نصائح مهمّة للصحفيين لتغطية قضايا الفقر

Nov 19, 2018 في موضوعات متخصصة
رجل على الشرفة

إنّ الأجور المتدنية والتدريب الداخلي غير المدفوع، وتكاليف المعيشة الباهظة في كثير من الأحيان في العواصم الرئيسية لوسائل الإعلام - مثل مدينة نيويورك أو لندن - تجعل من الصعب على أي شخص من الطبقة العاملة أو المحرومة الحصول على وظيفة في مجال الصحافة.

 غالبًا ما يتم تغطية الفقر ومناقشته في الأخبار من قِبل أشخاص منقطعين عن المجتمعات والقضايا. عندما تترافق مع عقود من المعتقدات الراسخة وغير الدقيقة والمواعيد النهائية الملحة لغرف الأخبار على مدار 24 ساعة، تتأثر جودة العمل الذي يتم إنتاجه حول هذا الموضوع.

وعن هذا الموضوع، تقول الصحفيّة هيذر بريانت، التي شاركت في كتابة ورقة نصائح حول موضوع الفقر، وكتبت في السابق عن مشكلة الطبقة الراقية في هذه الصناعة: "بصراحة، معظم الناس ليس لديهم إحساس دقيق في مجال الفقر، والأشخاص الذين يعيشونه وما الذي يسببه"، وأضافت: "المصاعب الإقتصادية هي واحدة من تلك المجالات التي تخدم فيها الروايات المبسطة عن الفقر المصالح السياسية والممارسات الصناعية والتفاعلات الاجتماعية الحصرية. هذا يعني أن إعداد تقارير دقيقة ومركّبة بشكل مناسب هو معركة شاقة". 

ومن جانبها، فقد كانت باربارا راب من كبار المنتجين في "Plain Sight"، وهو برنامج لإعداد التقارير عن الفقر في الولايات المتحدة الذي فاز بجائزة Peabody عام 2013، وقالت: "عندما يتعلق الأمر بالفقر، فإن التحدي الأول يكمن أولا بإيجاد محررين للموافقة على الإنطلاق بالمقال: غالبًا ما يعتقد المحررون أن مثل هذه المقالات محبطة، أو غير ذات صلة بالجمهور أو القراء".

ويرغب المعلنون أيضًا في منح امتياز للمحتوى الذي يستهدف الأشخاص الأكثر قدرة على الإنفاق على المنتجات والإشتراكات.

مع ما يقرب من 14 في المئة من الأميركيين لا يزالون يعيشون في فقر وواحد من بين كل عشرة أشخاص في أنحاء العالم يعيش بأقل من 1.90 دولار في اليوم، من المهم دراسة كيفية تغطية وسائل الإعلام للواقع المعقد لحياة الناس اليومية. هل يخدم المحتوى الجمهور من دون الإعتماد على الصور النمطية والممارسات الضارة؟

وقد جمعت شبكة الصحفيين الدوليين نصائح من الخبيرتين هيذر براينت وباربارا راب للبدء في تحسين تغطية الإعلامية للناس والمجتمعات التي تعيش في فقر.

ناقش أفكارك المسبقة

لا يستطيع الصحفيون كبشر الهروب من الآراء الشخصية والمفاهيم المسبقة. ولكن مثلما يتعين علينا أن نناقش أنفسنا بشأن التحيز الضمني حول الجنس والعرق، علينا أن نفعل الشيء نفسه بالنسبة للفقر.

وتشرح براينت أنّ معظم الصحفيين نشأوا في عالم يكرّس روايات غير دقيقة حول الجدارة وأخلاقيات العمل  و"نظرية التمهيد" - التي تقول إنه يمكن لأي شخص أن ينجح إذا قدم الجهد الكافي. وتضيف براينت: "من المهم أن تناقش جميع الأشياء التي تعتقد أنك تعرفها عن هذا الموضوع".

