد لعرض أعمال الآخرين، بدون تعزيز أي نوع من العلاقة المباشرة أو الشفافية بشأن القصص التي ينتجونها مع الجمهور. الأهم من ذلك، أن هذه الفيديوهات كلها تصدر باسم ناشر الأخبار، وليس باسم الصحفي نفسه، الذي لو أُعطي الحرية والمساحة، لاستطاع بناء جمهور رقمي خاص حول عمله، وهو الجمهور الذي غالبًا ما يكون أكثر تفاعلًا ودعمًا للمحتوى الذي يصنعه بشخصيته. تخيّل لو امتلأت المنصات بحسابات المؤسسات الإخبارية، تدور حولها حسابات صحفييها، يتبادلون المحتوى ويتفاعلون بشكل تكاملي، فيغذّون المنصات بمحتوى أكثر وصولاً وعالي الجودة.

فما هو الحل من وجهة نظري؟ أداة في جيبك تساعدك على تقديم فيديوهات توضيحية بأسلوبي، تروّج لعملك الأصلي بدون أن تنتقص منه شيئًا. لقد فزت بجائزتين في الصحافة: جائزة جورجينا هنري للصحفيات في الابتكار الرقمي في المملكة المتحدة، وجائزة المركز الدولي للصحفيين لمكافحة المعلومات المُضللة، لتطوير تطبيق اسمه Sophiana، وهو التطبيق الذي يُحوّل مقالك أو نص فيلمك الوثائقي أو ملاحظات بحثك إلى نص مكتوب جاهز للنشر على إنستجرام أو تيك توك، مع ميزة التلقين التي تُتيح لك التصوير مباشرة. وبالتالي، يُقلل وقت الإنتاج — وهو أمر أساسي للصحفيين الذين يعانون من ضيق الوقت — كما يضمن أيضًا للصحفيين الذين لا يعرفون كيفية الكتابة وفقًا لخوارزميات المنصات، ألّا يهدروا ساعات من وقتهم في صنع مقاطع فيديو لن يراها أحد. ويساعدك تطبيق Sophiana من القيام بما فعلته، بدون الحاجة إلى ست سنوات من الجهد كما فعلتُ أنا.

وعند استخدام Sophiana بشكل جيّد، فلن يقتصر دور الصحفيين على إنتاج المزيد من الفيديوهات فقط، بل سيلاحظون أيضًا تفاعلًا إيجابيًا ومتزايدًا مع تقاريرهم على منصات الفيديو العمودي. سيبدأون بجني تأثيرات أوسع: رسائل مباشرة تحمل معلومات جديدة، وتعليقات تُثري قصصهم وتدفعها للأمام، وزيادة في ظهور أعمالهم، مما يساعد على تحويل المتابعين العابرين إلى مشتركين، ووضع مؤشرات تأثير يُمكن الاستفادة منها في الترشيح للجوائز. وعلى المدى البعيد، يُشكل تطبيق Sophiana أداة فعّالة لتمكين قطاع كبير من الصحفيين من ملأ منصات تيك توك، وإنستجرام واليوتيوب بتقاريرهم. ينبغي ألا يقتصر الانتشار على المؤثرين الأذكياء وصنّاع المحتوى الإخباري الذين — في كثير من الأحيان — لا علاقة لهم بإنتاج المواد الصحفية. بل يجب أن نكون نحن من نساهم في ذلك.


الصورة الرئيسية مقدمة من صوفيا سميث جالر.