إن تغطية مآسي وصعوبات الإنسان مهمّة صعبة وشاقّة. إن عملية البحث والتقصي في الشؤون الاجتماعية كالفقر مثلاً تتطلب وعياً ودراية بشجون الناس ورقياً في التعامل معهم وقدرة على الإحساس بهم بعكس القصة الإخبارية العادية التي في الغالب لا تتطلّب ذلك. في مقابلة مع مجلة الفنون والسياسة تُناقش غيرنيكا، الصحفية الفائزة يجائزة البوليتزر برايز وكاتبة خلف الجميلة دائما: الحياة، الموت، والأمل تحت مدينة بومباي، الصحفية كاثرين بو ، تناقش عدد من التحديات وتقدّم النصح للصحفيين الذين يغطون المجتمعات المحرومة.
هذه هي الوجبة السريعة المحضرة من قبل شبكة الصحفيين الدوليين:
تجنّب تبسيط القصّة
عادةً ما يلجأ الصحفيون إلى مؤسسات الخدمات الإجتماعية والمؤسسات الغير حكومية، لكي يأخذوا الإذن للتكلّم مع رواد هذه المراكز. إلاّ أنها ليست بالإستراتيجية الجيدة، بحسب بو. "فهي تعمل على تبسيط القصة وينتج عنها مادة إعلامية مكررة، فبالمجمل إن كل فقير داخل في جمعية لمساعدته." بدل ذلك ابحث عن مصادر يمكن أن تؤمن لك صورة واضحة عن المكان الذي يعيش فيه هذا الفقير، تعبر من خلالها عن صعوبة وضعه الإقتصادي وتشاهد بأمّ العين أعداد الأفراد التي استطاعت أن تتخطى خط الفقر.
لاحظ أكثر، اسأل أقلّ
إن إجراء مقابلة مع الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر يمكن أن يكون تحديا كبيراً، خاصةً أنه يمكن أن يتملك هؤلاء شعور بالخوف من أن يقولوا أي كلمة خاطئة، حسب قول بو.
ما الحل؟ تكلم أقلّ. "إن الإستماع والملاحظة أفضل بكثير لأنهما يكشفان عن تعقيدات الشخصية التي تحاورها، أكثر مما تكشف أجوبة الشخص نفسه على أسئلة الصحفي."
اكتشف المنطقة
حتى إن كنت تركز على منطقة محددة جداً داخل مجتمع بكامله، من الأجدر بك معرفة المنطقة بأكملها لأن ذلك سيؤمن لك السياق الإجتماعي والإقتصادي، بحسب بو. لقد قامت بو بحركة جيدة عندما كانت تغطي الأحياء الفقيرة في مومبي أناوادي، فلقد تركت المكان الذي جاءت لأخذ القصص منه لتجول في كافة أرجاء المدينة وذلك لكي تشعر بالمكان وتستنبط فكرةعامة عن المدينة. "هي مدينة كانت غير موجودة بالنسبة إليّ من 11عاماً وهي بحالة تغيّر مستمرة لذلك كنت مصرة على اكتشافها والتعلم عنها" بحسب قول بو.
اكشف عن كافة جوانب الشخص
من الأخطاء الشائعة التي عادةً ما يرتكبها الصحفيون عندما ينقلون الأخبار أو يغطون الأحداث من المناطق الفقيرة والمحرومة هي تكوين الصورة الملائكية للأشخاص المحرومين "وكأنهم مثاليين في معاناتهم"، إلاّ أن ذلك غير مجدي لأنه يخلق حاجزاً بين الأشخاص والجمهور مما يجعل نقل الصورة والموقف بحذافيره أمرٌ شبه مستحيل بحسب قول بو. وبدل الوقوع في مثل هذه الأخطاء يمكن على الصحفي أن يظهر بعض جوانب شخصيته الغير مثالية. كتبت بو في كتابها عندما كانت تصف مصدراً تعرفه إسمه عبدول، عن تصرفاته ووصفت حركاته وهذه هي الزشياد التي جعلت منه إنسانياً صورة يمكن تصديقها. فقالت "هو خجول، أناني، ولا يعبر عن نفسه كلامياً بطلاقة، علي الرغم من أن عائلته تعتبره رائعاً. لكن عندما تقابل هذه الشخصية الجمهور سيشعر هذا الأخير بأن هذا الشخص حقيقي يشبههم وغير مركّب."
لقراءة النص كاملاً، انقر هنا.
الصورة من ملفات مورغي.