موقع في مالي يتخصص بتغطية قضايا منطقة الساحل

Apr 7, 2022 في موضوعات متخصصة
قارة أفريقيا على خريطة العالم

تواجه الدول الأفريقية تحديات كثيرة، إذ تعاني من المشاكل الاقتصادية والاضطرابات السياسية والعنف العرقي والفساد وغير ذلك. وعلى الرغم من أن كُبرى المؤسسات الإعلامية في القارة تغطي هذه القضايا بشكل منتظم، إلّا أنّ هناك نقصًا حادًا في غرف الأخبار المحلية التي تركز عليها حصريًا. وقد أدى ذلك إلى وجود فجوات في المعرفة، مما يؤثر على السياسات والتنمية في أفريقيا.

وهذا هو الفراغ الذي يحاول أن يملأه موقع "الساحلي" Sahelien.com، الذي يتخذ من مالي مقرًا له ويفخر بأنّه "موقع الأخبار الأول في منطقة الساحل"، حيث ينتج التقارير والتحليلات المعمقة حول القضايا والتطورات التي تشهدها المنطقة.

من جهته، يقول المؤسس المشارك جو بيني، الذي أطلق الموقع مع زميله الصحفي الماليّ عبد السلام حما عام 2014، "لقد تعلّمنا الكثير من عملنا بالموقع على مر سنواته الثمانية. ولدينا فريق متخصص في باماكو يقوم بعمل استثنائي في أحلك الظروف. كما بنينا لأنفسنا سمعة كمصدر أخبار موثوق ويُعتمد عليه".

وعلاوة على ذلك، فقد قدّم الموقع طرقًا جديدة للتغطية الصحفية، وخاصة للصحفيين المستقلين.

تمكين الصحفيين المستقلين

يعتمد موقع "الساحلي" في الأساس على الصحفيين المستقلين لتوسيع قاعدة جمهوره والموضوعات التي يغطيها. وفي هذا الصدد، يقول بيني إنّه "عندما توسعنا في تغطيتنا لتشمل غرب أفريقيا – مع التركيز على نيجيريا – لمدة ستة أشهر، عملنا في الأساس مع الصحفيين المستقلين. ولدينا فريق عمل أساسي في باماكو يغطي منطقة الساحل، كما نخطط لتغطية نيجيريا وغيرها من دول غرب أفريقيا بانتظام. وحينها سنقوم بتعيين المزيد من الموظفين بدوام كامل".

وبالنسبة للصحفي المستقل أحمد أديدميجي أموبي، الذي كتب مقالًا حول معاناة الشباب الخريجين مع البطالة، فإنّ الصحفيين المستقلين يؤدون دورًا بالغ الأهمية في ضمان تغطية موقع"الساحلي" للقضايا الرئيسية. ويقول إنّهم "ينتجون قصصًا هامة قد لا تستطيع غرف الأخبار الحصول عليها"، مضيفًا أنّ الموقع قد "حقق الكثير لتعزيز جهود هؤلاء الصحفيين المستقلين وسمح بنشر القصص الهامة التي لا تحظى بالاهتمام الكافي وجعلها مسموعة ومتاحة لبقية العالم".

التغطية الصحفية المؤثرة

ينشر موقع "الساحلي" باللغتين الفرنسية والإنجليزية في محاولة لسد فجوات التغطية الصحفية بين المجتمعات الفرنكوفونية والإنجليزية في منطقة الساحل. كما ينتج محتوى الفيديو والأفلام الوثائقية والنشرات الإخبارية باللغتين للوصول إلى الجمهور. ويقول أموبي إنّ "وجود الموقع في منطقة الساحل يجعله أكثر تميزًا في تقديم التقارير باللغتين الإنجليزية والفرنسية. ولضمان اتساع نطاق التغطية، تتم دعوة هؤلاء الصحفيين عبر منصات التواصل الاجتماعي لشرح تفاصيل تغطيتهم الصحفية والقصة نفسها".

ولقد قام الموقع حتى الآن بتسليط الضوء على القوانين المثيرة للجدل والصراعات المستمرة وغيرها من القضايا. والأهم من ذلك أنّه أحدث تأثيرات ملحوظة من خلال تغطيته الصحفية.

ويقول بيني إنّهم قدموا مؤخرًا "تغطية قوية للغاية حول عقوبات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ورد فعل مالي تجاهها"، مضيفًا: "في رأيي الشخصي، أعتبر أن تقرير بيلومي سالاكو كان أفضل ما كُتب حول صراع المزارعين والرعاة في بلدة إيغانغان النيجيرية. كما نشرنا مقالات ممتازة، بينها مقال عن الصحة النفسية بقلم أوبي أديتايو؛ وآخر عن الجهود المبذولة لإلغاء قانون منع زواج المثليين في نيجيريا، بقلم شيد ماري آن أولاوي؛ وكذلك عن حركة #ArewaMeToo في شمال نيجيريا، بقلم هاوا شافي نوهو؛ وعن حركة #EndSARS المناهضة لوحشية الشرطة في نيجيريا؛ وغيرها من القصص".

ويضيف بيني إن بعد مرور شهرين من نشرهم لتقرير الصحفية نوزموت جباداموسي حول الجهود المبذولة لجعل متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك يعيد مجموعة Benin Bronzes الأثرية، أعلن المتحف أنه سيرسل قطعتين من المجموعة إلى نيجيريا. وعن مشروع صحفي آخر، يقول بيني إنّ "تحقيقنا الاستقصائي حول الضربات الجوية الفرنسية التي استهدفت المدنيين في مالي يظل أكثر تقاريرنا تعمقًا حول هذا الموضوع منذ تدخل فرنسا في البلاد قبل تسع سنوات".

إشراك الجماهير

ومن خلال تغطيته الصحفية متعددة الوسائط، يحاول موقع "الساحلي" سرد القصص بطرق أكثر جاذبية، ولتلبية احتياجات جمهوره. كما ينظم الموقع فعاليات مجتمعية كعروض الأفلام والمناقشات، مما يساعد في زيادة الوعي بشأن جهود التغطية متعددة الوسائط لقضايا منطقة الساحل.

من جانبه، يؤمن أموبي بأنّ ما تحتاجه أفريقيا في المقام الأول هو المزيد من القصص المؤثرة التي تُروى من وجهات النظر السليمة. ويقول إنّ "إحدى المشكلات التي تؤرق أفريقيا هي البنية المبهمة لمؤسساتنا. فلا يمكن إصلاحها إلّا بكتابة القصص عنها، حتى تدرك هذه المؤسسات أنّ الناس على دراية كبيرة بهذه القضايا، وأنّهم يطالبون بتغيير هذه البُنى".


الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على انسبلاش بواسطة لوكاس جورج ويندت.

تم تحديث هذا المقال يوم 23 مارس/آذار.

أديدميجي قويم عبد الحفيظ هو كاتب نيجيري مستقل.