6 طرق لاكتشاف الحسابات المشبوهة على "تويتر".. هكذا يعمل "المتصيّدون"!

بواسطة Donara Barojan
Nov 13, 2018 في الإعلام الإجتماعي
تويتر

على مدار العامين الماضيين، دخلت كلمات مثل "البوتات" و "بوت نت" و"المتصيدون" إلى المحادثات السائدة حول شبكات التواصل الإجتماعي، حيث جرى مناقشة تأثيرها على الديمقراطيات. غير أن هذه الحسابات غالبًا ما تكون غير صحيحة.

وفي هذا الصدد، يحدّد هذا المقال بعض التعريفات والمنهجيات المستخدمة من قبل مختبرات DFR من أجل عرض وشرح المعلومات المضللة على الإنترنت.

ما هو البوت؟

البوت هو حساب أوتوماتيكي على وسائل التواصل الإجتماعي تديره خوارزمية، وليس شخصًا حقيقيًا، بعبارة أخرى، تم تصميم برنامج البوت لإنشاء مشاركات من دون تدخل بشري. وقام المختبر الرقمي للأبحاث الجنائية (DFRLab) بتقديم 12 مؤشرًا للمساعدة في التعرف على البوت، موضحًا أنّ مؤشرات الروبوت الرئيسية الثلاث هي عدم الكشف عن الهوية، إرتفاع مستوى النشاط وتضخيم مستخدمين معينين  أو مواضيع، أو هاشتاغات.

إذا كان أحد الحسابات يكتب مشاركات فردية ويعلق على مشاركات المستخدمين الآخرين أو يرد عليها أو يتفاعل معها بأي شكل آخر، فلا يمكن تصنيف الحساب على أنه بوت، إذ يتم غالبًا العثور على البوت على تويتر وشبكات التواصل الأخرى التي تسمح للمستخدمين بإنشاء حسابات متعددة.

هل هناك طريقة للقول إن الحساب ليس "بوت"؟

إن أسهل طريقة للتحقق مما إذا كان الحساب ليس "بوت" هو الاطلاع على التغريدات التي كتبها. إذ تتمثل إحدى الطرق السهلة لفعل ذلك في استخدام وظيفة بحث بسيطة في شريط البحث على تويتر. فإذا كانت التغريدات التي تم العودة إليها بواسطة البحث صحيحة (أي لم يتم نسخها من مستخدم آخر) ، فمن غير المحتمل أن يكون الحساب المعني هو برنامج "بوت".

 ما هو الفارق بين المتصيد والبوت؟

 المتصيد هو الشخص الذي يشرع عن قصد بخلق نزاع على الإنترنت أو مهاجمة المستخدمين الآخرين لزرع الإنقسامات عن طريق نشر المشاركات التحريضية أو الخارجة عن الموضوع في مجتمع ما عبر الإنترنت أو شبكة تواصل إجتماعي. ويكمن هدف المتصيدين باستفزاز الآخرين للقيام بردة فعل عاطفية وتعطيل المناقشات. ويختلف المتصيد عن برنامج البوت لأن المتصيد مستخدم حقيقي، في حين أن برامج البوت هو أوتوماتيكي. وهذان النوعان من الحسابات لا يعتمدان على بعضهما البعض. 

ومع ذلك، لا يقتصر التصيد كنشاط على المتصيدين وحدهم، فقد لاحظ مختبر DFR أن المتصيدين يستخدمون البوت لتضخيم بعض رسائلهم. على سبيل المثال، في آب/أغسطس 2017، تم رصد حسابات تصيد جرى تضخيمها بواسطة البوتات استهدفت DFR  بعد مقال عن احتجاجات Charlottesville. في هذا الصدد، يمكن للبوتات أن تُستخدم وقد استُخدمت أصلاً لأغراض التصيد.

وللإشارة، فإنّ رسم أويلر التخطيطي يمثل عدم وجود تداخل بين حسابات البوت والتصيد.

وللإشارة، فإنّ رسم أويلر التخطيطي يمثل عدم وجود تداخل بين حسابات البوت والتصيد.

