نصائح لمكافحة التحرّش الجنسي والمضايقات في غرف الأخبار

بواسطة Sherry Ricchiardi
Oct 30, 2018 في التنوع والإدماج

خلال اجتماع للنساء العاملات في الإعلام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إنطلقت مذيعة تلفزيونية في منتصف العشرينيات من عمرها بالتحدث بشكل خاص، وبين رشفات من القهوة المحلية السميكة شرحت معضلتها.

كانت جذابة وهذا كان في صالحها، لكن ماذا بعد عدد من السنوات في المهنة؟ وسألت "كيف يمكنني تحضير نفسي لوقت لم يعد يريدونني فيه؟ هل هناك وظائف إعلامية أخرى يمكنني ممارستها؟".

على مر السنوات، التقيت بنساء صحفيات في أكثر من 35 بلدا.احتفلت بنجاحاتهن وأثنيت عليهن بشأن عدم المساواة بين الجنسين والأشكال المختلفة من الترهيب والحواجز الثقافية  التي تهدد بإضعاف تقدمهم. التحديات التي تواجه العاملات في مجال الإعلام تميل لان تكون لها حلقة متشابهة في أنحاء العالم.

وضعت في شهر أيار/مايو هذا الإختبار لـ24 إثيوبية، قديمات ومبتدئات، تجمعن لمناقشة دور المرأة في وسائل الإعلام. بعد ملاحظات تمهيدية، توزعن على 4 مجموعات للتفكير في سؤال: ما هي أكبر التحديات/العوائق التي يواجهنها كصحفيات في بلدهم الأم.

القوائم التي أنتجنها كانت طويلة وتضمنت العديد من المواضيع المشتركة، من بينها:

 إنه عالم الرجل- لا دعم عائليًا ولا زوجي: أدرجت النساء نقص المساعدة برعاية الأطفال، التسوق، الطبخ، غسيل الملابس والأعمال المنزلية. وقالت إحدى المراسلات "أنا أول من يستيقظ عند الخامسة صباحًا وآخر من ينام، وأحيانا بعد منتصف الليل."

التحرش الجنسي من مديري الأخبار والزملاء والمصادر: وصفت المراسلات الرجال الذين يعطون المصادر بالمغازلين الوقحين، علامة عدم احترام في عيونهم. وقالت مراسلة شؤون خارجية إنها أمضت ثلاث سنوات من دون علاوة بعدما رفضت تحرشات مديرها الجنسية. ولماذا لم ترحل؟ قالت: "الوظائف قليلة، أين أذهب؟".

المحررون يقللون من قدرات النساء ويوكلونهن بمهام بسيطة بخلاف التغطيات القوية بدل قضايا الأمن القومي و السياسة.

مجمع الدونية حول المدراء والزملاء الرجال، إنخفاض الثقة تقدير الذات والثقة بالنفس، لا يوجد نموذج يحتذى به للموظفات.

عدم المساواة في الأجور وعدم الترقية كانت من بين الشكاوى

للأسف سمعتها كلها سابقا، خلال مناقشة في إسلام آباد حيث وصفت مراسلة باكستانية لقاء في غرفة الأخبار:

لأشهر عدة قام هذا الشخص بتوجيه ملاحظات كلما مررت أمامه، أحيانا حول ثديي أوالوركين أو ملابسي. كان يقولها بصوت عالٍ كافٍ ليسمعها الآخرون، لكن أخيرا واجهته.

سألته: "هل ستتحدث إلى أمك أو أختك بذات الطريقة التي تتحدث فيها معي؟ هل تعاملهن بذات الطريقة التي تعاملني بها؟". فكان رده "لا لن افعل، إنهن نساء لائقات، أما أنت صحفية". واردفت، بعد ذلك بقيت بعيدة قدر المستطاع عنه.

شاركت نساء في جنوب السودان حالات ترهيب - وفي حالة واحدة تم التخلص منها - من قبل الزملاء الذكور الذين تعاملوا معهن كأشياء جنسية. وعزت النساء ذلك إلى الأعراف الثقافية التي تعزز عدم المساواة بين الجنسين.

أخذت المجموعة في ذلك الصباح في أديس ابابا نهجًا إيجابيًا سعيًا لإيجاد سبل لإحداث تغيير. مؤسسة رابطة الإعلاميات الإثيوبيات إميركاب أسيفا منحتهن الحماسة للإشتراك والإنضمام لجهود التنظيم.

هي تشعر أن رابطة الإعلاميات الإثيوبيات قد تكون القوة الدافعة وراء التغيير، لكن هذه المنظمة كانت نائمة والموقع الإلكتروني يظهر نشاطًا ضئيلًا. هناك قوة بالتكلم بصوت واحد، وفق ما قالت أسيفا للنساء في ذلك اليوم. عندما انتهى الإجتماع وقف العديد منهن في الصف لتسجيل أسمائهن.

ناقشت النساء إقامة جلسات إرشادية والبحث عن فرص للتطوير المهني وإقامة شبكات لإبقاء الحوار حيًا.

في حال تحققت هذه الأهداف أم لا ستبقى منظورة.

فيما يلي نصائح حول تعامل الصحفيات في أثيوبيا وبلدان أخرى مع السلوك الجنسي المسيء. ليست هناك إجابات سحرية.

وفي أفضل الأحوال يمكنك البدء من هنا:

 

· ذكّري الجاني أنك إمرأة مهنية واطلبي نفس الإحترام الذي يتلقاه الرجل في غرفة الأخبار. إفعلي هذا بطريقة هادئة وحازمة تشير إلى سيطرتك على مشاعرك.

 

· كوني واضحة بأن التعليقات الإيحائية غير مقبولة. جربي التقنية التي استخدمتها مراسلة إسلام آباد: "هل تتحدث إلى أختك بهذه الطريقة؟"، "هل ستكون أمك فخورة بك إذا سمعت تعليقاتك؟".

.إذا أصبحت التحرشات الجنسية من رؤساء العمل أوالزملاء مزعجة، إحتفظي بدفتر يوميات، دوّني ما قيل أو فُعل، بما في ذلك التاريخ والوقت والمكان.

إذا كان هناك شهود قومي بإدراج اسمائهم وستساعد هذه الوثائق بمواجهة الجاني أو اتخاذ إجراء قانوني.

· إذا لم يكن لدى الشركة نظامًا للإبلاغ عن التمييز أوالتحرش الجنسي إضغطن على المدراء لإنشاء واحد. إعرضن ترأس لجنة من غرفة الأخبار لدراسة "نظام السلوك" لصالح أرباب العمل.

·  تعرّف وزارة الخارجية الأميركية التحرش الجنسي وتذكر حقوق الموظفين من ضمن سياستها. لجنة حقوق الإنسان الأسترالية تقدم نموذج نظام سلوك أيضا.

خذي بالإعتبار أن هذا عمل جاد. توثق دراسة بعنوان "العنف والمضايقات ضد المرأة في وسائل الإعلام: صورة عالمية" الأثر العاطفي الذي يتركه على المرأة التمييز بين الجنسين، عدم المساواة، التمييز الوظيفي وأشكال التخويف الأخرى. الدراسة الصادرة عن معهد سلامة الأخبار الدولية ومؤسسة نساء الأعلام الدولية.

الصورة الرئيسسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة توماس هوك.