واجه الإعلام الأميركي عاصفة من النقد يوم الأربعاء 11 شباط/ فبراير بسبب طريقة تغطيته لحادثة إطلاق الرصاص التي تسببت بمقتل ثلاثة طلاب مسلمين في شابل هِل، شمال كارولاينا من قبل رجل يبلغ 46 من العمر والذي عرّف عن نفسه بأنه "ملحد".
ظهر أغلب النقد من مستخدمي الإعلام الاجتماعي الذين اتهموا الإعلام الأمريكي بالبطء في متابعة القصة وعدم إعطائها الأهمية التي تستحقها.
لم يتم تحديد الدافع وراء الجريمة بعد، إلا أن أعضاء عائلة الضحايا يصرون أنها كانت جريمة كراهية لديانة الضحايا، في حين أشارت زوجة القاتل أنها كانت نتيجة "خلاف طويل حول مواقف السيارات".
راجت حول العالم في الأسبوع المذكور هاشتاغات مثل #chapelhillshooting و #muslimlivesmatter بالإضافة إلى هاشتاغ بالعربية #مجزرة_شابيل_هل.
دان مرفي كاتب موظف في "كريستشيان ساينس مونيتور" والذي كان متمركزاً في الشرق الأوسط ناقش فكرة أن الإعلام الأمريكي لم يتجاهل القصة، وأن السبب وراء البطء في متابعة الأحداث كان ناتجاً عن "الدورة الإخبارية" حيث أن القصة وقعت في الليل.
وقال أنه لم يتم الإعلان عن أسماء الضحايا التي هي (ضياء شادي بركات العمر 23، وزوجته يسر محمد العمر 21، وأختها رزان محمد أبو صالحة العمر 19) إلا في الساعة الثالثة صباحاً.
وقال بهذا الصدد لشبكة الصحفيين الدوليين "لقد كنت جالساً عند الكمبيوتر الساعة 7:30 صباحاً وكانت القصة منتشرة في كل مكان وقع نظري عليه."
بالنسبة له، فإن قصة عن أناس تعرّضوا لإطلاق الرصاص في شقة في وسط المدينة لن تستحوذ مباشرةً على انتباه المراسلين بسبب كثرة هذه الجرائم في الولايات المتحدة. وقال أن "جرائم القتل بالسلاح ليست غير عادية في أميركا، ظن الصحفيون في البداية أنها كانت قضية شخصية بين أهل البيت الواحد، اعتداء على منزل أو أنها مرتبطة بالمخدرات"
وسأل "هل تعرفون ماذا نسمي ثلاثة أشخاص قتلوا بالرصاص من قبل مخبول ما يحمل مسدساً في الولايات المتحدة؟ .. نسميه الأربعاء!"
واستمر قائلاً أنه في هذه القضية بالتحديد "الناس [الذين ينتقدون الإعلام الأمريكي] يلاحقون أشباحاً، بحيث أنهم يرون مشكلة ليست موجودة".
وتعرض الإعلام الأمريكي للقصف أيضاً بسبب تغطيته العامة للمواضيع الإسلامية.
وافق مرفي أن الإعلامي الأمريكي والغربي أقل عدلاً مع المعتدين المسلمين ممن يقومون بأعمال عنف. فهم أسرع في إطلاق الأحكام على أعمال المسلمين العنيفة بأنها "أعمال إرهابية" مقارنة بالعنف الذي يصدر من قبل ديانات أخرى.
قالت جاكي سبنر، مراسلة سابقة في الواشنطن بوست والتي غطت الشرق الأوسط - قالت لشبكة الصحفيين الدوليين أن "الإعلام الغربي يميل للنظر للمسلمين على أنهم مجموعة متجانسة. بالتالي، يُسمح لمرتكبي الجرائم من غير المسلمين بالتصرف وحدهم كأشخاص، بمعزل عن معتقداتهم"
قالت سبنر التي تدرّس التغطية الصحفية الدولية الآن في جامعة كولومبيا في شيكاغو أن هذا التحامل يجرد المسلمين الذين يعيشون في أميركا من إنسانيتهم مما يجعل من الصعب بالنسبة لهم الوثوق بما يتم نشره عن مجتمعاتهم.
لكن سبنر تقول أنه ليس من العدل أن يُقال أن الإعلام تجاهل القصة. فكافة المؤسسات الإعلامية الكبيرة نشرت عن هذه الجرائم – وفعلت ذلك خلال 12 ساعة.
وقالت أن الموضوع الأكبر هو كيف يتم تمثيل كلاًّ من الضحايا والقاتل المزعوم خلال تطوّر القصة.
"هناك صورة نمطية عن المسلمين يساعد الإعلام في تثبيتها" قالت سبنر "يجب أن يكون لدينا حواراً صادقاً حول هذا الأمر كصحفيين بدلاً من التغاضي عنه نتيجة تذمر المجموعة المستاءة، وهو ما يحدث غالباً عندما يشكو المسلمون بشأن التغطية الإعلامية حول الإسلام".
وعند سؤالها عن نصائح عملية للصحفيين عند تغطيتهم القصة قالت سبنر "انتبهوا للّغة المستخدمة، وأدركوا وجود مفهوم المحاباة/ التحيّز وانتبهوا عند اختيار الكلمات. لا تشيروا للأميركيين المسلمين على أنهم "الآخرون".
الصورة مزودة من قبل جامعة شمال كارولاينا في شابل هِل واستخدمت هنا بعد أخذ الإذن.