ما هو "البوت نت"؟

إن "البوت نت" هي شبكة من حسابات البوت يديرها نفس الفرد أو المجموعة. ويشار إلى أولئك الذين يديرون شبكات "البوت نت" - التي تتطلب مساهمة بشرية أصلية قبل النشر - على أنهم "رعاة بوت". وتعمل البوتات في شبكات نظرًا لأنها مصممة لصنع تفاعل على شبكات التواصل الإجتماعي مما يجعل الموضوع الذي تنشر عنه "البوت نت" يبدو أكثر تفاعلًا من قبل المستخدمين "الحقيقيين" مما هو عليه في الواقع. وتولد المشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي مزيدًا من التفاعل، لذا تضع "البوت نت" الناجحة الموضوع الذي يتم نشره أمام المستخدمين الحقيقيين.

ماذا تفعل "البوت نت"؟

الهدف من "البوت نت" هو إنشاء هاشتاغ أو مستخدم أو كلمة رئيسية تبدو محط حديث أكبر (بشكل إيجابي أو سلبي) أو أكثر شعبية مما هو عليه في الواقع. تستهدف البوت خوارزميات وسائل التواصل الإجتماعي للتأثير على القسم الرائج، مما يؤدي بدوره إلى عرض المحادثات التي يضخمها البوت على المستخدمين غير المرتابين.

ونادراً ما تستهدف "البوت نت" المستخدمين الحقيقيين، وعندما يشاركون، فإنهم يوجهون إليهم بريدا غير مرغوب به أو يضايقونهم بشكل عام، وليس لمحاولة تغيير آراء الناشطين السياسية.

كيفية التعرف على "البوت نت"؟

في ضوء تنظيف البوت وتعزيز منهجية الكشف على تويتر، أصبح رعاة "البوت نت" أكثر حذرًا، مما يجعل اكتشاف البوتات الفردية أكثر صعوبة. كما أنّ تحليل أنماط شبكات "البوت نت" الكبيرة هو البديل للتحديد الفردي لهوية البوتات لتأكيد أن حساباتها الفردية بوتات.

وفي هذا السياق، حدد DFRLab ستة مؤشرات يمكن أن تساعد في تحديد "البوت نت". فإذا صادفت شبكة من الحسابات تشتبه في أنها جزء من شبكة بوت نت، إنتبه إلى ما يلي:

من المهم أن نتذكر عند تحليل "البوت نت" أنه لا يوجد مؤشر واحد يكفي لاستنتاج أن الحسابات المشبوهة هي جزء من "البوت نت"، ويجب أن تُدعم مثل هذه البيانات أولا بثلاثة من مؤشرات "البوت نت" على الأقل.

  1. نمط الكلام

البوتات التي تديرها خوارزميات مبرمجة لاستخدام نمط الكلام نفسه. أي إذا مررت على عدد من الحسابات التي تستخدم ذات نمط الكلام بالضبط، على سبيل المثال تغرد بمقالات إخبارية مستخدمة نص المقال في العنوان، من المحتمل أن تكون هذه الحسابات يتم تشغيلها من قبل نفس الخوارزميات.

قبل الانتخابات في ماليزيا، وجد DFRLab  2200 بوت، وكلها كانت تستخدم ذات نمط الكلام بالضبط. واستخدم كل بوت هاشتاغين من التي تستهدف التحالف المعارض، كما تم وضع وسم لما بين 13 و16 مستخدم حقيقي لتشجيعهم على المشاركة في المحادثة.

مسودة بيانات للتغريدات التي نشرتها حسابات البوت قبل الانتخابات في ماليزيا (المصدر: Sysomos)

2-منشورات متطابقة

مؤشر "بوت نت " آخر هو المنشورات المتطابقة. نظرًا لأن معظم البوتات عبارة عن برامج كمبيوتر بسيطة جدًا، فهي غير قادرة على إنتاج محتوى أصلي. نتيجة لذلك، تغرد معظم البوتات بمنشورات متطابقة.

وقد كشف تحليل DFRLab لحملة على تويتر تحث على إلغاء مسابقة رسوم كراهية في هولندا أن عشرات الحسابات تنشر تغريدات متطابقة.

بواسطةGIPHY

على الرغم من أن الحسابات الفردية كانت حديثة جدًا بحيث لا تحتوي على مؤشرات بوتات واضحة، إلا أن سلوك المجموعة أظهرها باعتبارها جزءًا من نفس "البوت نت".

3.إسم الحساب

هناك طريقة أخرى لتحديد برامج "البوت نت" الكبيرة وهي النظر في أنماط الحسابات المشتبه بها، أي كيف كُتبت "@..." يستخدم منشئو المحتوى غالبًا نفس النمط عند تسمية البوتات الخاصة بهم.

