بعد أسبوع من زلزال بلغت قوته 7.6 درجات هز وسط النيبال في عام 2015، كان براكاش ماهات، مصور في تلفزيون النيبال الإخباري، يغطي الآثار المترتبة على الزلزال والبحث المستمر عن الناجين في كاتماندو. بعد دقائق من الوصول إلى مكان الحادث، هزة ارتدادية قوية كادت تحطمه.
وقال ماهات: "لم أكترث أنني كنت أغطي عملية إنقاذ بالوقوف على حطام مكثف في مكان قريب، عندما بدأ المكان يهتز، كنت خائفا جدا، لقد فقدت تركيزي لفترة من الوقت وفقدت التوازن تقريبا لأنني كنت أصور فيديو بواسطة كاميرا احترافية كبيرة ونسيت أن الهزات يمكن أن تأتي في أي وقت".
وقال ديليب ثابا ماغار، وهو مراسل ومنسق تلفزيوني مستقل يعمل في كاتماندو والذي أعد تقارير عن مئات القصص عن الحرب والكوارث الطبيعية والاحتجاجات في الشوارع على مدى السنوات الـ 16 الماضية "إن إعداد تقارير عن الصدمات يختلف عن التقارير العادية - وبالتالي يتطلب مجموعة محددة من مهارات."
قبل عشر سنوات، خلال انتفاضة التمرد الماوي والصراع في النيبال، قام أحد أفراد عائلة ضابط شرطة قُتل مؤخرا على يد متمردين ماويين بتحطيم كاميرا ماغار.
وقال ماغار، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس اتحاد الصحفيين النيباليين: "نظرًا لكوني فُهمت على أنني غير مقدر لمشاعر عائلة الضحية، فقد تعرضت لهجوم جسدي. لذلك يجب أن نكون حساسين ومدركين للغاية. يجب أن يكون المحتوى المنشور حساسا للصدمة، ويجب ألا يؤثر على أي شخص - أي الضحايا وأسرهم والجمهور والصحفيين أنفسهم - أو يضر بهم".
واستنادا إلى خبرتهما الطويلة في مجال الصحافة، قام ماغار ونارندرا شريستا، المصور النيبالي الذي غطى الزلزال أيضا، بمشاركة بعض النصائح للبقاء آمنا عند إعداد التقارير في الحالات الخطيرة والصادمة:
إطلع جيدا على جغرافية المكان عند تغطيتك للحرب في منطقة صراح مشتعلة
يجب أن يعرف الصحفيون طرق النقل، البرية والجوية على حد سواء، إذا كانوا يعدون تقاريرهم في منطقة نزاع. وينبغي أن يكون للصحفيين أيضا مكانًا للإختباء في حال اندلاع العنف أو الفوضى، كالتي تحدث أثناء الإحتجاجات.
وقال ماغار: "لا تكن على أي جانب من الجانبين، لا بجانب الشرطة ولا بجانب المتظاهرين، إذا كنت ترغب في البقاء بأمان، وكلما كان الصحفي يعرف المنطقة بشكل أفضل فإنه على الأرجح سيعود في نهاية المطاف إلى غرفة الأخبار".
في بعض الأحيان على الصحفيين أن يكونوا أذكياء
وقال ماغار: "حضّر نفسك للحالات التي يتعين عليك فيها التعامل مع مسلحين أو أمراء حرب أو متمردين". وتحدث عن تقديم المال والملابس للمتمردين الذين أوقفوا فريقه في نيبال خلال فترة التمرد الماوي." وأضاف "لم افصح عن هويتي الحقيقية وقدمت نفسي كدليل سياحي لأن الوضع يهدد الحياة وبعد ثلاثة أيام في الأسر، سمحوا لي بالمغادرة".
زوّد نفسك بالمعدات
يمكن للكوارث الطبيعية أن تعيق الصحفيين لفترات طويلة من الزمن، لذا يجب على الصحفيين وتحسبًا لأي طارئ أن يحملوا معدات الإسعافات الأولية والمواد الغذائية إذا كانوا يسافرون إلى منطقة كارثة.
فكّر بالتفاضيل
العقل المرهق يعني أن المراسل "غير مستعد نفسيا" وليس لديه القدرة على تقدير المخاطر الجسدية والعقلية للنزاع أو المنطقة المتأثرة بالكوارث. واقترح ماغار بناء شبكة أمان قبل الذهاب إلى هذه المناطق، وأوصى أيضا الصحفيين بجلب معلومات الاتصال في حالات الطوارئ معهم في المهمة. وينبغي أن يعرفوا أيضا المخاطر المرتبطة بأحداث مثل الاحتجاجات وأن يعرفوا مدى احتمال تحول هذه الأحداث إلى العنف. وجود خطة في حالة الطوارئ يمكن أن تساعد على إبقاء المراسل هادئا وأكثر انتباها لعمله.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الابداعي على فليكر بواسطة بسيت.