هذا المقال هو جزء من الموارد التي تقدّمها شبكة الصحفيين الدوليين باللغة العربية عن التغطية الصحفية لـ"كوفيد 19"، للإطلاع على المزيد من الموارد إضغط هنا.
تأثرت غرف الأخبار حول العالم بسياسات التباعد الإجتماعي والقيود التي فُرضت على التجمعات والسفر بسبب تفشي جائحة "كوفيد19"، ما دفع غرف أخبار كثيرة إلى البحث عن طرق جديدة للعمل، بعيدًا عن تجمّع المحررين في غرفة مكتبية واحدة.
تقول كاتبة هذا المقال ألبا مورا روكا التي تعمل في غرفة أخبار في AJ+ "كُن كالماء"، أي "أن تتكيّف كصحفي ومحرر ومعدّ فيديوهات مع جميع التغيرات لمواكبتها واستمرارك بالعمل على الرغم من جميع الظروف والمواقف". وقدّمت روكا خمسة دروس استخلصتها من إدارة غرفة الأخبار، ليستفيد منها الصحفيون خلال هذه الأوقات الإستثنائية.
أولاً، الإستفادة من الأزمة:
ترى روكا أنّ هناك فرصة كبيرة لرسم مسار الصحافة والإعلام اليوم، في خضم أزمة "كوفيد19"، ولفتت إلى أنّ استمرارية غرف الأخبار وازدهارها بعد هذه الأزمة الصحية العالميّة، ترتبط بمدى التأقلم مع التحوّل المهني الجديد. وشدّدت روكا على أنّ الوقت الآن مناسب لاستكشاف طرق تحريرية جديدة والتفكير بمبادرات لإشراك الجمهور، ونصحت الصحفيين بـ"التفكير خارج الصندوق" والقيام بأمور جديدة.
وأوضحت أنّ في عملها في غرفة الأخبار، قامت والفريق الصحفي بما يلي:
-تجربة البث المباشر على فايسبوك وانستجرام، إضافةً إلى استخدام البرامج التالية: Be.Live وZoom وCrowdcast وOBS Studio وWirecast.
-تعديل طرق التعاون مع صحفيين مستقلين، لا سيما معدّي الفيديوهات.
- التعرّف على برامج وطرق جديدة للسرد المرئي، بما في ذلك المزايا الموجودة على إنستجرام.
ثانيًا، الدقة قبل السرعة
تقول روكا: "خلال تغطية تفشي "كورونا"، كنا حريصين على التحقق من قصصنا وتقصي الحقائق، إضافةً إلى السعي للوصول إلى المصادر الأصلية"، وأضافت أنّه يمكن الإستفادة من تغطية الأزمة الصحية الآن، والعمل على تطوير وتحسين العمل وتنظيم جداول المهام وتوزيعها على الصحفيين، إضافةً إلى إعداد تقارير جيدة وإنتاج فيديوهات.
وكشفت روكا عن عدد من الأدوات التي بإمكان الصحفيين استخدامها للتحقق من صحة فيديو معيّن أو المعلومات الموجودة فيه، وهي:
TinEye وهي إضافة لمتصفّح فايرفوكس
ثالثًا، عندما تضيء شمعة، أنظر إلى الظلّ أيضًا
هنا تنصح روكا المسؤولين عن غرف الأخبار بإيجاد آلية لتنظيم نشر الأخبار وإحداث توازن بين التقارير المرتبطة بـ"كوفيد 19" وبين المحتوى الآخر، ولفتت إلى أنّه يمكن للمسؤولين تحديد نسبة المحتوى المتعلّق بكورونا الذي يجب نشره أسبوعيًا.
وأضافت أنّ جميع وسائل الإعلام تغطّي الأزمة الصحية نفسها، ولذلك يترتّب على المؤسسات الإعلامية البحث عن كيفية تمييز نفسها عن غيرها، وذلك عبر تحديد هوية المؤسسة وأهدافها ونقاط قوتها.
رابعًا، من العمل عن بُعد إلى غرفة الأخبار
في وقت بدأ يتراجع فيه تفشي "كوفيد 19"، عاد الكثير من الصحفيين في المؤسسات الإخبارية للعمل داخل مكاتبهم، ولذلك يتعيّن على المؤسسات تطوير وتحسين البنى التحتية الرقمية، ما يساعد في توزيع المهام بشكل أفضل، ومعرفة معايير الاستدامة، تنوع العمل، وزيادة فرص إشراك الجمهور والعمل بمرونة أكبر.
وقالت روكا إنّ من الأولويات بالنسبة لها في غرفة الأخبار كان التخطيط للتقنيات والأدوات الرقمية التي يمكن استخدامها. وأشارت إلى أنّ العمل مستمر لتعزيز ثقافة تنظيمية عبر الإنترنت في هذه المساحات الرقمية.
وفيما يلي أبرز نصائح روكا لغرف الأخبار:
-توثيق جميع الخطوات: كيفية سير العمل والمهام المنفذة، القرارات المتخذة، المهام التي يجب تنفيذها، وما إلى ذلك.
-تعزيز التواصل عبر الإنترنت: يمكن مشاركة أي معلومة أو تقرير على الإنترنت، الأمر الذي سيجذب قراءً جددًا وبشكل سريع.
-تعزيز الشفافية والمساءلة.
-وضع تحديثات يومية.
خامسًا، الإنسانية أولاً.. كلّنا في الأزمة نفسها
لا بدّ من الإعتراف بأنّ تغطية الفريق الصحفي لأخبار "كوفيد 19" وإنتاج تقارير عن الجائحة يوميًا هو أمر مرهق، لذلك على المسؤولين في غرف الأخبار أن يسعوا إلى رفع معنويات الفريق، وتقديم الشكر لهم، فكلمة شكر واحدة قد تكون كفيلة بتحسين معنوياتهم.
وقد يكون من الصعب التحدث إلى كلّ الفريق بحال كانت المؤسسة الإخبارية كبيرة، ولذلك على المسؤول عن غرفة الأخبار التأكّد أنّ ليس كلّ الفريق يعدّ تقارير عن "كوفيد19" بشكل يومي.
وختمت روكا بالإشارة إلى أهمية إجراء اجتماعات عبر تقنية الفيديو، وتكون بمثابة جلسات أسبوعية للدردشة والحديث عن أمور لا تتعلق بالعمل.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Christian Holzinger