(المصدر تويتر/ @jreichelt / رابط مؤرشف)

أيضًا قد تكون الأسماء منظّمة بالأحرف والأرقام، وقد استخدمت البوتات التابعة لـ"بوت نت" التي اكتشفها DFRLab قبل الانتخابات الماليزية مقابض حرفية-رقمية ذات 15 رمزًا.

لقطة من مقابض تويتر التي استخدمت هاشتاغات #SayNOtoPH و #KalkkanPakatan قبل الانتخابات الماليزية (المصدر: Sysomos)

4.تاريخ ووقت الإنشاء

تميل البوتات التي تنتمي إلى نفس "البوت نت" إلى مشاركة تاريخ مماثل للإنشاء. إذا صادفت عشرات الحسابات التي تم إنشاؤها في نفس اليوم أو على مدار الأسبوع نفسه، فهذا مؤشر على أن هذه الحسابات يمكن أن تكون جزءًا من نفس "البوت نت".

مسودة بيانات توضح تاريخ إنشاء حسابات تويتر التي دعمت مرشحي حزب PRI في ولاية بويبلا  (المصدر:  Sysomos)

5.نشاط تويتري متطابق

عامل آخر يدلّ على "البوت نت"هو النشاط المماثل. إذا كانت هناك عدة حسابات تؤدي المهام نفسها بالضبط أو تشارك بنفس الطريقة على تويتر، فمن المرجح أن تكون جزءًا من نفس "البوت نت".

على سبيل المثال، كانت "البوت نت" التي استهدفت DFRLab مرة أخرى في آب/أغسطس 2017، تتبعت ثلاثة حسابات تبدو غير مترابطة - المتحدثة باسم حلف الناتو أوانا لونجسكو، المشتبه به كراعي بوت (belyjchelovek) وحسابا يضع صورة قطة على ملفه الشخصي (@ gagarinprosti).

 "البوت نت" التي استهدفت DFRLab تتبعت ذات الحسابات )المصدر: تويتر)

لا يمكن أن يكون هذا النشاط الفريد، على سبيل المثال اتباع نفس المستخدمين غير المرتبطين بترتيب مشابه، مجرد مصادفة عند القيام به بواسطة عدد من الحسابات غير المتصلة، وبالتالي، يعمل بمثابة مؤشر قوي على "البوت نت".

6.الموقع

مؤشر نهائي مشترك خصوصًا بين "البوت نت" السياسية وهو مشاركة موقع واحد بين العديد من الحسابات المشبوهة. يميل رعاة البوت السياسي إلى استخدام الموقع حيث وجود المرشح أو الحزب الذي يروجون له، وذلك لمحاولة الحصول على أكبر ترويج لمحتواهم في تلك الدائرة الإنتخابية.

على سبيل المثال، استخدمت "البوت نت" التي تروج لمرشحي حزب PRI في ولاية بويبلا، مدينة بويبلا موقعًا لها قبل الانتخابات في المكسيك.

بيانات أولية تظهر موقع البوتات على تويتر التي تضخم بمرشحي PRI في ولاية بويبلا. (Source: Sysomos)

هذا الأمر تم على الأرجح لضمان مشاهدة مستخدمي تويتر الحقيقيين في بويبلا للتغريدات المضخمة والمنشورات.

هل كل البوتات سياسية؟

لا، فغالبية البوتات هي حسابات بوت تجارية، بمعنى أنها تدار من قبل مجموعات وأفراد يقومون بتضخيم أي محتوى يتقاضون المال مقابل الترويج له، ويمكن توظيف البوتات التجارية لتعزيز المحتوى السياسي.

من ناحية أخرى، يتم إنشاء برامج البوتات السياسية لغرض وحيد هو تضخيم المحتوى السياسي لحزب معين أو مرشح أو مجموعة مصالح أو وجهة نظر معينة. وقد عثر DFRLab على العديد من برامج "البوت نت" السياسية التي تروج لمرشحي حزب PRI في ولاية بويبلا قبل الانتخابات المكسيكية.

هذا المقال نُشر للمرة الأولى في مختبر المجلس الأطلسي DFRLab، وأعيد نشره على شبكة الصحفيين الدوليين بعد الحصول على إذن.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الابداعي على بيكساباي بواسطة محمد حسن.