تظنّ بعض غرف الأخبار أن مشاركة الجمهور تبدأ وتنتهي عند عدد الأشخاص الذين تفاعلوا مع المنشورات على وسائل التواصل الإجتماعي. ومع ذلك فإن المنتجة والصحفية الإذاعية جنيفر براندل تحاول مساعدة غرف الأخبار لإدراك أن هناك تفاعلا جماهيريا أكثر من ذلك.
وقد بدأت براندل عملها بموقع هيركين، وقالت: "إسمحوا للجمهور بأن يشارك الصحفيين بإنشاء واختيار القصص". وأضافت: "هذا سيؤدي إلى قصص يعتبرها الجمهور قريبة منه وسيكون حريصا على مشاركتها مع شبكته الخاصة على وسائل التواصل"، وفقا لموقع هيركين.
حتى الآن غرف الأخبار استخدم تهيركين للمراسلة وتتبع القصص التي كسرت الرقم القياسي لـ"إي بي سي أستراليا" لعدد المشاركات على فايسبوك وفازت بجائزة إدوارد ميراوي الإقليمية للصحافة الإستقصائية.
وقالت براندل مدافعة بقوة عن التغيير في صناعة الأخبار "أعتقد أن غرف الأخبار لازالت مترددة في التعاون مع مجتمعاتها."
وأضافت: "لا زالت بيئة حيث عليك أن تقنع المحررين أن الجمهور يستحق أن تستمع له".
شاركت براندل شبكة الصحفيين الدوليين بعض النصائح حول كيف يمكن للصحفيين خلق جمهور أكثر تفاعل من دون الإعتماد على سيل من المنشورات على وسائل التواصل الإجتماعي التي تسوق لمحتوى جديد.
أولاً: تفاعل مع الجمهور قبل النشر
إفتح المجال في غرفة أخبارك للناس الذين يريدون السؤال والمساهمة في طرح أفكار للقصص. وجهات نظر وأفكار أكثر تنوعا ستؤدي لخدمة أفضل للمجتمع خصوصا في غرف الأخبار التي لازالت لا تمثل السكان الذين تخدمهم.
براندل قالت إنه "في نهاية المطاف مهما كانت نواياك حسنة ومهما كنت ذكيا ومهما كنت منصفا ودارسا لكل شيء، فأنت محدود"، واقترحت الإستثمار بمزيد من القوة بساعدة الجماهير فيما يتعلق بافكار حول القصص-هذه الممارسة قد تساعد غرف أخبار أصغر حيث يواجه الصحفيون قيود الوقت.
ثانيًا: أقم علاقات مباشرة
لا تعتمد على وسائل التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام، خصوصًا إن كنتَ لا تعرف كيفية التحكم بالخوارزمية المتغيرة. بدلاً من ذلك، إعتمد على علاقة مباشرة مع جمهورك، وتنصح براندل باستخدام عناوين البريد الإلكتروني.
على سبيل المثال، عندما يسأل الناس سؤالا أو يصوتون من خلال منصة هيركين، فلديهم خيار إعطاء عنوان بريدهم الإلكتروني كما بإمكانهم الإشتراك في النشرة الإخبارية.
وقالت براندل إن "نهجنا يتحرك باتجاه عالم حيث يكون للشباب والعلامات التجارية علاقات مباشرة أكثر".
ثالثًا: مكافأة الجماهير
أشارت براندل إلى أنها مقتنعة أن الجمهور ليس مستهلكا سلبيا للأخبار.
وأضافت أنها تؤمن بأن الناس الذين يريدون المشاركة يودون أن يُسمع لهم أيضا كما يودون أن يساهموا بشكل منتج مع غرفة الأخبار.
ومع ذلك إحذروا فهناك بعض المؤسسات الإعلامية التي يسأل جمهوره الكثير من دون حتى الإعتراف بمساعدتهم أو إطلاعهم على ما يفعلون بمساهمته.
إفعلوا العكس وكافئوا الجمهور على مشاركته.
إسألوا عن شيء صغير لا يأخذ الكثير من الوقت.
أبقهم مطلعين وعلى علم بآخر تحديث للأحداث كشكر لهم على مساعدتهم.
وأضافت براندل أن الناس سيقومون بكثير من الأشياء للإهتمام لذا أعطهم لحظة الشهرة على وسائل التواصل الإجتماعي وأظهر لهم التقدير على مساهمتهم.
رابعًا: تكيّف مع المجتمع
براندل تقول "إن البشر فضوليون في الأساس بغض النظر عن اين يسكنون أو من أين يأتون".
مع ذلك إعرف الإختلافات الثقافية عن التكيّف مع جمهور معين. عندما تشاركت هيركين مع YLE الفنلندية، تعلمت براندل أن الجمهور الفنلندي أكثر تحفظا إزاء ذكر اسمه أو مكافأته بشكل علني على عكس الأميركيين الذي يتحمسون للبروز.
خامسًا: أعرض الكواليس
أوصت براندل بمشاركة الجمهور وجعلهم يدركون ما هي الصحافة. وتقول إن "الصحفيين يفترضون أن الناس يعرفون أن القصة تستلزم 3 اشهر و50 مقابلة". وأضافت هم لا يذهبون للجمهور ويقولون له نحن نقدم لك قطعة قيمة من الصحافة الآن. بإمكانهم القيام بعمل أفضل لجعل ذلك وضاحا.
إشرحوا لجمهوركم لماذا من الضروري الدفع مقابل الأخبار لإنتاج صحافة نوعية والمحافظة على ديموقراطية جيّدة.
في دراسة عالمية حديثة لمستهلكي الأخبار أعدّها معهد رويترز، 67% من الذين تم استطلاع رأيهم في الولايات المتحدة قالوا إنهم لا يدفعون للأخبار على شبكة الإنترنت مهما كان ثمنها وهذه النسبة ترتفع إلى 75% في المملكة المتحدة.
إقض هذا الوقت بتكوين علاقات ثقة مع جمهورك، خصوصا في الولايات المتحدة حيث قلة الثقة هي مشكلة حقيقية لوسائل الإعلام.
هل لا يزال هناك عدم اقتناع أن أكثر من نشر المنشورات على وسائل التواصل لتفاعل الجمهور؟ تحقق من هذا المنشور الذي نشره هيركين لوجهة نظر أخرى.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة بيدرو ربيرو سايموس.