لا تدعوا البحث عن اللمعة المميزة يضر بالتمثيل العادل لتعقيدات حياة الناس. وتقول براينت: "إنّ الرغبة في الحصول على إجابات وتفسيرات بسيطة هي نزعة متأصلة للناس، بما في ذلك الصحفيين المكلفين بتفسير مثل هذه الأشياء"، وتضيف: "لا يمكننا أن ننسى أن حياة كل شخص معقدة للغاية."

 لا تفوّت الصورة الأوسع

تسأل راب: "لماذا لا يتمكن الفقراء من إخراج أنفسهم من الفقر؟ ما هي الأنظمة والحواجز الثقافية في طريقها؟"، لا يكفي سرد مقالات فردية، فمن الأهمية بمكان الكشف عن قضايا السياسات التي تجعل من الصعب الخروج من دائرة الفقر وفهمها وإبرازها.

ويتبع العديد من المقالات حول الفقر نموذجًا مشابهًا: قصة انتصار على الشدائد. تعطي راب مثالًا قصة عائلة مشرّدة ترسل طفلًا إلى جامعة هارفارد رغم التحديات التي تواجهها. وتشير هذه المقالات إلى أنه يمكن التغلب على الصعوبات إذا حاول الشخص بذل الجهد الكافي، فيما فشلت هذه المقالات في معالجة المشاكل النظامية التي تقف في طريق الحراك الاقتصادي.

وتضيف راب: "إبحث عن زوايا مختلفة توضح كيف يمكن معالجة الفقر، ليس من خلال  المراشقة ولكن من خلال الأنظمة والسياسات التي يمكن أن تحدث فرقًا". 

أشرِك الناس الذين يعانون من الفقر في مقالاتك 

وتقول راب: تحدث إلى الناس واطلب منهم أن يشرحوا أشياء قد لا تكون منطقية بالنسبة لشخص لم يسبق له أن عانى صعوبات اقتصادية، على سبيل المثال، قد يقول كثيرون:  "إذا كنت فقيرًا للغاية، فلماذا لديك تلفزيون بشاشة مسطحة كبيرة؟ وتجيب: قد تكون الإجابة على هذا شيئًا لم تفكر فيه."

وتضيف: "دعهم يخبرون قصتهم الخاصة من خلال الكلمات والصور. على سبيل المثال، دع مصادرك تلتقط صورًا ومقاطع فيديو عن حياتهم. ليس ضروريًا أن تكون من أجل قصة مخصصة لموضوع الفقر أيضًا. يجب على الصحفيين أن يمارسوا الإدماج والتنوع في مواضيعهم، في مقالات عن السياسة، الرعاية الصحية، التعليم  ومواضيع أخرى".

وتتابع: "أرى الكثير من إباحية الفقر وهو نوع من إعداد التقارير الذي يؤخذ فيه الجمهور - بصريًا أو بغير ذلك - إلى أماكن فقيرة لا يمكن تصورها".

مثل هذا النوع من التقارير يضع الفقر كمأساة أحادية البعد، والتي تعطي رؤية محدودة للصورة الكاملة، وعلى الرغم من أنها قد تلفت الإنتباه، فإنها لا تخدم مواضيعك أو جمهورك.

مصادر إضافية

يوضح هذا المقال حول مدى تكلفة امتلاك هاتف إذا كنت تعاني من مشقة اقتصادية كيف أن التغطية اليومية يمكن أن تصبح أكثر شمولًا. يتم إنتاجه من قبل Broke in Philly، وهو مشروع مشترك للتقارير حول العدالة الاقتصادية والذي لديه ايضًا دليلاً لغويًا للصحفيين.

ويتم تصميم نماذج جديدة لضمان وصول أخبار عادلة ومفيدة ولجذب المزيد من الجماهير المتنوعة. على سبيل المثال، تقوم Outlier Media الموجودة في ديترويت بتقديم معلومات شخصية إلى السكان المحليين عبر متن النص، وكما ذكرت هيذر براينت، فإن برامج مثل مشروع Documenters تقوم بتجنيد وتدريب ودفع أفراد من العامة لإعداد تقارير عن مجتمعاتهم.   


الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على أنسبلاش بواسطة lhoag.