تغيب أصوات النساء وآراؤهنّ عن الكثير من التغطيات الإعلامية المتعلقة بالمهاجرين، على الرغم من أنهن يشكلن نصف عدد المهاجرين في جميع أنحاء العالم. وفي هذا السياق، سلّطت دراسة أعدّها مشروع فولر للتقارير الدولية على الأسباب الكامنة وراء وجود هذه الفجوة بين الجنسين، وأبرز المواضيع المرتبطة بالهجرة التي تُروى وتلك التي لا يتم التطرّق إليها في وسائل الإعلام.
وبيّنت دراسة "فولر" التي راجع القيّمون عليها 100 تقرير صحفي حول الهجرة في وسائل إعلامية مختلفة، أنّ المواضيع المنشورة تركز على الأمن القومي والصراع والأزمة، فيما تندر التقارير التي تتطرّق إلى تأثير الهجرة على النساء.
وعلّق المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لـ"فولر" كزانتث شارف على الدراسة، موضحًا أنّ "النتائج ساعدت في تحديد المواضيع المتعلّقة بالهجرة والتي لم يتم التطرّق إليها". من جهتها، أعربت المراسلة ريخا راني التي عملت مع "فولر" لمدة عام حول مواضيع الهجرة وقضايا النساء، عن تفاجئها بغياب أصوات النساء وآرائهن.
وتحدّثت راني في مقال عن التحيز بين النساء والرجال في تقارير الهجرة، والذي يؤثر بالسياسات التي يتبناها المواطنون ويوافق عليها المسؤولون. وشدّدت دراسة "فولر" على ضرورة سعي الصحفيين للإضاءة بشكل أكبر على أصوات وآراء النساء والفتيات في قضايا الهجرة.
وفيما يلي أبرز نتائج الدراسة:
-تبيّن أنّ مقالين فقط من أصل 100 تقرير يركزان على قضايا تؤثر بالنساء مباشرة، مثل الصحة الإنجابية والعنف المنزلي.
- يقلّ ذكر النساء عن الرجال بمعدّل النصف في التقارير الصحفية.
-سلّط مقال واحد الضوء على إنجازات المهاجرات ومساهماتهن في المجتمع.
توازيًا، أفاد تقرير أصدره المجلس الوطني لسيدات الأعمال أنّ 40٪ من رواد الأعمال المهاجرين في الولايات المتحدة الأميركية هم من النساء، وأنّ 13٪ من الشركات التي تملكها نساء تديرها سيدات لم يولدن في الولايات المتحدة.
كذلك، فقد أظهر تقرير نُشر في المؤسسة البحثية الأميركية حول الاقتصاد، أنّ النساء المهاجرات يلعبن أدوارًا مهمّة في الولايات المتحدة، كرائدات أعمال أو متخصصات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما أنّهن ساعدن في تحفيز النمو الاقتصادي والابتكار.
وقدّمت راني النصائح التالية من أجل تغطية مواضيع الهجرة بشكل جيّد مع الإضاءة على قضايا النساء:
أولاً، على الصحفيين أن يغطوا موضوع الهجرة بكافة جوانبه، أي البحث في كيفية تأثير الهجرة على المجتمع، لا سيما في ملفات الاقتصاد والتعليم والسياسة، وكيفية تأثير التوطين على المهاجرين. وشدّدت راني على ضرورة إعداد تقارير حول نجاح المهاجرين والمهاجرات في أعمالهم في المجتمعات المضيفة، وعملهم في الخدمة العامة ومساهماتهم في تحسين المجتمعات.
ثانيًا، تجاوز الحدود: مع دخولهم إلى دول جديدة، يعتبر المهاجرون أنّ أحلامهم بدأت بالتحقق، لهذا يمكن للصحفيين إعداد تقارير عمّا يبحث هؤلاء عنه في حياتهم الجديدة، أين يعيشون، وما هي الوظائف التي يشغلونها وما هي أبرز التحديات التي يواجهونها؟
وبعد طرح هذه الأسئلة، على الصحفيين النظر إلى الطرق التي تساعد النساء المهاجرات على الاستقرار.
ثالثًا، البحث عن الأسباب الرئيسية التي دفعت الأشخاص إلى الهجرة وترك بلدانهم الأصلية، ودراسة السياسات أو التغييرات التي يمكن تطبيقها من أجل معالجة هذه الأسباب.
رابعًا، التحقيق في أسباب العنف لا سيما وأنّ النساء هنّ أكثر المتأثرات بالعنف المنزلي، والذي كان يعتبرًا سببًا تُقبل بسببه طلبات اللجوء إلى الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، يتم التطرّق إلى القضايا الإنسانية التي لم تكن وسائل الإعلام تغطيها، ويكمن التحدي بإيصال أصوات النساء وقضاياهن.
وإضافةً إلى ما تقدّم، يمكن للصحفيين الإطلاع على هذا الرابط الذي أنتجه "فولر" بالتعاون مع ELLE UK.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة نيتيش مينا.